أسماء مصطفى كلنا لاحظنا كَبر حجم عمامات السلاطين العثمانين بالطبع، لكن القليل منا تساءل لماذا كانت ضخمة هكذا؟ يذكر في كتب التاريخ أن العمامة لم تكن مجرد غطاء للرأس، أو شكل مختلف من أشكال التيجان الملكية، لكنها كانت كفنا محمولا! حيث كان من شروط السلطنة العثمانية أن يكون السلطان محاربا في الأساس، لذلك كانت توضع هذه العمامة التي تمثل كفنه على رأسه لتلازمه أينما ذهب، حتى يتذكر الموت ولا يطغى. لكن الحقيقة لم تكن العمامة الكفن مجرد رمز، فالتاريخ يذكر أن السلطان "بايزيد" الذي قُتل في إحدى المعارك في الحرب ضد الروم، كُفّن بعمامته التي كانت على رأسه. لكن إلى يومنا هذا يمكنك رؤية أشخاص يرتدون عمامات ضخمة، ربما أكثر ضخامة من العمامة العثمانية، إذا حالفك الحظ لزيارة الهند سوف تندهش للوهلة الأولى من عدد من يرتدي عمامات ذات ألوان متعددة وأحجام متباينة لكنها تميل إلى الضخامة، لكن مع الوقت ستعتاد رؤية هذا، حيث يرتديها رجال طائفة السيخ الهندية كتعليم من تعاليم ديانتهم منذ الصغر، وكلما كبرت العمامة كلما دل ذلك على عظم وشرف من يرتديها، وتكون العمامة لا يقل طول القماش المكون لها عن 5 أمتار. ويبدأ ارتداء العمامة في سن مبكرة، في أوائل أعوام الدراسة، أي حينما يقترب الطفل الذكر من 5 سنوات، ويظل يرتديها طوال الحياة، حتى إن الاتحاد الدولي لكرة القدم قد منع مرة لبس العمامة في أثناء المباريات! في حين أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما وافق أن يرتدي الجنود المعتنقين ديانة السيخ عماماتهم في أثناء تأدية الخدمة العسكرية! والسبب وراء ارتداء تلك العمامة هو الحفاظ على الشعر، حيث تحرّم تعاليم الديانة قص شعر الرأس تمام، وتدعوا للحفاظ عليه، فما كان من وسيلة إلا ارتداء تلك العمامة، ولكن مع الوقت بالغ الناس في أشكال وألوان وزينات العمامات حتى رأينا عمامات ضخمة تزن أكثر من 30 كيلو! وفي وطننا العربي يرتدي البعض العمامات أيضا، لكن معظمها يكون أبيض أو أسود، كأهل عمان واليمن والسودان. سر العمائم الضخمة * دنيا الأدب اضغط على الصورة لمشاهدة الجاليري: