تراجعت أسواق الأسهم العالمية اليوم الأربعاء حيث انتابت المستثمرون حالة من التردد في رهانهم حول نتائج اجتماع لجنة السوق المفتوحة بالاحتياطي الفيدرالي بإمكانية منح المزيد من التحفيزات الاقتصادية للاقتصاد الأمريكي المتأزم، في حين ارتفعت أسعار النفط عقب تراجع سجلته مخزونات الخام بالولايات المتحدة. ومن المتوقع أن يحاول الفيدرالي، بعد انتهاء اجتماع استغرق يومين اليوم الأربعاء، أن يدفع تكاليف الاقتراض طويل الأجل نحو التراجع عن طريق إعادة توازن حافظة السندات لديه المقدرة ب 2.8 تريليون دولار من أجل جعلها أكثر زخرًا بالأوراق المالية طويلة الأجل في خطوة أطلق عليها اسم " عملية تويست". ومن المنتظر أن يصدر الفيدرالي بيانه في تمام الساعة 6:15 بتوقيت جرينتش. على الرغم من ذلك، يبدو الأمر مبهمًا فيما يتعلق بمدى فعالية الإجراءات الجديدة على النمو الاقتصادي بالولايات المتحدة، مع الوضع في الاعتبار أن الاقتصاد متباطيء بالفعل، على الرغم من برنامج شراء السندات من قبل البنك المركزي البالغ 600 مليار دولار والذي انتهى في يونيو الماضي. وصرح بيتر كارديللو، الخبير الاقتصادي بالأسواق لدى مؤسسة روكويل جلوبال كابيتال في نيويورك، " إن عملية تويست غير تقليدية وهي أفضل ما لدى الفيدرالي". " ولكن السؤال المطروح هو ماذا ستفعل هذه الأداة للنمو الاقتصادي؟ إنني أشك في أنها ستقدم الكثير". " فأنا أعتقد أن الفيدرالي سوف يرضي الأسواق، ولكن حيث أننا في موقف تشبع شرائي قصير المدى، وحتى لو لم يخيب الفيدرالي أمل الأسواق، ربما نرى هبوطًا في المدى القصير." هذا وقد تراجع مؤشر الأسهم العالمية MSCI بنسبة 0.7%، على الرغم من أنه لا يزال بنسبة 3.0% فوق أدنى مستوى له في عام كان قد سجله في وقت سابق خلال سبتمبر. وتراجع أيضًا مؤشر FTSEurofirst 300 بنسبة 1.8%، في حين تراجع مؤشر MSCIEF للأسهم الناشئة بنسبة 0.7%. أما أسواق الأسهم الأمريكية، فقد تباين أداؤها، حيث تراجع مؤشر داوجونز الصناعي DJI بمقدار 34.82 نقطة أو بنسبة 0.31% عند 11,373.84. كما تراجع مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بمقدار 4.46 نقطة أو بنسبة 0.37% عند 1,197.63. أما مؤشر ناسداك المركب، فقد ارتفع بمقدار 14.01 نقطة، أو بنسبة 0.54% مسجلاً 2,604.25. النفط يرتفع، والنحاس يسجل أدنى مستوى له هذا العام وفي أسواق السلع، ارتفع خام برنت في تداولات لندن بمقدار 1.51 دولار إلى 112.05 دولار للبرميل بعد أن أظهر تقرير حكومي أن مخزونات النفط الأمريكية قد هبطت بأكثر من التوقعات خلال الأسبوع الماضي. وارتفعت العقود الآجلة للخام الأمريكي بمقدار 52 سنت إلى 87.43 دولار للبرميل. من جهة أخرى، دفعت حالة التشكك حيال أزمة الديون الأوروبية وحيال الاقتصاد العالمي أسعار النحاس إلى أدنى مستوى جديد لها هذا العام. فقد تراجعت عقود النحاس الآجلة لثلاثة أشهر بسوق لندن للمعادن إلى 8,295 دولار للطن، متراجعةً من المستوى التي أغلقت عليها أمس الثلاثاء عند 8,309 دولار للطن. وفي وقت سابق، تراجع المعدن المستخدم في البناء إلى أدنى مستوى جديد له منذ نوفمبر 2010 عند 8,234.75 دولار للطن. أما العقود الفورية للذهب، فقد تراجعت على نحو طفيف حول مستوى 1,798 دولار للأوقية. اليورو يرتد مجددًا إن المخاوف المتواصلة بشأن تعثر اليونان في سداد ديونها قد أثرت سلبيًا على شهية المخاطرة، في ظل عدم توصل اليونان ومقرضيها الدوليين لاتفاق بعد فيما يتعلق بالإفراج عن الدفعة المقبلة من المساعدات المالية. وسوف تصدر الحكومة اليونانية بيانًا في وقت لاحق اليوم الأربعاء بشأن إجراءاتها التقشفية التي تناقشها مع مقرضيها الدوليين من أجل إنقاذ البلاد من إفلاس وشيك. ولكن اليورو ارتد مجددًا من انخفاض عقب اختراقه التداول فوق مستوى 1.37 مقابل الدولار، على الرغم من أن المحللون قد أفادوا بأن العملة لا تزال معرضة لخطر الهبوط. وتداول اليورو مؤخرًا على ارتفاع بنسبة 0.1% عند مستوى 1.3721 مقابل الدولار. وأفادت كاميلا سوتون، المحلل بأسواق العملات لدى مؤسسة سكوتيا كابيتال في تورونتو، " تصب التوقعات حاليًا في أن الأسواق لن تشهد قرارًا نهائيًا (بشأن المساعدات المالية لليونان) حتى نهاية الأسبوع المقبل". " ومع استمرار عدم اليقين، فإن هناك مخاطر جوهرية في الاتجاه الهابط على اليورو." وتداول الدولار وفق تغيرات طفيفة عند مستوى 76.37 مقابل الين. وكان قد تراجع في وقت سابق إلى مستوى 76.111 مقابل الين، بالقرب من أدنى مستوى قياسي، قبيل انتهاء نصف العام المالي باليابان، والذي يميل إلى فك المستثمرين أصول الدخل الثابت بالولايات المتحدة وعودة الأرصدة إلى الوطن. هذا وقد ارتفعت أسعار سندات الخزانة الأمريكية الآجلة لعشر سنوات بواقع 15/32 في حين ارتفعت العوائد على تلك السندات بنسسبة 1.894%.