لماذا دائما يتعامل معنا الإعلام واللاعبون على أننا غنم، يمكنها أن تسير في أي اتجاه يريدونها أن تسير فيه، فمن أسابيع قليلة خرجت وسائل الإعلام تحارب نجم المنتخب المصري محمد زيدان وتتهمه بالهروب من أداء الواجب وتلبية الوطن وجعلته جاسوساً وعميلا، وكاد الأمر أن يصل إلى حد فتوى بإهدار دمه، وبالطبع انقلب الجمهور على اللاعب وأصبحت سيرته مصدرا السخرية، وأصبح اسمه ملازماً لاسم أشهر العملاء والجواسيس في تاريخ المخابرات المصرية... لكن بما أننا شعب عاطفي -وأنا أولكم- وكلمة تودينا وكلمة تجيبنا، فإبداء زيدان الندم وتصريحاته في كل وسائل الإعلام بأنه أخطأ في حق المنتخب وأنه مستعد أن يذهب إلى آخر العالم من أجل مصر -وكأنه أصبح الرئيس الراحل أنور السادات- كل ذلك كفيل بأن نغفر له ونسامحه على فعلته ونطلب من الكابتن حسن شحاتة وجهازه المعاون الصفح والعفو عن النجم الكبير -وكتر خير الراجل إنه اعتذر وقال حقكم عليّ يعني عايزينه يموّت نفسه- وإن لم يستجب الكابتن حسن فسوف تحلّ عليه لعنة الجماهير، وسوف يكون الفشل هو الملازم والصديق ما دام النجم بعيدا، وتهلل وسائل الإعلام لعودة الفنان، وتناسوا أن كرة القدم لا تقف على أسماء ولا تُحسب بالمهارات واللمسات الرائعة. الموضوع باختصار.... أنه في الوقت الذي ترددت فيه أنباء عن احتمال عودة محمد زيدان للمنتخب الوطني قبل مباراة زامبيا، ونفي الجهاز الفني لهذه الأنباء التي وصفها شحاتة بالشائعات، وأكد أن محمد زيدان لن تطأ قدمه المنتخب ما دام هو مديراً فنياً للمنتخب، فجّر محمد زيدان مفاجأة من العيار الثقيل من خلال التصريحات التي أدلى بها لقناة "مودرن سبورت"، حيث أوضح أنه بالفعل تلقى فاكساً من المنتخب قبل مباراة غينيا الودية والتي سبقت مباراة رواندا في التصفيات المؤهلة لكأس العالم. وقال زيدان إنه قام بمحادثة أحد أفراد الجهاز الفني لفريقه تليفونياً قبل مباراة غينيا فطلب منه عدم الحضور؛ نظراً لغيابه فترة كبيرة عن فريقه وتواجده مع المنتخب في تصفيات كأس العالم وكأس القارات وغيابه عن فترة الإعداد مما جعل زيدان بعيداً عن الفريق حتى خلال المباريات الودية وهو ما جعله خارج حسابات المدير الفني لبروسيا دورتموند. وأشار زيدان إلى أنه خلال هذه الفترة أيضاً مر زيدان بحالة نفسية سيئة وظروف شخصية رفض التدخل في تفاصيلها.. وصرح زيدان أنه اتصل بالكابتن شوقي غريب وشرح له موقفه مع الفريق بالإضافة إلى الظروف النفسية السيئة التي مر بها.. وقال إن الكابتن شوقي غريب تفهم الموقف وقال له إنه سوف يعرض الأمر على الكابتن حسن شحاتة المدير الفني للمنتخب الوطني وأن كل ذلك كان قبل مباراة غينيا بحوالي أسبوع. إلا أن الكابتن شوقي لم يقم بالرد عليه وأنه تعرض للظروف الشخصية السيئة فقام بإغلاق تليفونه في هذه الفترة، واعتقد أن الأمور على ما يرام إلا أنه فوجئ عندما فتح تليفوناته بكمّ هائل من الرسائل من أفراد الجهاز الفني خاصة سمير عدلي المدير الإداري للمنتخب. وتمنى زيدان في نهاية تصريحاته أن يعود للمنتخب وأن يتفهم الكابتن حسن شحاتة وجهازه المعاون موقفه والظروف النفسية السيئة التي مر بها خلال هذه الفترة، وأنه في حالة استدعائه من قبل المنتخب وجهازه الفني سوف يأتي على أول طائرة لمصر، حتى لو اضطر إلى أن يعود إلى مصر سائراً على الأقدام من أجل عيون المنتخب المصري؟!!! بعد أن قرأت تصريحات زيدان واستعداده للعودة للمنتخب المصري سيراً على الأقدام من ألمانيا.. رغم انقلاب وسائل الإعلام المصرية عليه واتهامه بالتهرب من المنتخب في أحلك الأوقات المصيرية للمنتخب المصري!!!!! هل تؤيد عودة زيدان للمنتخب الوطني والمسامح كريم.. أم نستبعده حتى يصبح عبرة لغيره من اللاعبين؟!!