في تقرير بعنوان الجماعة تصارع لترجمة السلطة إلى سياسة في مصر، قال ديفيد كيرباتريك مراسل صحيفة نيويورك تايمز بالقاهرة، إنه عندما قام الرئيس محمد مرسي وأنصاره من جماعة الإخوان المسلمين بفرض بدستور جديد في الشهر الماضي، كان الليبراليون يخشون من إضفاء طابع إسلامي على الدولة المصرية، جزئيا من خلال تطهير ما يقرب من نصف القضاة في المحكمة الدستورية العليا.
التقرير أوضح أن هذه التحذيرات كانت سابقة لأوانها، حيث أن المحكمة نفسها في جلستها الافتتاحية الأسبوع الماضي، عقدت أول اجتماع لها بموجب الدستور الجديد.
بالرغم من أن مرسي لديه شرعية الانتخابات الديمقراطية، بحسب الصحيفة، فقد ورث بقايا مؤسسات دولة مبارك الاستبدادية، التي بنيت على الولاء والخوف والمحسوبية، والكثير منها انتشر عن طريق عدم الثقة العميقة في الإسلاميين.
ورأت أن مرسي وحلفائه هم في بداية المحاولة لفرض بعض السيطرة على جسد الدولة التي من شأنها أن تسمح له علي الفور بتنفيذ برنامج اجتماعي واقتصادي وسياسي. ونجاحه في نهاية المطاف، أو فشله، سيساعد في تقرير أكثر الأسئلة المحورية المتعلقة بمستقبل مصر، للأفضل أو الأسوأ. من جانبها قد تمنع مقاومة البيروقراطية الإسلاميين من فرض السيطرة والأيديولوجية أو كما يقول بعض اللبيراليين بأنهم متخوفون من بناء دولة ديكتاتورية. لكن الفشل في فرض السيطرة قد يؤدي إلى إطالة المشاكل الاجتماعية، مثل انهيار جهاز الأمن بسبب انسحاب الشرطة.
الصحيفة أشارت إلى أنه قبل الاستفتاء على الدستور فشلت الشرطة في حماية مقرات الإخوان المسلمين، كما أنه عندما اندلعت الاشتباكات في محيط قصر الاتحادية بين المتظاهرين والقوى الإسلامية اختفت الشرطة تماما من المشهد. وذكرت ما قالته هبة مواريف الباحثة في هيومن رايتس ووت" إن «هذا ظهر قد وكأنه تمرد واضح». حاول مرسي السيطرة على جهاز الشرطة واستبعد وزير الداخلية الذي كان مدير أمن القاهرة في أيام مبارك، واستبدله بمحمد ابراهيم الذي كان أيضا من أيام مبارك واعتبرت الصحيفة أن هذا هو محاولة "على مايبدو لتجنب تمرد أوسع داخل جهاز الشرطة".
ورأت الصحيفة أيضا أن أنصار مرسي لم يحققوا نجاحا أفضل في محاولة للسيطرة على وسائل الإعلام الحكومية. كما أنه في حين استبدل مجلس الشورى كبار المسؤولين، لكن التلفزيون الحكومي لا يزال يوفر أدلة على أن العديد من في وسائل الإعلام الحكومية هم من المعارضين لجماعة الاخوان المسلمين.
وأشارت إلى ما قاله عماد شاهين، أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الأمريكية في القاهرة، بأنه حتى الآن تبدو سيطرة الإخوان في بعض الأحيان وكأنها تعمل في الاتجاه المعاكس. "قد تشعر أن المؤسسات تستولى على مرسي وجماعته وليس العكس".