السلام عليكم ورحمة الله وبركاته... أولاً أحب أن أشكر كل القائمين على هذا الموقع الرائع... بارك الله فيكم وإلى الأمام دائمًا. صاحبتي عندها مشكلة جامدة أوي ومش عارفة أحلها إزاي... صاحبتي قالت لي إنها شاذة جنسياً، وأنها كانت تمارسها وهي صغيرة إلى الآن، وعمرها الآن 19 سنة!! لكن تمارسها بمفردها وليس مع أحد... مع العلم أنها متدينة وبتصلي وبتصوم وبتذكر الله، ومحبوبة ما شاء الله عليها؛ وخصوصاً إنها محبوبة من الأطفال... وهي الآن تريد أن تتوب توبة صالحة؛ ولكن مع العلاج. هي عايزة تتعالج بس بدون ما حد يعرف؛ يعني تتعالج من ورا أهلها؛ بس هي مش عارفة إزاي... عايزة تبدأ صفحة جديدة مع الله ومع نفسها ومع الناس.. عايزة تبقى أنثى قلبًا وقالبًا مش أنثى من برا وراجل من جوه!! ده كلامها على فكرة وهي الآن منهارة جداً ونفسها تتعالج قبل أن تموت وتحيا حياة طيبة؛ خصوصًا إنها قاست في حياتها كتير أوي؛ لأن باباها كان بيضربها ضرب مبرح من وهي صغيرة، وكان بيشتمها وبيهينها قدام الناس لأتفه الأسباب هي وإخواتها؛ بس هي كانت أكتر منهم.. دلوقتي مش بيضربها لأنها كبرت وما بقيتش طفلة؛ لكن برضه مازال بيشتمها على أتفه الأسباب، وعصبي جداً جداً. وكان بيضرب مامتها وبيزعقلها قدامها هي وإخواتها... لكن دلوقتي ما بقاش يضربها، ومامتها مستحملة المرّ منه عشانها هي وإخواتها؛ لغاية ما بقت صحّتها في النازل، وهتعمل عملية قريب... ادعوا لها بالشفاء العاجل.. هي مش عايزة تتجوز، وكارهة كل الرجالة بسبب أبوها، وقالت أنا مش عايزة أتجوز علشان جوزي ما يطلعش زي بابا، ولا عايزة أخلّف علشان أولادي ما يطلعوش زيي، وما يتعقّدوش نفسيًا. وقالت إنها تريد أن تهب حياتها لله ولمامتها ولإخواتها فقط... أنا قلبي واجعني عليها أوي أوي، وأنا معاها مش هاتخلى عنها لغاية ما تتعالج. أرجوكم قولوا لي إيه الحل في أسرع وقت قبل ما يفوت الأوان؟ ملاحظة: أرجو أن لا تنسوها من صالح دعائكم هي ومامتها وإخواتها وأن تدعو لوالدها بالهداية والصلاح وأن يوفّقها هي وإخواتها في الامتحانات، وأن يقبل الله توبتها. n
لقد حيّرتني يا صديقتي الصغيرة؛ فالشذوذ معناه أن يميل الإنسان شعورياً أو يمارس فِعلياً العلاقة الجنسية مع نفس جنسه؛ أي الفتاة مع الفتاة والشاب مع الشاب، وهو أمر محرم تحريماً غليظاً ويعتبر كبيرة من الكبائر، ويمكن علاجه -على صعوبته- وينجح فقط إذا كانت إرادة الشخص ورغبته في التخلص من هذه الكارثة قوياً، ويساعده كثيراً أن يكون متديناً ويرجو رضا ربه سبحانه.. وأنت قلت: تمارس ذلك الشذوذ منذ صغرها وحتى 19 عاماً؛ ولكن مع نفسها وليس مع أحد؟ فأين تلك الممارسة؟ أم تقصدين تمارس العادة السرية وتتخيل أنها الرجل في العلاقة؟ ثم عُدت وقلت إنها تقول عن نفسها إنها تتمنى أن تكون أنثى قلباً وقالباً، وأنها تريد أن تقاوم شعورها بأنها رجل؛ فما تقوله هذا اسمه "خلل في الهوية الجنسية" ولا يعتبر محرماً شرعاً؛ لأنه لا يترتب عليه أي ممارسة مع أحد؛ ولكنه يسبب أذى نفسياً شديداً لصاحبه -وقد يتحول لشذوذ- ويكون السبب الرئيسي فيه العامل النفسي بالدرجة الأولى، وقد وجدنا في بعض الحالات أن هذا الخلل يحدث بسبب وجود هرمونات ذكورة أعلى في الجسد الذي يبدو جسد أنثى؛ فيقلّ ظهور علامات أنثوية واضحة -مع ظهور بعض علامات الذكورة- على الجسد كبروز الثدي أو الحيض أو نعومة الصوت وتوزيع دهون الجسم... إلخ. والآن سأضطر أن أخمّن أنها تعاني من خلل الهوية الجنسية؛ لأنه التصور الأقرب، وهو خلل يعود في الغالب لطريقة التنشئة؛ حيث نجد بعض العائلات تتمادى في "الهزار السخيف"، والذي لا يعلم الأهل مداه حين يتعاملون مع الطفل الذكر كأنثى أو العكس؛ حيث يحتاج الطفل منذ عمر السنتين والنصف تقريباً أن يتم التأكيد على هويتة الجنسية بالحديث والأدوات والمكان والملابس والألعاب وغيره؛ فيتم تطبيق ذلك بمهارة ووضوح؛ فتنشأ الفتاة على أنها فتاة والولد كولد. أو يكون السبب هي رغبة الفتاة لتكون ذكراً بسبب التمييز الشديد للذكر عن الأنثى في محيط أسرتها، أو لكرهها الدفين من ضعف الأم أمام سطوة الأب؛ فترغب في أن تكون الطرف الأقوى؛ فترغب نفسياً أن تكون الرجل رغم كرهها الشديد لسطوته وظلمه وجبروته. وأتصور أن الأخير هو ما حدث مع صديقتك، والحقيقية هي تحتاج لعلاج نفسي يعتمد على تغيير الأفكار وتغيير السلوك والتدريب على التناغم بين التكوين الجسدي والتكوين النفسي لتتحسن، ولأكون أكثر واقعية؛ فمادامت لن تقول لأحد من أسرتها فسيكون أمر العلاج صعباً؛ لذلك أقترح عليك أن تنصحيها دوماً كعلاج ذاتيّ -تقوم بتجربته ذاتياً- بالتالي: - نسبة ضئيلة جداً ممن عانوا من خلل الهوية الجنسية تم تحويلهم جراحياً للجنس الآخر؛ ولكن سبق ذلك الكثير من الأمور الخطيرة؛ منها القيام بعمليات جراحية لإزالة الجهاز التناسلي الأنثوي وعمل جراحات تجميل جعلتهم مسوخاً ولم يتمكنوا أبداً من الحصول على الراحة النفسية ولا العاطفية ولا الجنسية كما ظنوا... سامحيني فهذه هي الحقيقة؛ فنحن لا نتحدث عن خنثى بها الجهازان التناسليان كاملان ونختار أقربهما لنفسها؛ فهذا أمر آخر تماماً؛ ناهيك عن وجوب الخضوع أولاً لفحوصات إكلينيكية وهرمونية وغيره. وكذلك يُشترط لسلامة هذا التحوّل أن تظل على الأقل ستة أشهر تمارس حياة الذكور قبل التحوّل الجراحي الفعلي، فترتدي مثلهم وتتحدث مثلهم وتقوم بأعمالهم وتخالطهم وتواجه المجتمع في العائلة والشارع والدراسة وغيره لتعمل "بروفة" على حقيقة التأقلم على ما تتصوره رغبة حقيقية بداخلها.
- عليك بتخفيف حدة الصراع داخلها عن طريق بث فكرة تقبّلها بأنها أنثى ودورها كأنثى ومحاولة التأقلم مع تفاصيل الأنثى كاللبس والحديث وردّ الفعل وغيره؛ حتى وإن كانت كارهة؛ فالتكرار والتعامل بجدّيّة وإلزام مع الأمر سيكون له أثر حسن إن شاء الله. - أن تحسّن علاقتها بأمها وأختها -إن وجدت- وأن تعطي لأمها العذر في تحمّلها لهذه المذلة؛ فلا يوجد بيننا إنسان لم يقع في خطأ أو ضعف، وسيكون هذا القرب محاولة للعلاج ورضاء لله. - البحث عن نماذج لفتيات وسيدات يعتبرن قدوة ورمزاً تقترب منهن لتفهم وتتعلم أن الأنثى ليست كائناً ضعيفاً أو دنيئاً أو مهاناً. - أن تكرري عليها أن الرجال ليسوا شكلاً واحداً؛ فهناك رجل رحيم ولا يتعامل بطريقة القهر، ولو وجدت نماذج قريبة منكما توضّح ذلك.. ذكّريها بهم وبتفاصيل تصرفاتهم، وكذلك يمكنك تذكيرها بأن الخطأ في الاختيار يجب أن نتعلم منه لا أن نخاف من الوقوع فيه مرة أخرى؛ فوالدتها ليست هي، ومن ستختاره لن يكون مثل أبيها. - أن تتعامل مع مشكلتها على أنها ابتلاء شديد كابتلاء الأنبياء والصالحين، وكلما قاومت وتحمّلت فترة التأقلم كلما زاد أجرها. - الاستزادة من الأنشطة التي تبرز الجانب الأنثوي كالأعمال اليدوية النسائية، أو الانغماس في أعمال تأخذ من طاقتها وتسحب من ضغط الصراع النفسي عليها؛ على أن تكون تلك الأعمال عميقة وقوية وتحلم بها؛ فحين تكون المشكلة التي نعاني منها عميقة ومؤلمة يكون البحث عن تنمية وتطوير شخصيتنا سبباً في تجنّب التفكير في صراع الهوية طوال الوقت؛ فتتحسن عملية التأقلم بشكل أفضل. - اللجوء لله سبحانه وتعالى بالدعاء والرجاء بأن يقوّيها ويتقبل مجهودها ويعينها على تلك المشكلة. والأمانة تقتضي مني أن أقول إن درجة التأقلم ستتوقف كثيراً على مدى عمق جذور المشكلة والبيئة حولها، ولو استطاعت أن تتواصل مع معالج نفسي ماهر سيعينها كثيراً جداً من خلال الجلسات النفسية التي تعينها على التوافق والتكيّف؛ خاصةً إن صعُب عليها فكرة التأقلم الذاتي.