وكلهم أمل وطموح علي وعود المسئولين التي تذهب مع الريح وتختفي مع الشمس بعد مرور 16 عامًا من بدء الحديث من المشروع القومي للتنمية بسيناء والذي يهدف لإصلاح 400 ألف فدان من أرض سيناء اعتمادًا علي ترعة السلام إلا أن ما استصلح منها 135 ألف فدان بمنطقة شرق البحيرات و60 فدانًا من الأراضي الواقفة علي ترعة السلام من كثرة ما تتعرض له من نقص المياه والتشققات التي رسمت علي هذه الأراضي من جفافها أو لحرق محصولها من المياه الجوفية مما اضطر أصحابها لبيعها، هذا بجانب المخالفات التي تحدث في نقاط التفيش وغيرها من الظروف التي تنقلها "صوت البلد" خلال هذه الجولة في هذه المنطقة فهل يري المسئولون هذه الحقائق المرة التي يعانيها أهالي المنطقة والمزارعون؟ وماذا يفعلون؟! بداية يؤكد الحاج فتح الله من مزارعي منطقة جلبانة بجوار مصرف تل الحير بمنطقة سهل الطنية أنه زرع 7 أفدنة بطيخ لب "كوتش" و3 أفدنه أرز كمحصول صيفي وصرف عليهم 7 آلاف جنيه وبسبب نقص المياه في الترع الرئيسية وعدم وصولها إلي الترع الفرعية الموصلة لهم ماتت المحاصيل وأصبحت مشكلته هي المصروفات التي صرفها كما لم يعد لديه عمل يكسب منه ليعيش منه هو وأسرته وأولاده. ويقول جودة سليمان من أهالي قرية جلبانة بمنطقة سهل الطنية إنه في مثل هذا الموسم الصيفي من كل عام نعاني من الجفاف وكثير من الأراضي يموت زرعها مع العلم بأن المزارع السمكية والتي تتعدي 20 مزرعة بالمنطقة تتوفر المياه بها وهذا ما يجعلنا في حيرة واستغراب من هذا الأمر كما تحدثا مع المسئولين ووعدونا ولكن تظهر الشمس وتختفي الوعود وما استطيع فعله انني لم أزرع الموسم القادم حتي لا أخسر وتتحطم أحلامي بسجني أو إهدار مالي. ويشير حسن عبد الرحمن من قرية التقدم بمنطقة شرق البحيرات إلي أن عشرات الترع الفرعية رسمت بداخلها الاف التشققات من انقطاع المياه عنها لفترة طويلة لذلك ذهب أصحاب الأراضي للبحث عن بديل قد يكون حلاً وسطًا لبقاء الأشجار علي قيد الحياة لا نقول كي تثمر "قمنا بحفر آبار جوفية لنروي بها زراعتنا ولكن المشكلة أن المياه بها نسبة ملوحة تحرق الثمار وتسقطها وتوقف نمو النبات كما أن مصروفات حفر هذه الآبار تكلفنا أكثر من ربح المحاصيل المزروعة. وفي هذا الصدد يؤكد أحد المسئولين أن مياه ترعة السلام ليس مشكلتها الوحيدة أنها تخلط بمياه الصرف الصحي والزراعي القادمة من مصرف بحر البقر في الشرقية مع مصارف مياه الصرف الزراعي كمصرف بحر حادوس كما أن الحصة المقررة لترعة السلام معلومة ولا يمكن أن تزيد عليها لكن يمكن امدادها بمياه المصارف فقط وليس من مياه النيل. هذا ما يؤكده المزارعون حيث يقول علي عبد الخالق من أهالي منطقة سهل الطنية وبجوار نقطة تفتيش بالوظة الذي يستصلح 10 أفدنة أنه خلال الموسم الصيفي لو تنوقت طعم المياه لوجدت أن الملوحة تظل مستمرة في فمك ليوم كامل ولهذا إنتاج الفدان قليل جدًا مقارنة بأي مكان آخر لأن الملوحة تقتل الثمار وتحرقها خاصة أن هذه الأراضي بها نسبة ملوحة.. فماذا نحبني منها وماذا نفعل؟. وعلي صعيد آخر طوابير الانتظار في نقاط التفتيش عند الخروج والدخول من وإلي سيناء تسبب معاناة أيضًا مؤكدين أن الانتظار يصل أحيانًا إلي 5 ساعات يوميا إلي أن تبدأ أجهزة الأمن في تفتيش السيارة فلماذا لا يتوفر أفراد الأمن ليوفروا عامل السرعة في الإجراءات الأمنية؟!. وإذا كان القدر لعب اللعبة الخطأ ليوقعك سوء الحظ أمام أمين شرطة في ظل غياب ضابط الكمين ويقول لك تفتيش فتنزل حمولة السيارة مما يؤدي لتلف الكثير من المحاصيل مثل: الطماطم والفراولة وضياع فرص اللحاق بالأسواق لبيعها مما يسبب بقاءها تحت أشعة الشمس الحارقة لمدة طويلة هذا بجانب المخالفات التي تحدث لدفع المعلوم ولكن هل الفلاح البسيط ملتزم ليفعل هذه الأفعال غير الشرعية ويدفع من قوته وقوت أولاده ليبيع محصول؟. إذا قبل والأمر لله أي محصول هذا الذي يجمعه بالليل ليمر به قبل الفجر أو خلال صلاة الجمعة؟ وهل ينتظر الفلاح علي ثماره من الجمعة للجمعة ليدفع المعلوم ليمر بسلام!. أبسط معاناة للمزارع في هذه الحياة الوردية ذات الأشواك الحديدية أنه خلال الصباح أو المساء وهو ذاهب ليمر علي أرضه تأخذه سيارة دورية الشرطة كإجراء أمني "تحري"، ومن الطبيعي هذا أن يتم الكشف علي هويته في قسم مبارك التابعة له المنطقة لكن ليس من الطبيعي أن يطبقوا قانون أمناء الشرطة الخاص بهم.