بعد نجاح الجزء الأول Clash of the Titans رغم ضعف مستواه الفني وعدم وضوح تقنية ال3D في أحداثه، تتعرّض قرية "بيرسيوس" ابن الإله "زيوس" لهجوم مفاجئ من الوحش "كيمارا" -ذي الرؤوس الثلاثة- الذي ينقض عليها ويهمّ بتدميرها، ليكتشف "بيرسيوس" وسكان القرية أن الضعف أصاب الآلهة بسبب قلة إخلاص وتفاني البشر، وعدم عبادتهم لهم بالشكل الكافي، وهو ما جعلهم غير مخلّدين، حتى إن الآلهة فَقَدت السيطرة على سجون العمالقة الأشرار والوحوش الضارية، فتتجه الأنظار مجددا لابن الإله الفارس المغوار الذي تصدّى منذ 10 سنوات لوحش "الكراكان"، واستطاع أن يهزمه ليُنقذ الأرض من شروره بعد أن جمده ب"رأس ميدوسا"؛ خاصة أن "زيوس" زعيم الآلهة ووالد "بيرسيوس" سيتعرّض لمؤامرة من شقيقه "هاديس" إله العالم السفلي وابنه "آريس" إله الحرب اللذين ينقلبان عليه ويقومان بسجنه في العالم السفلي لسحب قوته واستغلالها في مخططهما الجديد لإطلاق "كرونوس" إله الزمن، ووالد "زيوس" و"هاديس" و"بوسيدون" الذي تآمر عليه الثلاثة منذ آلاف السنين، وقاموا بسجنه في باطن الأرض بعد أن جرّدوه من مُلكه وقاموا بتقسيمه عليهم؛ حيث اكتشف "هاديس" و"آريس" أن مصلحتيهما مع "كرونوس" الذي وعدهما بسلطات أعلى وملك أوسع في حال تحرّره. أمتع ما في الجزء الثاني أنه قائم على أسطورة جديدة غير الأساطير اليونانية القديمة المعروفة؛ حيث استوحاها المؤلفون: دان مازيو وديفيد لاسيلي جونسون وجريج بيرلانتي، من المثيولوجيا الإغريقية ليُنسجا منها أسطورة مختلفة لم نسمع عنها من قبل. أسطورة تشيخ فيها الآلهة وتضعف قبل أن تموت، دون أن يعرفوا مصيرهم بعد الموت، بعد أن اعتادوا دوما أن يقرّروا مصائر البشر والمخلوقات، لكنهم لم يتخيّلوا يوما أن يمروا بهذا الموقف، ولم يحدّدوا مصيرهم ولا شكل حياتهم في الحياة الأخرى بعد أن اعتقدوا أن هذا الخيار غير وارد على الإطلاق. الآن أصبح على الإنسان أن يُقرّر مصيره بعد أن تخلّت عنه القوى العظمى التي تتدخّل في صالحه أحيانا وضده أحيانا أخرى، ليصبح الأمر بيده وحده، بل ويتحدّد مصير الآلهة على يديه، وهو خيال وتصوّر لا يمكن أن تعيش فيه أو تشاهده إلا على الشاشة، مع كامل الاحترام للمقدسات الدينية والأديان السماوية، لكن الأساطير التي تقرأ فيها أن هناك أكثر من إله وأنت تدرك داخلك أنها مجرد أساطير غير حقيقية، لا بأس أن تستمتع بتجسيدها في عمل فني بهذا الجمال، أبدع مخرجه جوناثان ليبزمان القادم من عالم أفلام الرعب في حبس أنفاس الجمهور طوال مدة العرض، مع استخدام المؤثرات البصرية والصوتية وتقنية ال3D في جذبك إلى داخل الأحداث حتى إنك كثيرا ما ستفاجأ بنفسك وأنت تنحني يمينا أو يسارا لتتفادى صخور ضخمة تظنّ أنها ستصطدم برأسك، أو لفحة لهب تشعر أنها ستحرق جسدك، وما أن تنظر حولك في خجل حتى ستضحك من كل قلبك رغم سخونة الأحداث حين تكتشف أن معظم مَن في دار العرض يُشاركونك رد الفعل نفسه. التمثيل كان أكثر من رائع للممثلين: "سام ورثينجتون - بيرسيوس"، و"ليام نيسون - زيوس"، و"فينيس - هاديس"، و"بايك - أندروميدا"؛ حيث جسّد كل منهم الدور كما يليق بالشخصية التي يلعبها، في ظل موسيقى تصويرية معبّرة للغاية عن الأحداث. كلمات أخيرة: - ما رأي الإخوة السلفيين في فيلم كهذا.. وهل يمكن أن يُشاهدوه قبل الحكم عليه من خلال قصته التي تتحدّث عن تعدّد الآلهة؟ - كنت أظنّ أن التجسيم بلغ حده الأقصى في Avatar، قبل أن أستمتع بتجسيد أضخم وقرب أكثر في Wrath of the Titans.