ارتفعت أسعار النفط بالقرب من 81 دولار للبرميل خلال التعاملات الأسيوية اليوم الجمعة، معوضًا بعض الخسائر الفادحة التي تكبدها أمس في ظل ضعف الطلب على الخام نظرًا اتباطؤ النمو الاقتصادي العالمي. وارتفع عقد تسليم النفط الآجل لشهر نوفمبر بمقدار 22 سنت إلى 80.72 دولار للبرميل خلال منتصف التعاملات بفترة سنغافورة بمنصة التداولات الإلكترونية بشنغافورة. وهبط أسعار الخام بمقدار 5.41دولار أو بنسبة 6.3% ليستقر عند مستوى 80.51 دولار أمس الخميس. وفي لندن، ارتفع عقد تسليم خام برنت الآجل لشهر نوفمبر بمقدار 70 سنت عند مستوى 106.19 دولار بمنصة ICE للعقود الآجلة. وتراجعت أسعار الخام بنسبة 10% من فوق مستوى 90 دولار الأسبوع الماضي في ظل تزايد المخاوف لدى المستثمرين حيل أزمة الديون الأوروبية والاقتصاد الأمريكي الضعيف والذي من المنتظر أن يعوق عمليات الطلب على النفط. من جانبه، قال جيمس سوانسون، الخبير الاستراتيجي لدى مؤسسة إدارة الاستثمار MFS، " إن الوقت ينفد من أوروبا، ونتيجة لذلك، ربما تنفد من العالم أجمع". هذا وقد عصفت الرؤية السيئة حيال الاقتصاد العالمي بأسواق الأسهم، التي يعتبرها المتداولون بأسواق النفط بمثابة معيار لثقة المستثمرين بصفة عامة.. وهبط مؤشر داوجونز الصناعي بنسبة 3.5%أمس الخميس وتراجع أغلب تعاملات الفترة الأسيوية اليوم الجمعة. في سياق متصل، فإن ارتفاع الدولار الأمريكي، الذي يجعل النفط الخام أكثر غلوًا على المستثمرين مع عملات أخرى، قد دعم أيضًا أسعار النفط. من جهة أخرى، فإن بوادر التراجع في الإنتاج الصناعي بالصين هذا الأسبوع قد جعل الأسواق تتوقع أن الطلب على السلع في آسيا يمكن أن يتباطيء. كما ذكرت مؤسسة كابيتال إيكونوميكس في تقرير لها، " لا تزال المخاطر الرئيسة بالمنطقة تمثل عدم اليقين الأكبر حيال الاقتصاد العالمي". " وهناك هبوط آخر على المستوى العالمي، بمقياس ما شهده الاقتصاد العالمي عام 2008-2009 ، بتراجع صادرات المنطقة". ولا زال بعض المحللين يتوقعون أن يتجاوز الطلب على الخام المعروض منه وهو بدوره ما يدفع الأسعار نحو الارتفاع. وخفضت مؤسسة جولدمان ساش من توقعاتها بأن يتراوح متوسط أسعار خام برنت 130 دولار للبرميل العام المقبل. وأضافت جولدمان في تقرير لها، " لا تزال أسواق النفط الخام العالمية ممزقة بين المخاوف المتزايدة حيال الاقتصاد العالمي وبين المرونة التي تبديها البيانات الاقتصادية للنفط الخام". " إنها مجرد مسألة وقت قبل أن تخفض منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) قدرتها الإنتاجية بالإضافة إلى انخفاض المخزونات، مما يستلزم ارتفاعات أكبر في أسعار النفط من أجل تقييد الطلب." وفي منصة نايمكس للتداولات على العقود الآجلة لشهر نوفمبر ، ارتفعت أسعار زيت التدفئة بمقدار 1.1 سنت إلى 2.87 دولار للجالون كما تراجعت العقود الآجلة للجازولين بمقدار 2.9% إلى 2.57 دولار للجالون. وتراجعت أيضًا عقود تسليم الغاز الطبيعي الآجلة لشهر أكتوبر بمقدار 0.8% إلى 3.71 دولار لكل 1,000 قدم مكعب.
