وخطورة شغل الناس بالامور الهامشية والشكليات التى تبعد الامة عن قضاياها المصيرية، مؤكداً أنها تصرف الناس عن البحث عن سبيل للخروج من ازمتنا الحضارية الراهنة والتغلب على مشكلة التخلف، بأبعادها الدينية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية والتعليمية وغيرها من اجل تحديث المجتمعات الاسلامية، والانطلاق بها الى آفاق التقدم واستعادة ما خسرته فى السباق الحضارى مع الامم الاخرى. وفى السياق ذاته، أبدى آسفه لعدم إستثمار قدرة القنوات الفضائية فى الإنتشار الواسع، كجسر تحتاجه الامة لترسيخ قيم الاسلام الأصيلة فى التسامح والتراحم والتعاون، ليعود الخير على الأمة بدلاً من تبديد الجهود فيما لايفيد. ومن جهه اخرى، رفض ادعاء المناهضين للإسلام فى الخارج، بأنه هو السبب فيما وصل اليه حال المسلمين اليوم من تراجع وتخلف، مؤكداً ان بعض المسلمين أنفسهم هم السبب، وليس الاسلام كدين هو السبب، فقد سبق أن أقام الاسلام حضارة كانت من أطول الحضارات عمراً فى التاريخ، وقدمت عطاءها الغزير للإنسانية، حيث أستفادت منها أوروبا فى بناء حضارتها، موضحاً أنه من المؤسف أننا كمسلمين قد توقفنا فى الوقت الذى قطع فيه الآخرين أشواطا بعيدة فى ميادين التقدم والحضارة. وأكد أن الاسلام أقر مبادىء حقوق الإنسان الأساسية، قبل إعلان المواثيق والقوانين الدولية فى هذا الخصوص، وذلك قبل اكثر من 14 قرناً من الزمان، فقد أرست الشريعة الاسلامية من خلال مقاصدها حق الانسان فى حماية حقه فى الحياة والحفاظ على عقله ودينه وماله واسرته وهى نفسها المبادىء الرئيسية التى قامت على اساسها مواثيق حقوق الانسان فى العصر الحاضر. وأشار أن الاسلام لم يجبر احداً منذ ظهوره على اعتناقه بل كفل للجميع حرية العبادة دون اكراه.