كشف الدكتور محمود حسين -الأمين العام لجماعة الإخوان المسلمين- عن قيام الجماعة بتكوين غرف عمليات داخل ميدان التحرير أثناء الثورة. وأكد حسين -في حديث صحفي- مشاركة الإخوان في الثورة منذ اليوم الأول؛ لكن المصلحة كانت تقتضي ألا يعلن الإخوان عن مشاركتهم؛ حتى لا يستفزوا النظام السابق، فيضفي على هذه الثورة أنها ثورة إسلامية. ودلّل حسين على تصريحاته باعتقال عدد كبير من الإخوان يومي 25 و 26 يناير، واتهام حبيب العادلي -وزير الداخلية الأسبق- صراحة لجماعة الإخوان المسلمين بأنها وراء تظاهرات التحرير. وفجّر حسين مفاجأة في حديثه؛ حيث كشف عن أن الإخوان قاموا بتأجير مجموعة من الشقق في ميدان التحرير، تقيم فيها مجموعات تستطيع أن تكوّن غرف عمليات تدير هذه التظاهرات لحظة بلحظة، وكانت على تواصل دائم بمكتب الإرشاد، الذي ظل منعقدا في مقر الإخوان خلال ال18 يوما لمتابعة الأحداث، مضيفا بالقول: "قد يكون الوقت غير مناسب للكشف عن تفاصيل أخرى". وأوضح حسين دور الإخوان في موقعة الجمل، قائلا: "هذا الدور اعترف به المناوئ قبل الصديق، ولولا شباب الإخوان ما كان يمكن أن تنتهي موقعة الجمل على ما انتهت عليه". وحول لقاء الإخوان بعمر سليمان -نائب الرئيس المخلوع- قال حسين: "حاول عمر سليمان أن يضغط على الإخوان مرارا وتكرارا للقائه، ورفض الإخوان إلا بعد تنحي مبارك، وتوقّف الاعتداء على المتظاهرين، ولمّا شعر الإخوان أنه سيتم ضرب ميدان التحرير بالكامل إذا لم يستجب الإخوان لهذه المفاوضات أعلنوا أنهم على استعداد لهذه اللقاء، شريطة وقف عمليات مهاجمة الميدان، وتمّ ذلك بالفعل، وذهب الإخوان ليسمعوا ما عنده؛ لكن وفق الشروط السابقة، وهي أنه لا بد من تنحي مبارك وانتهاء النظام بشكل مباشر وكامل، وحين شعر الإخوان أن عمر سليمان أراد أن يُخرج الأمر بشكل مختلف أمام الإعلام انسحب الإخوان من هذا اللقاء". وعن الشخصية التي سيدعمها الإخوان في انتخابات الرئاسة، قال حسين: "نحن بالتأكيد لن ندعم مرشحا معاديا للتيار الإسلامي، أو مخالفا له أو غير مؤيد لفكرته؛ لكننا صرحنا بأنه لا بد ألا يكون محسوبا على التيار الإسلامي؛ لكن في نفس الوقت لا بد أن يكون إسلاميا وذا توجه إسلامي"، مشيرا إلى أن الجماعة لن تحسم موقفها من مرشحي الرئاسة؛ إلا بعد إغلاق باب الترشح.