4- ابحث عن البراءة: وفي هذه الجزئية يخبرنا المؤلف بأنه يجب علينا أن نبحث عن البراءة في تصرفات الآخرين وسلوكهم معنا، وهذا لأننا عادة ننظر للآخرين على أنهم مذنبون لا على أنهم أبرياء؛ فنحن ننجذب إلى التركيز على سلوك الآخرين الذي يبدو لا عقلانيا في تعليقاتهم أو تصرفاتهم أو سلوكهم الأناني معنا، ويؤدي ذلك إلى إصابتنا بالإحباط الشديد، ونعتقد أنهم يريدون مضايقتنا. وينصحنا د. كارلسون قائلًا: "في المرة القادمة -وآمل أن يكون ذلك بدءا من الآن- عندما يتصرف شخص بشكل غريب أو غير مألوف معك عليك النظر إلى تصرفاته على أنها بريئة، وإذا كنت عطوفا فلن يكون صعبا عليك أن تراها كذلك، وعندما ترى البراءة فإن الأشياء التي كانت تتسبب في إحباطك سابقا لن يكون لها أي أثر، وعندما لا تصاب بالإحباط نتيجة لسلوك الآخرين فمن السهل جدا التركيز على جمال الحياة". 5- اختار العطف لا الحق: أما هنا فيخبرنا المؤلف بأنه إذا كان بإمكاننا أن نختار ما بين العطف أو إظهار الآخر بأنه على خطأ ونحن على حق، فيجب أن نختار العطف؛ لأنه سيشعرنا وقتها بشعور أفضل كثيرًا مما إذا اختارنا أن نبيّن أننا على حق والآخر مخطئ؛ لأنك وقتها ستصيبه بالإحباط، وإذا انتبهت للطريقة التي تشعر بها بعد أن تتسبب في إصابة شخص آخر بالإحباط فسوف تلاحظ أن الشعور الذي ينتابك هو أسوأ مما كان عليه الحال قبل أن تفعل بهذا الشخص ما فعلت، فقلبك وهو الجزء العطوف بك يعرف أنه من المستحيل أن ينتابك شعور طيب على حساب شخص آخر. لذلك حاول ألا تثبت للآخر خطأه ولكن احتوِهِ بأسلوب عطوف رقيق، وحاول ألا تجرحه أو تحرجه أمام الآخرين؛ لأنك وقتها لن تشعر بالسعادة إطلاقًا.. ولكي تكون شخصا مفعما بالهدوء يجب أن تختار أن تكون عطوفا على أن تكون محقا في أغلب الأحيان. وبهذا نكون قد انتهينا من الجزء السابع من عرض الكتاب، مع وعد منّا باستكمال بقية الأجزاء في الأسابيع المقبلة بإذن الله، في انتظار مشاركاتكم واقتراحاتكم… للاطلاع على الأجزاء السابقة: اضغط هنا