أوضح الشاعر محمد فريد أبو سعدة، أن أعماله التي صدرت مؤخرًا عن الهيئة العامة لقصور الثقافة في عدة مجلدات هي ليست "الأعمال الكاملة" له بالمعنى الكلاسيكي الشائع، إنما هي فقط "أعماله الشعرية المشتملة على كل دواوينه". وقال أبو سعدة : "أعمالي الشعرية الصادرة، تتضمن دواويني ال 12التي صدرت حتى الآن، وهي: السفرُ إلى منابتِ الأنهار، وردة ٌ للطواسين، الغزالةُ تقفزُ في النار، وردةُ القيظ، ذاكرةُ الوعل، طائرُ الكحول، معلّقة ٌ بشص، جليسٌ لمحتضر، سماءٌ على طاولة، سيرةٌ ذاتيةٌ لملاك، مكاشفتي لشيخ الوقت، أنا صرتُ غيري".
ولذا، يقول أبو سعدة، كان اسم السلسلة "الأعمال الشعرية الكاملة"، مما يعنى أنها لا تتضمن الأعمال المسرحية، ولا كتب قصص الأطفال، ولا المقالات والمقاربات النقدية.
وأعرب أبو سعدة عن سعادته بصدور أعماله الشعرية في طبعة شعبية، وعلى نطاق واسع، قائلا:"القليلون من جيلي من حظي بفرصة إعادة طبع ديوان من دواوينه! بالنسبة لي مثلا، لم تتم إعادة طبع سوى "جليسٌ لمحتضر" في مكتبة الأسرة .
وبالتالي فإن كثيرين من القراء لم يطالعوا بالقطع دواويني الخمسة الأولى، على سبيل المثال من هم في سن العشرين الآن. أشعر ببعض السرور لعدة أسباب، منها إتاحة أعمالي كاملة لهم، وإتاحتها أيضا أمام النقاد كتجربة كاملة ابتداء من "السفر إلى منابت الأنهار" 1985، حتى "أنا صرت غيري" 2012، أي خلال 28 عاما تقريبًا.
ويستطرد الشاعر فريد أبو سعدة: "إذا كان هذا السرور خاصا بإتاحة عالمي الشعري لمحبي الشعر، أو لمن يهتمون بتاريخ الأدب، ورصد وتثمين الإنجازات الجمالية للشعراء في زمانهم، فإن سروري الأكبر في الحقيقة أنه يتيح لي، أنا الشاعر، أن أحلق فوق هذه التضاريس بقاراتها الاثنتي عشرة، أتأمل تداخلها وتفارقها، وأراقب مناخاتها وتحولاتها خلال 30 عامًا.
تماما كما كنت أفعل في صباي وأنا أتأمل السحب وتحولاتها المدهشة، كيف تنحل سحابة لها شكل شيخ جليل وتأخذ شيئا فشيئا شكل حصان جامح ما يلبث أن يتحول إلى قافلة من الجمال!".
وعن "الحياة" كمصدر أساسي للتجربة الشعرية خارج المختبرات والمعامل الذهنية، يقول أبو سعدة: "لأنني آمنت منذ بدأت بمقولة: اكتب عن ما تعرف،
فقد جعلت مصادري تجاربي في الحياة بالمعنى الواسع لا الشخصي فقط، الأمر الذي يجعلني وأنا أحلق أستعيد حياتي، كأني استنقذتها من النسيان كما يقول الكاتب المصري القديم: ما يكتب يخلد، وهذا التحليق والتأمل يجعلني أصير غيري، فلابد من قشر طبقات هذا اللحاء والبدء من جديد، إذا كان لنا أن نكتب مرة أخرى!".