بعث محمد سلماوي الأمين العام للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب رسالة إلى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، يناشده فيها باسم الأدباء والكتاب العرب أعضاء الاتحاد العام ضرورة مراجعة الحكم الصادر في المملكة العربية السعودية بإعدام الشاعر والفنان التشكيلي الفلسطيني أشرف فياض بسبب ديوان صدر له منذ سنوات (!) بعنوان "التعليمات بالداخل"، رأت المحكمة السعودية أن به مساسًا بالذات الإلهية. وأكد أمين عام اتحاد الكتاب العرب في رسالته أن الكلمة يُرد عليها بالكلمة، والرأي بالرأي والفكر بالفكر لا بالاعتقال ولا بالسجن ولا بالإعدام ولا بإزهاق الأرواح التي حرم الله قتلها إلا بالحق، وقال إن هذا الحكم يسيء الى صورة العرب والإسلام أمام العالم. وقال سلماوي في نسخة من الرسالة حصلت عليها ثقافة ميدل إست أونلاين: "راعتنا الأنباء التي تواترت في الصحف والمواقع الالكترونية عن صدور حكم بالإعدام في المملكة العربية السعودية الشقيقة على الشاعر والفنان التشكيلي الفلسطيني أشرف فياض، بتهمة احتواء ديوانه الشعري "التعليمات بالداخل" الصادر من ما يقرب من عشر سنوات على بعض العبارات التي اعتبرتها المحكمة – حسب فهمها للنصوص – مساسا بالذات الآلهية، وهو ما أصاب جميع الأدباء والكتاب والمثقفين في الوطن العربي وخارجه بصدمة مروعة". وأضاف الأمين العام للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب في رسالته لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود: "أن الأبداع الفني – والشعري منه على وجه الخصوص – كما هو معلوم لجلالتكم يستخدم المجاز ويصنع الصور الفنية التي يقصد منها توصيل المعنى متواريا وليس مباشرا، مما يصعب تأويله إلا على ذوي الاختصاص من نقاد الأدب ودارسيه، وهو الأمر الذي قد لا يتوافر لقضاة المحاكم الذين يبحثون عن قرائن واضحة لا غبار عليها، فيذهبون إلى المعاني مباشرة التي لا تكون مقصودة بذاتها والتي ليست هي من بين سمات العمل الأدبي". وأضاف سلماوي: "وحيث إن الإنتاج الأدبي عموما وأوله الشعر، يحتاج إلى مساحات واسعة من الحرية والخيال الذي لا تقيده قيود، مما حدا بنبينا العظيم – صلوات الله وسلامه عليه - أن يغفر للشاعر حسان بن ثابت بعض ما قاله في شعره مما بدا أنه مساس بأقدس المقدسات". ويذكر سلماوي أن الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب يؤكد ما تعارفت عليه الحضارات الإنسانية جمعاء، من أن الكلمة يرد عليها بالكلمة، والرأي بالرأي، والفكر بالفكر، لا بالاعتقال ولا بالسجن، ولا بالإعدام ولا بإزهاق الأرواح التي حرم الله قتلها إلا بالحق. ونيابة عن جميع الأدباء والكتاب العرب أعضاء الاتحاد العام تمنى سلماوي على خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، إصدار الأمر بمراجعة هذا الحكم المجحف، الذي سيسيء إلى سمعة العرب بين الأمم، التي ستتندر علينا لأننا نصدر أحكاما بالقتل على شعرائنا لما يقولون وليس على ما يفعلون، وذلك في وقت نواجه فيه من يلصقون بديننا الحنيف صفات القتل والذبح وإزهاق الأرواح، وهو منها جميعا براء.