كتب: أميرة شرف اليوم السادس للثورة: الأحد 30 يناير 2011 ما زالت حالة الترقب والقلق تسيطر على جميع أحياء مصر في هذا اليوم، والتظاهرات التي تنادي بتنحي مبارك ما زالت مستمرة؛ وذلك رغم دخول حظر التجوال حيز التنفيذ، وأصبحت كل ميادين المحافظات ممتلئة بالمتظاهرين الذين أصروا على تحقيق مطالبهم؛ حتى لو كان الثمن هو حياتهم، غير مكترثين بما سيحدث أو ما هي النتيجة، ويرفعون شعارات "عيش.. حرية.. كرامة إنسانية"، و"الشعب يريد إسقاط النظام". وبدأ الجيش في إرسال تعزيزات عسكرية؛ للسيطرة على الوضع الأمني، وبدأ المتظاهرون بميدان التحرير يرون طائرات حربية مقاتلة ومروحيات تحلق فوق المتظاهرين المعتصمين بالميدان. وبعد أن أعلن التلفزيون المصري استقالة أحمد عز من أمانة الحزب الوطني المنحل؛ بدأت تتناقل أنباء عن مغادرة 19 طائرة خاصة تحمل عائلات رجال أعمال عرب ومصريين إلى خارج مصر. واشتعلت النيران في مبنى المجلس الأعلى للصحافة، وفي مبان مجاورة له دون وجود من يطفئها، وبدأت تنتشر شائعات عن سقوط قتلى؛ نتيجة وجود قناصة يطلقون الرصاص من داخل وزارة الداخلية على المتظاهرين. هروب السجناء وفي هذا الوقت انتشرت حالة من الفوضى وانعدام الأمن في البلاد؛ خاصة بعد هروب السجناء من معظم سجون مصر، وبدأت القوات المسلحة تصدر بيانات تفيد بالقبض على بعض الخارجين عن القانون في مختلف أنحاء البلاد، وتقديمهم للمحكمة العسكرية؛ وذلك لتهدئة المواطنين وطمأنتهم. اللجان الشعبية وبعد حوادث السلب والنهب التي حدثت في معظم محافظات مصر؛ بدأت الأهالي في تشكيل مجموعات من المواطنين تسمى ب"الجان الشعبية"؛ وظيفتها حماية المنازل والممتلكات، وذلك بعد اختفاء قوات الشرطة من الأقسام والشوارع. وبدأت اللجان الشعبية عملها، وكانت تسهر لحماية المواطنين مع عمل نوبتجيات؛ حتى لا تترك الشوارع خالية، وتمّ تخصيص رقما للطوارئ لهذه اللجان في المحافظات كافة. إجلاء الرعايا الأجانب وبعد ازدياد حالة الفوضى والانفلات الأمني في مصر؛ بدأت الدول الأجنبية في إجلاء رعاياها، وحثهم على ترك مصر فورا. وقف إرسال قناة الجزيرة بمصر وما زالت الاتصالات مقطوعة على مستوى الجمهورية؛ سواء كانت شبكات المحمول أو الإنترنت، وفي هذه الأثناء فوجئ الجميع بقيام السلطات المصرية بقطع إرسال قناة الجزيرة؛ لما كانت تعرضه من مشاهد تثبت تورط الشرطة في ما يحدث وتثير الرأي العام، وألغت بثها على النايل سات لبعض مناطق الشرق الأوسط، وحالت دون تأمين بث مباشر لها. وبدأ مبارك في عقد اجتماعات مع نائبه عمر سليمان والمشير طنطاوي وسامي عنان وكبار قادة القوات المسلحة؛ لمناقشة الوضع الحالي في البلاد. الرأي العالمي ومع تصاعد وتيرة الأحداث في مصر بدأ الرئيس الأمريكي باراك أوباما يدعو إلى ضبط النفس، ويطالب مصر بعمل انتقال منظم وسلمي للسلطة، ولكن لم يطالب بتنحي مبارك بعد. ودعت هيلاري كلينتون -وزيرة الخارجية الأمريكية- إلى تحول منظم للسلطة، وقالت إن تعيين نائب للرئيس غير كاف. وفي نفس الوقت بدأت فرنسا وألمانيا وبريطانيا تدعوا مبارك لتفادي العنف بأي ثمن. وأمتلئت الميادين في كل المحافظات بالمتظاهرين المطالبين بإسقاط النظام، والمصرين على الصمود حتى يتنحى النظام بأكمله، وأصبح ميدان التحرير رمزا للحرية والصمود؛ بعد أن شهد عدة مواجهات بين المحتجين وقوات الشرطة، وشهد أيضا سقوط العديد من الشهداء الذين ضحوا بأرواحهم فداء للوطن، ولتحقيق الحرية والديمقراطية.
30 يناير.. عندما أصبحت اللجان الشعبية جزءا من الثورة * خمسة جد اضغط على الصورة لمشاهدة الجاليري: