صرّح الدكتور ثروت الخرباوي -المحامي والقيادي الإخواني السابق- بأنه لم يتصور أحد في الإخوان المسلمين أن يتصاعد الاعتراض لهذا الحد؛ واصفا الجماعة الإسلامية بالأقلية التنفيذية التي لا تنتج حوارا. وقال الخرباوي في حواره لبرنامج "هنا القاهرة" الذي يُعرض على قناة "القاهرة والناس" مساء أمس (الجمعة) إن الأخذ بالرأي أمر جيد، والتحاور سمة أساسية في الإسلام، مضيفا: "يتصرف الرئيس وفقا لمبدأ عارض كما ترغب الجماعة وسأظل أنا على موقفي، ولكني أرى الجماعة تتحدث عن كثرة عددهم وأقول لهم أن يستمعوا لقول الله تعالى {وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئاً}؛ فالمسألة تكمن في الصواب وليس العدد". وأردف: "اقترح عاطف عواد -عضو الهيئة العليا لحزب الوسط- يوما ما أن تتبنى الجماعة اجتماعا من نوع خاص يتبنى وجهة نظرها ووجهات النظر التي تختلف عنها، فإذا بوشاية من أحد الأعضاء تخرج للمرشد بأن هناك وجهة نظر علمانية تنتشر بين الإخوان وتعارض مبادئهم؛ وهذا خير دليل على ما قلته سابقا عن الإخوان وأنهم لا يقرؤون". وأتبع: "هناك منهج تربوي مقرر على الإخوان، وهذا هو المنهج الذي تربى عليه الرئيس محمد مرسي مثل منهج "معالم في الطريق" و"المتساقطون"، بالإضافة إلى تصريحات الإخوان عن الليبراليين بأنهم أصحاب الخنازير والدعارة والمخدرات، وأنهم لا علاقة لهم بالإسلام من قريب أو بعيد، واجتاح التكفير الجماعة وكأنهم يقولون موتوا بغيظكم فنحن أصحاب الحق وأنتم أصحاب الباطل". وفيما يتعلق بتظاهرات اليوم يرى الدكتور ثروت أن أعضاء الجماعة والمؤيدين لقرارات الرئيس يتحركون وفقا لمشاعرهم، مستطردا: "ترى الجماعة أن الذي ينتقدها عدو لها فيتحركون بمشاعرهم دون تفكير في الأمر، ويتعاملون وفقا للحلال والحرام بعيدا عن الصواب والخطأ، وفي الوقت نفسه لا أعتقد أن مرسي سيترك حضن الجماعة الدافئ ويلقي بنفسه في حضن الشعب". وأضاف: "يرغب الرئيس مرسي في ولاية ثانية، ولكن هناك صراع سلطة بين مرسي وخيرت الشاطر"؛ وذلك في تعليقه على ما يتعلق برغبة الشاطر في كرسي الحكم منذ أن كانت قطوفه دانية أمام خيرت الشاطر، وتطلب الأمر قانونا للسماح له بذلك، على حد قوله، مؤكدا رغبة الشاطر في خوض المعركة الانتخابية القادمة منذ اللحظة الراهنة، قائلا: "دفع حزب الحرية والعدالة بالدكتور مرسي بعيدا عن قرار الجماعة نفسها". وأكمل الخرباوي: "تظاهرات الميادين حتى الآن سلمية، ولكن ما أبغضه هو اللعب بالدين والآيات القرآنية حتى يظهروا أهلا للدين، ولكن كلمة التيار أو المشروع الإسلامي كلمات لم يرد لها نص في السنة والقرآن، فهل نزل الإسلام مشروعا! لا.. ولكنهم يتعاملون مع أنفسهم وكأنهم كهنة يقربوننا من الله". من ناحية أخرى، تحدث الخرباوي عن الإعلان الدستوري وعزل النائب العام وتعيينه نائبا آخر، قائلا: "لعبة الإعلان الدستوري وقراراته به مخالفات كثيرة، وكنا من قبل اعترضنا على النائب عبد المجيد محمود على أنه تابع لمبارك، فأتى الرئيس بفاجعة أكبر بهذا الإعلان الباطل، فكيف لنا أن نطمئن لرجل ليس سوى عصى في يد رئيس الجمهورية!". وأنهي حديثه بالقول: "لا أعلم كيف لمرسي أن ينتقد وجود الناس في جمعية القضاة، رغم اعترافه بوقوفه بينهم عام 2005، ولكني أرى أن القضاء المصري باقٍ ويصحح نفسه من الداخل أولا بأول، وأقترح أن يغير حزب الحرية والعدالة اسمه إلى حزب المصلحة والمصالح؛ لأنهم يعيشون بمصلحة ومنطق الجماعة، والقاضي الإخواني سيفضّل مصلحة الجماعة على مصلحة البلاد، والحق لا يُعرف بالرجال وإنما الرجال يُعرفون بالحق، ونحن عرفنا من هم الرجال وقضي الأمر".