أ ش أ قال عمرو موسى -المرشّح لرئاسة الجمهورية- إنه يرى مصر دولة يتحقّق فيها العدل ويجتث فيها الفساد من جذوره، وتصان كرامة المواطن وحقوق الإنسان، تقوم على شئونها حكومة تخدم الشعب، ويراقبها الشعب ويحاسبها. وجاء ذلك في ختام جولته الانتخابية بمحافظة البحيرة، والتي استمرت يومين وعقد خلالها العديد من المؤتمرات الجماهيرية ب6 مراكز؛ هي: إدكو ورشيد وأبو المطامير وكفر الدوار وكوم حمادة ومدينة الدلنجات. وأضاف: "رؤيتي لمستقبل مصر ولجمهوريتها الثانية، كما عبّرت عنها في برنامجي الانتخابي الذي طرحته على الشعب، هي دولة قوية، فتية، تضمّ أبناءها مسلمين وأقباطا، رجالا ونساءً بلا تمييز أو تهميش أو إقصاء، وتقضي على الفقر عدونا الأول، وتكسر الحلقة المفرغة للبطالة والأمية والمرض، يأمن فيها كل مواطن على حياته ورزقه ومستقبل أولاده، واقتصاد يحقق عدالة اجتماعية تضمن أن ينعم الجميع بخيره". وأتبع: "الفقر ولقمة العيش هما المشكلة الأولى في مصر ويتوازى معها كرامة المواطن، ولا بد أن نتقدّم، ولا بد أيضا أن نستعيد القوة والعزة والكرامة المصرية، والعيش يعني التقدّم الاقتصادي والكرامة تعني البناء الاجتماعي وعودة مكانة مصر ورفعتها". وأردف: "التحدّي لنا جميعا كمصريين ونحن له.. أراهن على المواطن المصري الذي يعرف أوضاع البلد ويريد رجل دولة يقود البلاد في وقت عصيب". وهاجم موسى النظام السابق، قائلا: "العيب الأكبر للنظام السابق هو غرور القوة، وهذا يعطي ثقة زائدة في النفس والنظام السياسي ويؤدي لعدم اكتراث.. الشعب لم يعد مستعدا لتقبل أي شيء بسهولة، وقد رأينا هذا عند اختيار اللجنة التأسيسية حيث رفضها الناس، ولذلك أرى أن أبدأ بالتفاهم مع الأغلبية؛ لأنه لا يصح أن نتجه لصدام أو نتمتع باختلافاتنا ناسين إعادة بناء مصر". وأردف وزير الخارجية الأسبق: "عندما ترى الأغلبية أن الرئيس يعمل من أجل تحقيق التوافق ستكون أوّل المرحبين، وعندما ينتخب الرئيس وهو حائز لثقة الشعب هنا يأتي دور الكفاءة، والحق في التعبير التي لا بد أن تحترم.. بعد انتخاب الرئيس المفروض أن يحدث هدوء، لو حدثت تظاهرات فهذا يندرج تحت بند حرية التعبير، وإذا تظاهروا ضد إرادة الشعب فلا بد أن يوفدوا أشخاصا للحوار مع الرئيس للتعبير عن مخاوفهم واعتباراتهم". وحذّر موسى الشعب المصري من الذين يجمعون بطاقات الرقم القومي في الأرياف والقرى والعشوائيات وهذا للتجهيز لعملية تزوير معينة مربوطة بالعملية الانتخابية. وتابع: "خلال أيام يتوجه شعب مصر العظيم لصناديق الاقتراع ليس لاختيار شخص يثق في وطنيته وإخلاصه وخبرته وقدرته على قيادة دولة بحجم مصر فحسب، ولكن لتقرير مصير أمتنا واختيار طريقنا للديمقراطية والرخاء والكرامة والحرية". واستطرد: "اليوم أصبحت الاختيارات واضحة؛ فإما أن نضع مصر على أول الطريق نحو تحقيق أهداف الثورة، وتحويل مصر إلى دولة ديمقراطية حقيقية، واقتصاد قوي ومنافس، ومكانة لنا في العالم نستحقها ومؤهلين لها، أو ندخل -لا قدر الله- في دوامة قد لا نخرج منها لسنوات أو عقود قادمة، نتيجة مفاهيم وأساليب تقيّد الانطلاقة المصرية، وتدخلنا في دوامة من النزاعات الداخلية، بل والإقليمية". وشدّد على أن مصر تستطيع أن تجتاز الأزمة الحالية للوصول إلى مصر جديدة، مصر مزدهرة، مصر آمنة، مصر نشطة ومتحركة ومبادرة، مع رئيس لديه الرؤية والبرنامج للتحرك بمصر إلى الأمام.. رئيس لديه القدرة والإرادة لإنجاز هذه المهمة. واختتم موسى جولاته بمحافظات مصر قبل بدء الصمت الانتخابي، قائلا: "أدعو كل أبناء شعب الوطن للإدلاء بأصواتهم في الانتخابات المقبلة والمشاركة في اختيار مستقبل مصر".