وزير الموارد المائية والرى محمد بهاء الدين، نموذج لفشل حكومة قنديل فى إدارتها شؤون البلاد. .. كما أنه تعبير صادق عن حكم محمد مرسى وجماعة الإخوان التى أظهرت الارتباك والعك والفشل الكامل فى إدارة دولة مثل مصر.
.. فهم يصرّون على أن مصر هى تنظيمهم السرى.. ولا يدركون أنها أكبر منهم.. وأن جماعتهم صغيرة جدًّا.. وأولى بهم أن يتركوا الحكم بعد أن أثبتوا أنهم فاشلون.. كاذبون.. مضللون.. ومفاجؤون بما يحدث فى إدارة الدولة.
.. ولعل وزير الرى هو النموذج للمفاجأة.
.. فكل شىء عنده مفاجأة.
.. فتغيير مجرى مياه النهر فى النيل الأزرق.. مفاجأة.
.. بناء سد النهضة الإثيوبى مفاجأة.. رغم أنه كان برفقة رئيسه محمد مرسى فى زيارة إثيوبيا قبل إعلان الأخيرة واحتفالها بتغيير مجرى النهر.
.. ومع هذا الرجل فوجئ بقرار إثيوبيا.
.. وقد فوجئ الرجل أيضًا بنية بعض الدول بناء سدود أخرى مثل أوغندا وتنزانيا.
.. وفوجئ الرجل أيضًا بنيّة جنوب السودان التوقيع على اتفاقية عنتيبى لإعادة توزيع المياه على دول حوض النيل.
.. فالوزير مفاجأ دائمًا..
.. ولا يعرف شيئًا عن الرى.
.. بل ربما لا يعرف شيئًا عن الوزارة.
.. ومع هذا لا يمل من الخروج إلى الإعلام، ليعلن جهله وضعفه.
.. وزاد على ذلك أنه لا يعرف شيئًا عن الاتفاقيات.. وقالها بصراحة: إن الموضوع لدى وزارة الخارجية ولا يطلع عليه.
.. فهو رجل مغيّب ولا يعرف دوره كوزير.
.. ومع هذا يستمر فى منصبه.
.. لا هو استقال بسبب ضعفه وجهله وفشله وإدارته للأزمة.
.. ولا تم إقالته باعتباره وزيرًا فاشلًا.
.. وكيف تتم إقالته.. إذا كان رئيس الحكومة فاشلًا أيضًا ولم يفعل شيئًا رغم أنه من نفس المدرسة «الرى» وكان وزيرًا للرى.. وقبلها مديرًا لمكتب وزير الرى.. إلا أنه فوجئ أيضًا بما يجرى؟
.. وكيف تتم إقالته ورئيسه محمد مرسى.. فوجئ أيضًا وقد «مص الأزمة» ولم يدرك الأزمة وتوابعها؟.. فلم يخبره أحد من مكتب الإرشاد بأن ما فعلته إثيوبيا سيؤثّر على المياه التى تصل إلى مصر، وأن سد النهضة «الإخوان يكرهون تلك التسمية.. فربما أهملوه من أجل ذلك» سيهدّد مصر.
.. فالرجل لم يهتم عندما كان فى إثيوبيا.. وعندما عاد.. وكرر كلامًا «أهطل» لا يعبر عن رجل دولة فى الأزمة.. من أن مصر لن تتأثر بهذا السد.
.. ولم يفهم الرجل إلا بعد العديد من الخبراء ووسائل الإعلام «المكروه من الإخوان» فى تقديم المعلومات الدقيقة والحقائق حول سد النهضة الإثيوبى وتأثيره على المياه التى ستحصل عليها مصر.. وخطره الأكبر فى السنوات القادمة على حياة المصريين.
لقد كانت وزارة الرى مدرسة يتخرج فيها مهندسون عظام يحرصون على عملهم وعلى الدور الوطنى لوزارة الرى من خلال المعرفة والإبداع والعلاقات بدول حوض النيل.. لكن نموذج وزير الرى.. ورئيس الحكومة إساءة لتلك المدرسة.. وانحطاطها وانهيارها.. وعليها السلام.
.. إنهم يدمّرون فى تلك المدرسة العريقة.. كما يجرى تدمير مدرسة الخارجية المصرية عن طريق رجل الإخوان فى الرئاسة عصام الحداد!
.. فهم يخربون البلد.
.. ولا يعملون لصالح الناس والمستقبل.
.. وماعندهمش دم.
.. ولو عندهم نقطة دم.. لكانوا قد تركوا الحكم بعد فشلهم.. بل هم مَن يدعون إلى انتخابات مبكرة للخروج من الأزمات التى وضعوا أنفسهم والشعب فيها.