بكت بحرقة، وعلا صوتها: "هاتوا لي حقي.. أنا عاوزة القصاص.. نفسي آخد عزا أخويا".. الأمر الذي دعا الإعلامية ريم ماجد أن تستأذن المشاهدين للخروج إلى فاصل قصير ببرنامج بلدنا بالمصري على قناة ONTV؛ لأنها لم تتمالك نفسها أمام بكاء ونحيب الدكتورة منال البطران، شقيقة اللواء محمد البطران الذي استشهد وهو يحول دون هروب المسجونين أثناء أحداث ثورة 25 يناير. فتح تقرير لجنة تقصي الحقائق، التي شكّلتها المنظمة المصرية لحقوق الإنسان بشأن أحداث فتح السجون ليلة جمعة الغضب لتهريب المساجين لإشاعة الفوضى والانفلات الأمني بالبلاد، من جديد ملف استشهاد اللواء البطران -رئيس مباحث قطاع السجون بوزارة الداخلية- حيث أكد التقرير أن قيادات أمنية في سجن القطا هي من أعطت أوامر بإطلاق الأعيرة النارية على البطران؛ وهو ما أدى إلى استشهاده. وفي تعليقها على التقرير، أكدت شقيقة الشهيد أنه كان هناك تعمد من الحكومة السابقة للتعتيم على حادث استشهاد اللواء البطران؛ لذلك عندما أذاعت الجزيرة خبر مقتله تم قطع البث عنها في نفس التوقيت. ولم تتمالك الدكتور منال البطران نفسها وهي تحكي واقعة استخراج جثه أخيها لإعادة تشريحه قائلة: " وكأن جسده لم يبلَ.. ورأيت وجهه مبتسمًا.. أين حق أخي؟". واتهمت الدكتورة منال البطران بصورة واضحة اللواء عصام البصراتي -أحد القيادات بوزارة الداخلية- بأنه أحد من قاموا بقتل الشهيد البطران؛ موضحةً: "قتلة أخي لا يزالون في الخدمة، ومنهم اللواء عصام البصراتي، ومنهم من حصل على ترقيات بدلًا من أن يدانوا، وعلى العكس استدعتهم النيابة كشهود وليس كمتهمين". وأكدت البطران أنها قامت "بتقديم تقرير لجنة تقصي الحقائق إلى قاضي التحقيق في واقعة قتل اللواء البطران، مدعومًا بفيديو مصور لم يُذَع من قبل حول شهادة السجناء بخصوص هذه الواقعة"؛ مشيرةً إلى أن التقرير نص صراحةً على أن "قتل البطران كان بطلقة من أعلى إلى أسفل، أثناء تواجده في عنبر "أ"، وأن هذه الطلقة تم توجيهها للشهيد من أعلى برج مراقبة". وتساءلت شقيقة الشهيد في استهجان شديد: لماذا لم تتم محاكمة من قتل شهداء الشرطة الذين استماتوا في الدفاع عن السجناء ضد البلطجية مثلما تمت محاكمة من قتل المتظاهرين؟!! "هيبة الداخلية راحت مع الثورة والداخلية هي التي ضيعت هيبتها بنفسها"؛ هكذا فسرت البطران واقع جهاز الشرطة في الوقت الراهن؛ مؤكدة أن هذا الواقع الأليم سببه الإبقاء على كل عناصر النظام السابق بوزارة الداخلية؛ فالثورة -كما ترى البطران- لم تصل إلى وزارة الداخلية بعد، و"لا يمكن اعتبار ما حدث في 25 يناير بأنه ثورة إلا بعد استبعاد رموز نظام المخلوع من وزارة الداخلية". وأنذرت البطران بأن الثورة المصرية على طريق الفوضى؛ مشيرة إلى أن إصلاح وزارة الداخلية سينهي هذه الفوضى، وأن قضية قتل اللواء محمد البطران هي قضية مفصلية ستوضح حقيقة وزارة الداخلية". وفي بكاء شديد، ناشدت الدكتور منال البطران مسئولي الدولة: "أنا عايزة آخد حق أخويا.. عاوزة القصاص.. نفسي آخد عزا أخويا".. وهنا اختتمت الإعلامية ريم ماجد حوارها بالآية القرآنية: {وَلَكُمْ فِي القِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِي الأَلْبَابِ}.. مساعد وزير الداخلية لقطاع السجون ينفي قتل اللواء البطران على أيدي زملائه بالداخلية وردًّا على اتهامات شقيقة الشهيد اللواء البطران بأن من قتلوه هم زملاء له بالشرطة، نفى اللواء محمد نجيب -مساعد وزير الداخلية لشئون قطاع السجون- أن يكون مقتل اللواء البطران مدبّرًا، أو أن أحدًا من زملائه قد أطلق عليه النار؛ معللًا ذلك بأن اللواء البطران لم يكن الوحيد الذي استشهد بالسجون؛ فهناك ضباط وأفراد ومجندون آخرون قد استشهدوا في أحداث تهريب المسجونين أثناء أحداث الثورة. وأكد اللواء نجيب أن الشهيد لواء محمد البطران كان محبوبًا للغاية من جميع زملائه بوزارة الداخلية؛ بل كان محبوبًا أيضًا من قِبَل السجناء، ولا يوجد لديه أي عداء مع أحد حتى يتم التآمر عليه وقتله؛ مشددًا على أن كل ما قيل عن وجود مؤامرة لقتله لأنه رفض اتباع الأوامر بفتح السجون، عارٍ تمامًا من الصحة. اللواء نجيب: مَن فتح السجون ليهرّب السجناء كان يمتلك قوة أكبر بكثير من قوة الشرطة وفي معرض حديثه عن عملية اقتحام السجون لتهريب السجناء لإحداث انفلات أمني بالبلاد أثناء الثورة، قال اللواء نجيب: "لم تكن هناك نية من أحد داخل وزارة الداخلية لفتح السجون وتهريب السجناء؛ بل كان هناك قوة أكبر من الشرطة هي التي قامت بذلك؛ فهناك مجموعة من السجون تم الهجوم عليها بشكل عنيف بالمدرعات والجرافات من الخارج".. وأشار اللواء نجيب إلى عدد المساجين الذين هربوا خلال الثورة حوالي 23 ألفًا و 700 سجين, عاد منهم حتى الآن حوالي 18 ألف سجين، ومن عادوا بإرادتهم عدد قليل جدًّا, ولا يزال هناك 15 ألف سجين لم يتم العثور عليهم حتى الآن.