أ ش أ أعلن الأمير سعود الفيصل -وزير الخارجية السعودي- أنه تم الاتفاق مع باريس على منح خارطة المستقبل في مصر فرصة لتحقيق الأمن وإجراء انتخابات مبكرة. جاء ذلك في التصريحات الصحفية التي أدلى بها الأمير سعود الفيصل عقب جلسة مباحثاته المشتركة مع فرانسوا أولاند -الرئيس الفرنسي- مساء أمس (الأحد) بقصر الإليزيه بباريس. وشدد وزير الخارجية السعودي على أن حرية الرأي يجب أن يعبر عنها دون عنف، وأضاف أن حرية التظاهر حق مكفول بموجب القانون الدولي، ولكن في المقابل يجب أن يلتزم المتظاهرون بعدم تقويض حياة المواطنين الآخرين والممتلكات وعدم استخدام العنف. وأشار الأمير سعود الفيصل إلى أن نزول الثلاثين مليون من المواطنين المصريين إلى الشوارع لمطالبة سلطاتهم بضمان الأمن وإجراء انتخابات مبكرة ليست بلا دلالة، وأكد أنه يجب العمل على إجراء الانتخابات في مصر وفقا لخارطة الطريق. وفيما يتعلق بإعلان الاتحاد الأوروبي اعتزامه مراجعة علاقاته مع مصر، أعرب الأمير سعود الفيصل عن اعتقاده بأنه ليس بالتهديدات يمكننا أن نحقق شيئا. في سياق متصل أعرب الرئيس الفرنسي عن أمله في إجراء الانتخابات بمصر "في غضون فترة زمنية قصيرة". وأضاف أولاند -في تصريحات للصحفيين عقب جلسة مباحثات مشتركة مع الأمير سعود الفيصل- أنه إذا كان يتوجب احترام حرية التظاهر فالأمن أيضا لا بد من احترامه. وأوضح الرئيس الفرنسي أنه يتعيّن على الدول التي ترتبط بعلاقات تقوم على الثقة والصداقة مع مصر القيام بكل ما يمكنها من أجل وقف العنف.. مشددا على ضرورة فتح الحوار السياسي وأن يعبر الشعب المصري عن موقفه من خلال صناديق الاقتراع. وأكد أولاند ما أطلق عليه "المسئولية المشتركة" من جانب الدول العربية وأوروبا وفرنسا، لكي تتخذ السلطات السياسية المصرية من خارطة الطريق مرجعا للأسابيع المقبلة، وبالتالي السماح بإجراء انتخابات في غضون فترة زمنية قصيرة. وأوضح أن المملكة العربية السعودية وفرنسا يمكنهما أن تساهمان في هذه العملية باعتبارها الحل الوحيد الممكن لمصر، مؤكدا أن بلاده لا ترغب في المشاركة في التدخل في الحياة السياسية المصرية. وأضاف أولاند أن فرنسا تشعر بالقلق إزاء أعمال العنف التي وقعت في مصر والأعداد الكبيرة من القتلى، موضحا أنه تسلم رسالة من العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز حول الوضع في مصر. كان الرئيس الفرنسي قد استقبل أمس وزير الخارجية السعودي بقصر الإليزيه بباريس، حيث تركزت المباحثات في مجملها على الوضع الحالي في مصر، وذلك بعد إعلان الاتحاد الأوروبي احتمالية اتخاذه إجراءات مشددة تجاه مصر. ويذكر أن العاهل السعودي الملك عبد الله قد أعلن في وقت سابق دعم بلاده الكامل لمصر.