ركزت مجلة "لوبوان" الفرنسية على وضع جماعة "الإخوان المسلمين" اليوم فى مصر على ضوء التطورات المتسارعة التى تشهدها البلاد. وذكرت "لوبوان" أن الإسلاميين، المعارضين التاريخيين لمبارك، يوجدون الان فى نفس موقف الرئيس السابق "لكنهم لم يقولوا كلمتهم الأخيرة".
وأضافت أن السيناريو الحالى فى مصر هو نفس السيناريو الذى شهدته مصر أثناء ثورة النيل (ثورة يناير) حيث كان هناك آنذاك تعبئة شعبية فى ميدان التحرير دفعت الجيش في فبراير 2011 إلى رحيل الرئيس السابق مبارك الذى لم يكن أمامه سوى خيار التنحى..
مشيرة إلى انه وبعد ذلك بنحو عامين، فإن الساحة المركزية من القاهرة (ميدان التحرير) شهدت مرة أخرى نفس الحشد ولكن بشكل أكبر مقارنة بما كان عليه الحال فى عام 2011 حيث يطالب المتظاهرون الرئيس محمد مرسي، أول رئيس منتخب ديمقراطيا في مرحلة ما بعد مبارك ، بالرحيل.
وأوضحت "لوبوان" أن الجيش عاد مرة أخرى إلى المشهد خشية اندلاع "حرب اهلية" وأعطى الرئيس مهلة 48 ساعة لتلبية "مطالب الشعب"..إلا انه وفى المقابل يرفض الرئيس المصرى المهلة التى حددتها القوات المسلحة.
وأضافت المجلة الفرنسية أن عدة ملايين من أبناء الشعب المصرى تظاهروا الأحد الماضى في أنحاء البلاد وهم يهتفون "مرسي أرحل".. معتبرة أن تلك المظاهرات هى الأكبر فى تاريخ مصر وشارك بها شباب الثوار ، والطبقات الشعبية التى تعانى بسبب الأزمة الاقتصادية أو الحنين إلى النظام القديم، ونددوا بتعنت الرئيس مرسي، الذي لقبوه ب"الفرعون الجديد".
ونقلت لوبوان عن جون نويل فيرى مدير مركز أبحاث سى أن أس أر قوله أن حصيلة جماعة الإخوان المسلمين كارثية وفشلوا في الناحيتين الاقتصادية والديمقراطية، كما انهم غير قادرين على إستعادة السلام المدنى.
ورأت المجلة انه بعد 80 عاما من النضال "تحت الأرض" انتهى بالوصول إلى السلطة بفضل "الربيع العربى" ، فمن الصعب لهؤلاء "الإسلاميين المعتدلين" أن يتخلوا عن السلطة بسهولة.
ونقلت "لوبوان" عن محليين فرنسيين قولهم انه من المستحيل الآن تكرار السيناريو لاسيما مع حالة الاستياء التى تبدو عميقة تجاه الإخوان المسلمين وأن شعار "الإسلام هو الحل" فقد قوته.. مشيرة إلى أنه فى مواجهة حركة تمرد التى جمعت 22 ميلون توقيع ، فان الاخوان المسلمين فقدوا قوتهم بالشارع فعليا.