رفض اللواء عبد المنعم كاطو -الخبير الاستراتيجي- إطلاق لقب ثوار على المعتصمين في ميدان التحرير واصفا إياهم ب"البلطجية"، محذرا في الوقت ذاته من إمكانية لجوء المجلس العسكري لإعلان الأحكام العرفية. وتجمّع نحو خمسة آلاف محتجّ في التحرير عصر أمس، عندما حاولت الشرطة فضّ ما تبقى من مظاهرة يوم الجمعة الماضية، والتي طالبت برحيل المجلس الأعلى للقوات المسلحة الذي يدير البلاد منذ إسقاط مبارك. وضربت الشرطة المحتجين بالهراوات، وأطلقت الغاز المسيل للدموع لاستعادة السيطرة على التحرير، وتراجعت بعد حلول الليل. وقال كاطو في تصريحات لقناة ONTV اليوم (الأحد): "الموجودون في التحرير ليسوا ثوارا ولكنهم بلطجية، فقد سمعت شابا يتحدث أمس في مداخلة هاتفية مع قناة الحياة بأنهم لن يتركوا الشرطة تنتصر عليهم، هل هذه ثورة وهل هؤلاء الثوار؟". وتساءل: "لماذا نهاجم الداخلية في هذا الوقت، كل ما يحدث وراءه مؤامرة منظمة". وأتبع: "كل ما أقوله ليس محض افتراءات ولكن يمكنكم الرجوع لصفحات الفيس بوك طوال الأسبوع المنصرم؛ فهناك اجتماعات تجرى وقرارات تتخذ من أجل إشعال الموقف، وعندما فشل الأمر خلال تظاهرة يوم الجمعة (جمعة المطلب الواحد) تم تنفيذه بالأمس". وأردف: "ما يحدث في التحرير لا يمتّ للمظاهرات بصلة ولكن الهدف منه إفساد الانتخابات المقبلة، فأناشد الجميع الالتفاف حول الشرعية، ويجب أن نبدأ بالمؤسسة الشرعية من خلال مجلس الشعب". وتشهد مصر أول انتخابات برلمانية منذ سقوط مبارك في 28 نوفمبر، ويشعر الكثيرون بالقلق من ألا تتمكن الشرطة من تأمين الانتخابات، لكن الجيش يصر على قدرته على ذلك. ويشوب الانتخابات خلاف بين الأحزاب السياسية والحكومة حول مبادئ دستورية من الممكن أن تطلق يد الجيش في السيطرة على الحكم.. ومن المقرر أن يختار البرلمان اللجنة التأسيسية التي ستضع الدستور. وطالب كاطو خلال مداخلته حكومة الدكتور عصام شرف بإظهار التحقيقات التي تدين الأشخاص الذين تلقوا أموالا من الخارج، مشددا: "الإثباتات موجودة ولا أعرف لماذا لا تخرجها الحكومة". ووجه كاطو رسالة للمتظاهرين، قائلاً: "الشباب اللي بيقول على نفسه شباب الثورة أقول له مصر في خطر.. القوات المسلحة لن تسمح إطلاقا بأن يضر أحد بالوطن، وأرجو من الله ألا يلجأ المجلس لإعلان الأحكام العرفية".