السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أنا سيدة متزوجة من رجل يحبني وأحبه، وأعيش معاه حياة طبيعية هادئة. ولكن هناك شيء دائماً يؤرقني، وهو أننا تزوّجنا في شقة صغيرة جداً، وعندما تقدّم لخطبتي وعدني أنه سوف يشتري واحدة أخرى بعد حين.. ثم تزوجنا، وحملت سريعاً؛ ولذلك كان هدفنا الأول شراء شقة أوسع.. ولكن نظراً لظروفه المادية، قررت أن أساعده بما أملك من مال. وبالفعل تمّ شراء الشقة، ودفعتُ المقدم، وهو ما يمثل ثلثي المبلغ الكلي، والثلث الباقي سيتمّ تقسيطه على سنة.. وكي نتمّ سداد القسط دخل زوجي في جمعية يدفع النصف وأنا النصف، والمشكلة أن الشقة كتبت باسمه، وعندما طلبت منه كتابتها باسمي، قال لي: أنا مابحبش حاجة باسم الست. أنا ماعنديش مشكلة إني أساعده؛ بس خايفة بعد كل ده يحصل مشاكل وماعرفش آخد حقي، وأنا عملت كل ده عشانه، وماحدش من أهلي يعرف.. هم عارفين إن أنا مساعداه؛ بس مش عارفين إني تقريباً دفعت أكتر من تلتين المبلغ. أنا كده الفلوس اللي معايا خلصت، وقعدت من الشغل عشان طفلي، ودلوقتي أنا مش معايا فلوس خالص، وزوجي رافض إني أشتغل مع إني كنت شغالة بمرتب عالي جداً، ووافقته على الرأي عشان الطفل؛ بس أنا خايفة بعد كل ده ماعرفش آخد حقي منه. مش عارفة كده أبقى باخوّنه ولا إيه؟ ولا أنا مكبّرة الموضوع وفي الأول والآخر دي شقتي، وده جوزي؟ أعمل إيه؟ brightness وعليك السلام ورحمة الله وبركاته صديقة "بص وطل" العزيزة، أما بعد.. لن ألومك صديقتي على ما فعلتِ بإعطاء كل مدّخراتك لزوجك مقدماً للشقة، دون أن تشترطي أن يكون عقدها باسمك واسمه شركة، لا باسمك وحدك؛ حيث لا يقبل رجل أن يعيش في شقة زوجته تحت رحمة تزول في ساعة غضب تطلب فيها الطلاق، وتطرده بعدما تترك له ملابسه عند البواب.. ولا باسمه أيضاً وحده؛ لأنك بالفعل دفعت فيها مدخراتك؛ بمعنى أنه كان لا بد أن تشترطي اسمك واسمه؛ فالشرط أولاً نور، وثانياً كما يقول المثل "حرص ولا تخوّن"؛ فالحرص واجب، وعدم الحرص يجعل الفئران تدخل "العبّ" وتثير المخاوف والشك، ليجرّ كل ذلك مصائب -والعياذ بالله- لها أول، ولا آخر لها. وسبب أنني لن ألومك شيئان: الأول: أن القانون والشرع الحكيم يقولان إن الشقة من حق الزوجة ما دامت حاضنة؛ حتى لو حدث الطلاق؛ سواء أكانت هذه الشقة إيجاراً، أو تمليكاً دفع الزوج وحده كامل ثمنها. الثاني وهو الأهم: أن الشقة تظلّ ملك الشركة البائعة حتى سداد آخر قسط، ومن الواضح أن الأقساط ستتأخر لأن نصيبك الذي كنت تُساهمين به في القسط توقّف بعد تركك للعمل، وتوقف الدخل؛ بما يعني أن أمامك فرصة كبيرة تستخدمين فيها الحب والكلمة الطيبة لإقناعه أن يكون عقد تسجيل الشقة -بعد سداد الأقساط كاملة- باسمك واسمه. وهذا ليس صعباً إذا أحسّ أنك تأتمنينه على نفسك وحياتك، وأنه زوجك الذي لا تفكّرين أبداً في مشاكل تحدث بينك وبينه تُفرّقكما عن بعضكما؛ فتحرم طفلكما دفء الأسرة ورعاية الأبوين. يعني صديقتي: أن تطردي هذه المسألة من ذهنك تماماً؛ حتى تجدي فرصة مناسبة للكلام؛ ثم تقولين بحب: إنه يُسعدك أن يكون عقد الشقة النهائي كعقد زواجكما، يحمل اسمك واسمه، وليس طلبك هذا لأنك لا تثقين فيه؛ إنما لتكونا معاً دوماً في شراكة مستمرة. خلاصة القول: المسألة لا تستدعي قلقلك، ويمكنك تدارك الأمر بالحكمة والعقل؛ مع حسن اللسان؛ فزوجك ليس زوجك فقط؛ إنما أبو طفلك الذي سيربطكما باقي العمر؛ سواء استمر زواجكما أو -لا قدر الله- حدث انفصال. استعيني صديقتي بالله الذي توكّلت عليه في فعلك، واسأليه أن يُلهمك من أمرك رَشَداً. وإن خِفت أن يتحوّل الكلام في هذا الموضوع لمشكلة ثقة وخيانة أمانة تُفسد حبك وزواجك؛ فاحمدي الله أن نقودك ضاعت في الشقة، وليس في مرض أو غيره مما يستنزف أموال الناس.. ولا تتكلمي في هذه المسألة أبداً، وما كان من نصيبك سيصيبك، وهو الخير إن شاء الله.