أكيد حفظتوني بس أنا ما ليش غيركم إنتم اللي بتساعدوني على العيشة اللي أنا عايشها، أنا أبويا ماشي معايا بمبدأ التجاهل، وكنت باشتكي منه لأمي وخالتي، لاحظت إن أمي كمان بقت بتعمل زيه، وبقيت باسمع في مشاكلهم بس وما حدش حاسس بيّ، بقى عندي تشاؤم من الحياة في كل حاجة، وبقى عندي مبدأ إني هاموت واعمل كذا، وممكن كذا ده يبقى هدوم أشيلها لما أتجوز، دهب أجيبه. تعبانه أوي وبيحصل لي حاجات غريبة إني بابقى سقعانة في الحر ده، وممكن كمان أبقى بارتعش من السقعة وجسمي بينمّل عليّ، ورحت لدكتور قال لي: إن اللي عندي ده ما لهوش علاج، وهو مش عايز يديني مهدئات؛ بس كمان وصلت لحالة إسقاط إني بقيت بحب حد صعب أني أوصل له، هو فنان؛ بس أنا بحبه جدا، وفي نفس الوقت ما أنفعش أشوفه حقيقي؛ لكن بحبه جدا، وبحس إنه معايا في كل حاجة لمجرد الاحتياج للحب لأني خايفة أحب أو خايفة أنجرح، يا ريت تساعدوني. ي. ا صديقتى العزيزة: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتكلم أولا عن التجاهل وهو ما ينافي ما يحتاجه الأبناء في جميع فترات العمر؛ وخاصة في فترة المراهقة؛ حقيقة أنت لم تذكري سنك لكن أتوقع أن ما ذكرته ينم عن احتياجات المراهق الطبيعية، والتي قد تستمر إلى ما بعد المراهقة إذا لم يتم إشباعها من جانب الأهل، أو تهذيبها والتصالح معها من جانبك... فما هي هذه الاحتياجات الطبيعية؟ إنها الحاجة للتقدير لأي عمل تقومين به، وتنتظرين كلمة ثناء منهم فلا تجدين فيصيبك الإحباط... إنه الاحتياج للحب، ودعينا نكون أدق فنقول الحاجة لإظهار مشاعر الحب؛ فلا يوجد أب لا يحب ابنته أو أم لا تحب ابنتها إلا في ظروف استثنائية من الاضطرابات النفسية أو السلوكية في أحد الوالدين، وإظهار الحب للأولاد مهارة وحنكة لو أدرك الآباء أهميتها في التنشئة لم يبخلوا بها وأكثروا من التدريب على كيفية إظهار مشاعرهم لحب أبنائهم. فلابد أن نكون دائماً كأبناء أكثر ذكاءاً، وأكثر ملاحظة لسلوكياتهم التي تدل على الحب، ونعذرهم فيما لا يتوفر لديهم لأنهم بشر ولا مانع في أن نظهر لهما نحن مشاعر الحب والتقدير من أجل استمالة مشاعرهم؛ لأن بعض الآباء اعتادوا عدم إظهار مشاعرهم حتى لا يتطاول الأبناء في الصغر ومع الزمن تصبح عادة ليصبح من الصعب تغييرها، وتصبح المشاعر وكأنها بحاجة للتليين الذي يمكن أن يحدث؛ مع عكس الآية حينما يظهر الأبناء تقديرهم للوالدين بالانحناء وتقبيل اليد والدعاء لهما بالصحة وإظهار الغبطة باختيار الله أن يكون الابن في هذه الأسرة بشرط ألا يكون ذلك تمثيلاً ظاهراً؛ بل تبدو وكأنها تصرفات أصيلة. ودعينا نرى ماذا يحدث لو لم ندرك هذا الاحتياج اللاشعوري داخلنا للحب من الآخرين، وحينما ينسانا العقل؛ فربما نشرع في البحث عن الحب خارج المنزل فنقع في تجارب لا تحمد عقباها لو بحثنا عن الحب في الجنس الآخر الذي ربما يستغل هذا الاحتياج، وإذا بحثنا عن الحب في الصداقة ربما تعرضنا لكثير من الأزمات؛ لأننا نبحث عن احتياجنا الذي لم يشبع في البيت بصورة طبيعية، ولن يعوّضه الصديق بل ستكون نظرتك دائماً للصديقة؛ على أنها مقصرة لأنها لا تشبع احتياجك اللاشعوري في الحاجة للحب؛ لذلك غالباً ما تنهار مثل هذه الصداقات لأن الصداقة دائماً تقوم على العلاقات المتبادلة، وليست على إشباع الاحتياج اللاشعوري. مازلت أتكلم عن الاحتياجات الطبيعية فأنت أيضاً بحاجة لأن ينتبه لك الآخرون، وبحاجة للشعور بالأمان وبحاجة لمن يدعمك في تحديد هويتك، والهوية هي شعور وإدراك لأنفسنا، لاتجاهاتنا، لعقائدنا، لإمكاناتنا، ولأهدافنا، وما نبغي الوصول إليه؛ فهل أدركت ذلك؟ هل تحبين مجال دراستك؟ هل تطمحين في الوصول إلى مرتبة عالية في حياتك الأكاديمية والعملية؟ هل تطمحين في البحث والقراءة في أمور الدين حتى يكون الله خير معين لك على اجتياز ما نسميه أزمة، والتي مع الوقت وبمرور الزمن ستكتشفين أنها ليست كذلك على الإطلاق بشرط ألا تجعلي هذه الفترة تؤثر سلباً في حياتك القادمة لأن فترة المراهقة غالباً هي الفترة التي تتزامن مع رسم الخطة للحياة العملية. أنت بحاجة لمزيد من التركيز على مستقبلك وتهدئة مشاعرك فما ذكرته عن عدم رغبتك في عمل أي شيء أو أننا سنموت كي نفعل كذا؛ هو النموذج الحي لاكتئاب المراهق والذي يمكن التغلب عليه ببعض التعليمات البسيطة من تجنب الوحدة بالإكثار من جلوسك مع أسرتك والاشتراك معهم في اهتماماتهم حتى لو لم تعجبك.. أكثري من الاندماج في الحياة الاجتماعية... التقرب من الله والقراءة والمعرفة عن الدين؛ لأن ذلك يزودنا بمشاعر الأمان التي نفتقدها ويدعمنا ويشعرنا أن لنا قيمة، وأن الحياة نفسها قيمة لابد أن نعيشها بحلوها ومرها؛ لأن مرها دائماً هو اختبار من الله لنا؛ فلنسعَ للنجاح في هذا الاختبار ونجتهد. تجنبي الأفكار السلبية وخاصة فكرة التجاهل ولا تجتري هذه الأفكار التي تعزز المشكلة وتحول دون انطفائها، نظّمي وقتك بين المذاكرة والترفيه، اندمجي في صداقات وكلما كانت في شكل مجموعة كان أفضل لك، فكري دائماً أنك أقوى من ذلك، والقوة لا تعني إغفال الاحتياج للحب؛ بل تعني الاعتراف بأننا نحتاجه؛ لكن نستطيع أن نعذر الآخرين إذا كانت قدرتهم على العطاء أو قدرتهم على إظهار المشاعر محدودة، ونستطيع أن نستثمر طاقاتنا وجهدنا فيما هو مفيد لأننا نعرف قيمة الوقت. وفقك الله.