انخفض سعر صرف الدولار الأمريكي خلال تداولات هذا اليوم اللحظية فاقداً كل مكاسب الأسبوع و معظم مكاسب يوم أمس، حيث أن الأسواق المالية الآن تشهد حالة من تخفيض التشاؤم وسط بعض التوقعات في أن نرى الفيدرالي الأمريكي يقدّم خططاً جديدة لدعم الاقتصاد الأمريكي و الأسواق الأمريكية ليمنع اندفاع الاقتصاد الأمريكي نحو الركود مجدداً. قلّصت مؤشرات الأسهم الأوروبية أسهمها، و بعض المؤشرات أصبحت تتداول بإيجابية، فيما نرى حالة من الابتعاد عن الدولار و عدم استخدامه كملاذ آمن أو احتياطي تخفيض مخاطرة أو حتى عملة جني أرباح، و ذلك لارتفاع مخاطرة الدولار في ظل انتظار قرار الفيدرالي هذا اليوم و الذي تشير التوقعات إلى أنه سوف يترك سعر الفائدة عند مستوى 0.00% - 0.25%، لكن تطمع الأسواق المالية في إعلان خطّة تخفيف كمي ثالثة أو وضع خطط لدعم الاقتصاد. رغم انخفاض الدولار الأمريكي و ارتفاع أسعار العملات مقابله، لكن نرى بأن الفرنك السويسري هو نجم الأسواق المالية مجدداً، حيث يتداول عند أسعار قياسية مقابل الدولار الأمريكي، و هذا يعكس حقيقة أن التشاؤم في الأسواق المالية لم ينتهي، بل الحذر قائم، و القلق موجود، و ما نراه حالياً هو بعض الانخفاض في هذه المخاوف. فقد استطاع الفرنك السويسري اليوم الارتفاع مقابل الدولار الأمريكي ليلامس مستوى 0.7360 فرنك للدولار الأمريكي الواحد، و هذا سعر قياسي للفرنك و ذلك بعد أن ارتفع من أدنى مستوى للفرنك و الأعلى للدولار عند مستوى 0.7591. إن التحليل الفني يشير إلى أن ثبات الدولار الأمريكي مقابل الفرنك السويسري في مستويات ما دون 0.7665 ، يبقي على الميل الهابط على الزوج، أي انخفاض الدولار و ارتفاع الفرنك السويسري. لكن، يجب أن ننبه إلى احتمالات تدخّل البنك السويسري في أسعار الصرف و كذلك من التذبذب المحتمل اليوم مع قرار الفيدرالي الأمريكي. بالرغم من أن أوروبا تعاني أزمة ديون سيادية، إلا أن سعر صرف اليورو اليوم استطاع الارتفاع. ارتفع سعر صرف اليورو مقابل الدولار الأمريكي من الأدنى 1.4150 محققاً الأعلى عند سعر 1.4285، و مستوى 1.4150 يعتبر مستوى دعم هام جداً على الزوج و الثبات فوقه قد يساعد سعر صرف اليورو على اختبار مستويات المقاومة حول 1.4300 و التي باختراقها قد نرى اختباراً لمستويات حول 1.4370 و ربما 1.4400 تقريباً. لكن في المقابل، يجب الانتباه إلى أن التذبذب الكبير ما زال متوقعاً على الزوج. البيانات الاقتصادية التي صدرت اليوم من ألمانيا أظهرت سلبية بشكل عام، حيث ظهر بأن الميزان التجاري انخفض إلى 12.7 مليار يورو، و هذا ما دون المستويات المتوقعة و السابقة بكثير، و هذا يعتبر سلبي. كذلك، حصل انكماش في الصادرات الألمانية مقداره 1.2% و هذا الانكماش دل على ضعف الطلب العالمي مما يزيد التشاؤم في الأسواق المالية، لكن انتظار قرار الفيدرالي الأمريكي اليوم، سبب لانخفاض الدولار مما يساعد اليورو على الاحتفاظ في مكاسبه حتى مع مثل هذه البيانات الاقتصادية التي صدرت من ألمانيا اليوم. بالنسبة للجنيه الإسترليني، فقد ارتفع اليوم مقابل الدولار الأمريكي، لكن الارتفاع محدود جداً، بل و نرى بأن هذا الارتفاع ميّال للحيادية في هذه اللحظات. تداول سعر صرف الجنيه الإسترليني مقابل الدولار الأمريكي هذا اليوم بين الأدنى 1.6265 و الأعلى 1.6405 دولار للجنيه الإسترليني الواحد، و حالياً، تقع التداولات في مستويات شبه حيادية على مستوى تداولات هذا اليوم بين الدعم 1.6310 و المقاومة 1.6415، لكن الزوج قريب جداً من الدعم. البيانات الاقتصادية التي صدرت اليوم من المملكة المتحدة أظهرت انكماش الإنتاج التصنيعي في المملكة بمقدار 0.4% خلال شهر حزيران، فيما انكمش الإنتاج الصناعي بمقدار 0.3% على مستوى السنة المنتهية في شهر حزيران الماضي. كذلك، نرى بيانات الميزان التجاري و قد أظهرت توسّعاً في العجز. إن هذه البيانات كانت مسببة لضغوط سلبية على الجنيه الإسترليني، مما حد من استفادة الجنيه من الموجة الهابطة التي تعرّض لها الدولار الأمريكي اليوم. ضعف الدولار يتركّز اليوم على انخفاضه مقابل العملات المنخفضة العائد، و هذا أفضل دليل لنا بأن الأسواق المالية لا تشهد ارتفاعاً في الثقة. فالدولار الأمريكي انخفض مقابل الين الياباني مجدداً ، و انخفض سعر صرف الدولار من مستوى 77.85 وصولاً إلى مستوى 76.96 ين للدولار الأمريكي الواحد. إن تداولات الدولار الأمريكي مقابل الين الياباني تقع في نطاق تداول حساس جداً، حيث أن اختراق مستوى 77.90 ضروري لإعادة العزم الصاعد للدولار، فيما كسر مستوى 76.45 قد يعزز من السلبية التي يتداول فيها الزوج في هذه اللحظات. عزيزي القارئ، الحذر مطلوب، و نحن في انتظار قرار الفيدرالي الأمريكي هذا اليوم، و التساؤلات كثيرة، فهل سوف يقوم الفيدرالي الأمريكي بدعم الأسواق المالية و الاقتصاد الأمريكي؟ و هل إن قام في ذلك سوف ترضى الأسواق المالية؟ أم سوف يبقى الميل العام للتشاؤم هو المسيطر في ظل أزمة الديون الأمريكية و أزمة الديون الأوروبية؟ إن هذه التساؤلات سوف تجعل التذبذب كبير في الأسواق المالية.