أ ش أ وصف الفنان محمود ياسين تكريم الفنان في حياته بأنه أفضل هدية يمكن أن يتلقاها المبدع على الإطلاق، معربا عن سعادته بأن كثيرا من المهرجانات بدأت تنتبه إلى هذه الحقيقة، وتقدم على تكريم الفنانين في حياتهم وليس بعد رحيلهم كما كانوا يفعلون في السابق. جاء ذلك على خلفية تكريمه بمهرجان المركز الكاثوليكي المصري للسينما غدا (الإثنين)، ومنحه جائزة الريادة السينمائية للمرة الثانية. وقال ياسين لوكالة أنباء الشرق الأوسط، إن كل فنان يحتاج إلى أن يلمس من يقدّره ويثمّن عمله، وهذا يتأتي بطريقتين، الأولى عبر الجمهور الذي يتابع هذه الأعمال سواء في السينما أو التليفزيون، من خلال توجيه التحية له عندما يراه، والطريقة الثانية عبر الجوائز والتكريمات من جانب المهرجانات. وأوضح ياسين أن الجائزة أو التكريم يكتسبان المزيد من الأهمية في حال جاء من مؤسسة عريقة مثل المركز الكاثوليكي المعني بالسينما بشكل كبير، فهو كيان ثقافي إبداعي شديد التخصص في فن السينما، وسبق أن كرّمني المركز من قبل عن مجمل مشواري السينمائي. وحول وجود سن معينة يتوقف عندها الفنان عن الإبداع، قال ياسين: "الإبداع لا يرتبط بسن معينة، وبالتالي توقفه لا يرتبط أيضا بسن محددة.. فعلى سبيل المثال هناك طفل مبدع وكلنا تابعنا نجوم السينما من الأطفال على مدى تاريخ السينما المصرية وأيضا في مرحلة الشباب، وبمجرد أن يصل المبدع إلى مرحلة السن الكبيرة يدخل حينها مرحلة جديدة من الإبداع ترتبط بسنه". واستشهد الفنان محمود ياسين بأن جائزة الأوسكار أفضل ممثلة الأخيرة رشّحت لها طفلة عمرها 9 سنوات، وفنانة أخرى في الثمانينيات من عمرها، وبعد منافسة بين 9 ممثلات فازت جينيفر لورانس بالجائزة وهي في سن ال22 عاما، فليس هناك ما يمنع الإبداع في أي سن. وبشأن غيابه عن الساحة الفنية خلال الفترة الأخيرة، قال الفنان الكبير محمود ياسين إن غيابه جاء على غير إرادته نتيجة ضعف الإنتاج الفني في البلاد، متسائلا: "ما هو عدد الأفلام التي تنتجها السينما المصرية حاليا؟!"، قبل أن يجيب باستنكار أن السينما خلال فترة الخمسينيات والستينيات كانت تنتج أكثر من 70 فيلما سنويا، لكن هذا الرقم تراجع حاليا ولم تعد تنتج أكثر من 10 أفلام". ودعا ياسين إلى منح الإنتاج الفني المزيد من الاهتمام للعودة إلى المعدلات الإنتاجية السابقة، معربا عن خشيته من أن تراجع الإنتاج سينعكس سلبا على مستوى الأعمال المقدّمة سنويا، لأن تراجع الكم بالتأكيد سينعكس سلبا على الكيف". وينظم المركز الكاثوليكي للسينما حفل توزيع جوائز المهرجان مساء غد (الإثنين) بقاعة "النيل للآباء الفرنسيسكان"، وذلك بحضور محمد صابر عرب وزير الثقافة. وذكر المركز أن المكرّمين هذا العام في جوائز الريادة السينمائية الفنانة نادية لطفي، وإلهام شاهين، ومحمود ياسين، وأحمد راتب، وحمدي أحمد، ويوسف فوزي. فيما تمنح جوائز التميّز الإعلامي للإعلامية آمال فهمي، وجائزة الأب يوسف مظلوم للموسيقار ميشيل المصري، وجائزة الأستاذ فريد المزاوي للمخرج داوود عبد السيد، وجائزة المركز الخاصة للمخرج هاشم النحاس، وجائزة المركز للإبداع الفني للموسيقار هاني مهنى. أما جائزة التميز الفني فتذهب للناقدين السينمائيين فوزي سليمان، وسمير فريد، وتذهب جائزة المركز التشجيعية للفنان الصاعد نضال الشافعي. أما جائزة أحسن ممثلة في مسلسل تليفزيوني، فتذهب للفنانة ليلى علوي عن دورها في مسلسل "نابليون والمحروسة"، بينما فاز الفنان يحيى الفخراني بجائزة أحسن ممثل تليفزيوني عن دوره في مسلسل "الخواجة عبد القادر".