تراجع الدولار اليوم مقابل معظم العملات الرئيسة في غضون دقائق معدودة لعدة أسباب أهمها: 1) تعد أول وأهم الأسباب لتراجع الدولار اليوم هو تمتع الدولار بحالة من الانتعاش ومن ثم الصعود على مدار اشهر السابق وخاصة مقابل الين الياباني لذلك ارتفعت معدلات الشراء على الدولار على نحو كبير. وعلى الرغم من التوقعات الحالية باستمرار ارتفاع الدوزلار الأمريكي مقابل الين الياباني إلا أنه من الطبيعي حدوث حركة تصحيحية صغيرة. 2) ثانيًا أن الدولار كان يرتفع نظرًا لارتفاع العائدات على سندات الخزانة الأمريكية الآجلة لعشرة سنوات لذا توقف الدولار عن الارتفاع. 3) ثالثًا، استمرت أسواق الاسهم الأمريكية في تحقيق المكاسب، حيث ارتفع مؤشر S&P 500 إلى أعلى مستوياته على مدار 4 سنوات. ونظرًا لذلك الأداء القوي، فقد شعر المستثمرون بحالة من الثقة في التداول على أصول المخاطرة. وفي نهاية الأمر، وعلى الرغم من معاناه القارة الأوروبية من أومات الديون إضافة إلى الصدمة التي تشعر بها أستراليا نظرًا لتراجع معدلات النمو الصينية، إلا أنه إذا استمرت أسواق الأسهم في الارتفاع، فسوف تستمر معها حالة التفاؤل لدى المستثمرين والتي من المفترض أن تفيد عملات واقتصادات الدول السالفة الذكر، حيث إذا استمر أداء الاقتصاد الأمريكي في التفوق على نظرائه، فسوف تحصد أوروبا وآسيا الفوائد الناتجة. جدير بالذكر أن تراجع االدولار اليوم جاء على نحو بسيك مما يترك المساحة للعملات المنافسة الأخرى للتراجع. 4) السبب الرابع والأخير، أن الدولار قد اصتضدم بقرار وكالة S&P بالإلقاء على النظرة السلبية على الاقتصاد الأمريكي، حيث ذكرت الوكالة أن أي انتعاش اقتصادي ملموس في الولاياتالمتحدة سوف يرفع التصنيف الائتماني لديها إلى AAA مرة أخرى. وفي االوقت نفسه، فشلت البيانات الأمريكية الصادرة يوم أمس في مساعدة الدولار الأمريكي على استدامة ارتفاعه، حيث تراجعت إعانات البطالة الأمريكية إلى أدنى مستوياتها منذ شهر مايو من عام 2008، والتي تعد أحد الأنباء الجيدة على صعيد سوق العمل الأمريكي. هذا وقد تسارعت وتيرة النمو في كل من مؤشر فيلاديلفيا التصنيعي، ومؤشر ولاية نيويورك التصنيعي والذي ارتفع من 19.53 إلى 20.21 بينما وصل مؤشر فيلاديلفيا إلى 12.5 خلال شهر مارس. جدير بالذكر أن وتيرة النمو الحالية في قطاع التصنيع هي الأسرع منذ شهر يونيو من عام 2010 في ولاية نيويورك، ولكن في الوقت نفسه تجاهل الدولار كل الأنباء الجيدة السالفة الذكر، حيث من الممكن أن نرجع أسباب تراجع الحماسة في التداول إلى ارتفاع الأسعار المدفوعة والتي أثرت على ارتفاع المؤشر التصنيعي ككل. وعلى صعيد آخر، فقد تراجع مؤشر الطلبات الجديدة. هذا وتوقع العاملين بالقطاع التصنيعي أن تتراجع الطلبات على مدار الأشهر الستة القادمة، وهو أمر ليس جيدًا بالنسبة للقطاع. جدير بالذكر أن المؤشر الوحيد الذي سبب خيبة أمل هو مؤشر أسعار المنتجين والذي سجل نموًا بواقع 0.4% ودون التوقعات على نحو بسيط، بينما سجل مؤشر أسعار المنتجين بقيمته الأساسية تراجعًا إلى 0.2% مقابل القراءة السابقة البالغة 0.4%. تلك العوامل السابقة تشير إلى أنه على الرغم من ارتفاع معدلات التضخم نظرًا لارتفاع أسعار النفط الخام، إلا أن معدلات الطلب لا زالت ضعيفة إلى حد كبير، والذي يفسر عدم ارتفاع أسعار المنتجات التي لا تشهد تذبذبات كبيرة في الأسعار. هذا وتجدر الإشارة إلى أن مكون الأسعار في كل من مؤشر ولاية نيويورك التصنيعي ومؤشر اأسعار المنتجين تشير إلى أن الأرباح الهامشية مستمرة في التراجع، حيث يشعر المستهلكون أيضًا بعدم الارتياح على صعيد ارتفاع الأسعار في ظل إغلاق الجازولين تعاملات يوم أمس عند أعلى مستوياته على الإطلاق للجالون الواحد. هذا ووفقًا للتقرير الصادر عن وزارة الخزانة الأمريكية، فقد قام الأمريكيون بشراء سندات خزانة حكومية خلال شهر يناير بقيمة 18.8 مليار دولار، حيث يشير ذلك التراجع في القراءة إلى ارتفاع الطلب على السندات طويلة المدى، حيث ارتفعت مؤشر صافي الأوراق المالية طويلة الأجل إلى 101.0 مليار دولار نقابل القراءة السابقة البالغة 19.1 مليار دولار في ظل قيام المستثمرون بمبادلة الأصول قصيرة الأمد بمثيلة طويلة المدى. جدير بالذكر أن معدلات الشراء من قبل مستثمري القطاع الخاص جاءت أعلى من استثمارات البنوك ولكن بسبب حفاظ القطاع الحكومي على استثماراته في حالة الثبات. هذا وقد قامت الدول التالية بأكبر المعاملات: بريطانيا واليابان وأيرلندا ولوكسوبوج، حيث ارتفع الطلب الياباني إلى 20.8 مليار دولاربنما قامت الصين بشراء 7.6 مليار فحسب من سندات الخزانة الأمريكية عقب القيام ببيع سندات بقيمة 102 مليار دولار خلال شهر ديسمبر.وبناءًا على ارتفاع الدولار الأمريكي خلال شهر مارس وقبله شخر فبراير، فمن المتوقع أن يستمر ارتفاع معدلات الشراء على الدولار الأمريكي ولكن يشير ارتفاع العائدات على السندات إلى أن الطلب كان مركزًا أساسًا على الأسهم وليس السندات. هذا ومن المقرر صدور مؤشر أسعار المستهلكين الأمريكي اليوم الجمعة إضافة إلى مؤشر الإنتاج الصناعي ومؤشر ثقة المستهلك الصادر عن جامعة ميشيغين.