جرح العديد من الأشخاص من بينهم مصور وكالة فرانس برس واثنان من رجال الشرطة في صدامات وقعت، اليوم الأربعاء، بين الشرطة ومتظاهرين يساريين بمناسبة عيد العمال بإسطنبول، حيث منعت السلطات كل التجمعات بسبب أعمال ترميم في ساحة تقسيم الرمزية. وأصيب العديد من المتظاهرين بتوعك وضيق بسبب الغازات المسيلة للدموع، التي استعملتها بكثافة شرطة مكافحة الشغب ونقلوا إلى المستشفى.
وحاول آلاف المتظاهرين بمجموعات صغيرة من حوالى مئات الأشخاص الوصول إلى ساحة تقسيم من الشوارع المجاورة، لكنهم اصطدموا بقوة كبرى من 22 ألف شرطي تم حشدها لإغلاق الطريق، وهاجم متظاهرون فوضويون مصور فرانس برس بشدة وكسروا كاميرته.
من جهة أخرى، أعلنت محافظة إسطنبول، أن شرطيين أصيبا بجروح في مواجهات وقعت في محيط ساحة تقسيم السياحية الشهيرة، وإن الشرطة أوقفت 20 متظاهرًا.
وبعد الظهر تراجعت حدة التوتر، بعدما تفرقت غالبية المتظاهرين اليساريين.
ومنذ الصباح الباكر، بدأت قوات مكافحة الشغب استخدام خراطيم المياه والقنابل المسيلة للدموع لمنع التجمعات في حي بيشيكتاس الذي يبعد كيلومترين عن ساحة تقسيم على الضفة الاوروبية من المدينة.
ورد المتظاهرون الذين بلغ عددهم بضع مئات لبوا دعوة احزاب يسارية ونقابات، برشق الحجارة. كما رددوا عبارات: "الموت للفاشية" و"يحيا الأول من مايو".
ووقعت صدامات في ثلاثة أحياء مؤدية إلى تقسيم أغلقت فيها الطرق المؤدية إلى الساحة لمنع المتظاهرين من الوصول إليها.
وعلقت حركة النقل نحو تقسيم برًا وبحرًا وعبر السكك الحديد ما حال دون تمكن العديد من سكان إسطنبول والسياح من التنقل في المدينة.
وتأثر عدد من الجيران والمارة بالغازات المسيلة للدموع، وقدم أصحاب المطاعم الصغيرة في الحي عصير الليمون للمتظاهرين، لتخفيف تأثيرات الغازات.
وطوق عشرات من رجال الشرطة تدعمهم مصفحة لمكافحة الشغب مقر رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان في إسطنبول.
وفرقت الشرطة مجموعة من ثلاثين ناشطة منتمية لحركات نسائية رفعن أعلامًا بنفسجية ورددن "كلنا معا ضد الفاشية" بالقنابل المسيلة للدموع، التي تسببت في اختناق المتظاهرات.
وتحدى بعض المتظاهرين مروحية تابعة للشرطة كانت تصور الصدامات ورفعوا نحوها العلم التركي صائحين "هل ترونه؟ هل ترون ما الذي تفعلون؟".
وصاح رجل مسن غزا الشيب لحيته "ايها القتلة" بينما كانت الشرطة تطلق القنابل المسيلة للدمعة رغم النداءات لتقديم العناية للضحايا. وانتشرت تعزيزات أمنية بلغت 22 ألف شرطي، اليوم الأربعاء.
في المقابل جرت احتفالات عيد العمال بدون حادث يذكر في ساحتين أخرتين على الأقل في إسطنبول، كما ذكرت قنوات التلفزيون التركية.
وقررت الحكومة التركية منع التجمع في ساحة تقسيم في الأول من مايو، معتبرة أن عملية الترميم التي بدأت في نوفمبر الماضي تمنع ضمان أمن عشرات الآلاف من المتظاهرين الذين يتوقع حضورهم، إلا إن اتحاد نقابات العمال (ديسك) قرر تجاوز هذا المنع.
وتدخلت الشرطة أيضا الأربعاء قرب مقر النقابة الواقع في محيط تقسيم ضد المتظاهرين مستخدمة قنابل مسيلة للدموع.
واضطر نواب حزب الشعب الجمهوري أكبر احزاب المعارضة، الذين كانوا في الموقع للجوء إلى المباني المجاورة.
وكان مجهولون فتحوا النار في الاول من مايو 1977 على حشد تجمع بمناسبة عيد العمال ما أثار موجة هلع بين الحشد، وأدى إلى مقتل 34 شخصًا، وأعلن البرلمان التركي الأول من مايو يوم عطلة في 2009.
لكن الحكومة سمحت الأربعاء بوضع إكليل من الورود في ذكرى ضحايا 1977.