في زيارة هي الثانية للأمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر ومفتي الجمهورية الدكتور على جمعة إلى الكاتدرائية المرقسية بالعباسية منذ أن جلس بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية الأنبا تواضروس الثاني على كرسي القديس مرقس، جاء شيخ الأزهر والمفتي أمس (اليوم) لتقديم التهنئة للبابا والمسيحيين جميعا بمناسة عيد الميلاد المجيد وبدء العام الجديد ليعلنا الصورة الحقيقية للإسلام ورد الفتاوى التي صدرت عن متشددين ترفض تهنئة المسيحيين. اللقاء الذي امتد لما يقرب من 20 دقيقة شارك فيه بالإضافة لشيخ الأزهر والمفتي كلا من الدكتور حمدي زقزوق وزير الأوقاف الأسبق والدكتور محمود عزب مستشار شيخ الأزهر لشئون الحوار، وحضره من الكنيسة الأنبا مرقس أسقف شبرا الخيمة والأسقفين العامين يوأنس وأرميا وسكرتير البابا لكنائس المهجر القمص سيرافيم السرياني.
عقب اللقاء قال الدكتور الطيب "في البداية أود أن أقول أننا جئنا لنقدم التهنئة والتحية بمناسبة العيد وبدء العام الجديد ونؤكد على روح المودة والمحبة انطلاقا من روح الإسلام"، وردا على سؤال"الدستور الأصلى" حول ما هي آلية تفعيل دور الأزهر والكنيسة لمقاومة خطاب الجهل والتشدد؟ فكان رد الطيب أن أعلن عن ظهور فضائية جديدة ناطقة باسم الأزهر لضبط الأمور وقال "قريبا للأزهر قناة فضائية تضبط الايقاعات المختلة"، مضيفا "بيت العائلة آلية من الآليات المستهدفة، وظهور رجل الدين في البرامج المشاهدة أمر هام لتصيحي الصورة ووضع الأمور في نصابها"، مضيفا أن المتشددين ينتهزون الفراغ، ولن نتركه لهم وقال "في النهاية لا يصح إلا الصحيح".
الطيب أضاف "الأزهر مركز الوسطية ويمثل الإسلام الصحيح، والمسلم موجه ليعيش مع جاره ويكون نظير له في الإنسانية وأخ له وإن اختلفت الأديان، وهذا ما أمرنا به القرآن"، وأضاف "الله لو أراد أن يخلق الجميع على دين واحد ولغة وجنس واحد لفعل، لكنه أراد الإختلاف، وهذا الإختلاف مستمر ليوم القيامة، كما جاء في القرآن: لو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة، لكي يفهم الذين يفرقون بين الناس ويتعالون ولا يعبرون عن ظاهر الإسلام أو روحه".
الأمام الأكبر أوضح أن توحيد العلماء ورجال الدين ولو استطاعوا صنع السلام فيما بينهم سينزل السلام على الجميع، وأكد "وأراهن على الطبيعة المصرية والشعب المصري والذهنية المصرية التي لا تسمح بهذه المخاوف من التشدد والتفرقة، فالمسلمين والمسيحيين عاشوا سويا 1400 عام فهل قامت حرب مسلحة بينهم، الرحمة والمحبة المسيحية دين المحبة والإسلام دين الرحمة، والمطلوب من الأزهر والكنائس أن تنزل إلى الناس ببيان المحبة والسماحة والرحمة، ونعمل جاهدين في بيت العائلة على مناهج التعليم لتنقيتها ولجنة للشباب والتاريخ يحمى الأزهر ولن يحدث أن يقع في قبضة المتشددين".
الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية ردا على تصريحات لمن سمى نفسه مؤسس جماعة المر بالمعروف والنهي عن المنكر "بدعوة المسيحيين للإسلام على أبواب الكنائس وفرض الحجاب على الفتيات القبطيات وإن لم يدخلن في الإسلام" فقال مداعبا "وقال كمان يارب شيخ الأزهر يموت قريب"، وأضاف "جئنا للتهنئة بمولد السيد المسيح هذه الكلمة الربانية التي القاها الله في السيدة مريم عليها السلام"، وتابع "هذه الهرتلة من الأفضل تجاوزها، هذا نسيج مصر الذي بقي عبر القرون".
أما البابا تواضروس فقال "باسم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية نشكر فضيلة الأمام الأكبر الشيخ الطيب وفضيلة المفتى الشيخ على جمعة ووزير الأوقاف الأسبق الدكتور حمدي زقزوق على هذه التهنئة، ونرحب بهم ليس في هذا المكان لكن في قلوبنا أيضا". مشير إلى أن هذه ثالث مقابلة بينهم.
البابا أضاف "أسعد بفكر الدكتور الطيب وهدوئه وهو يعبر عن السماحة والإعتدالية، وفي كل العصور يوجد أطراف فيها صورة التشدد، وخبر قناة للأزهر خبر سار ممكن يكون مفيد ومواجه للتشدد، وليست شطارة تكرير صور التشدد لأنها تفزع الناس، الذين لديهم المخاوف، وعلينا أن نرسل رسالة طمآنينة"، مشيرا إلى أن "نهر النيل يمر في وسط مصر يعلمنا الإعتدال وفي نسكيات القديسين نتعلم أن الطريق الوسطى خلصت كثيرين، ونحتاج الفرح مع العيد والعام الجديد وكفى الازعاج والقلق، ونشكر الله على هذا التجمع من الأزهر والكنيسة الذي يعلن صورة المودة والعيش المشترك".