قالت مصادر مطلعة في القدس إن تل أبيب علّقت مرحليا الشق الأمني لاتفاقية كامب ديفيد حتى تمكن الجيش المصري من فرصة توجيه ضربة حاسمة للمتشددين لإسلاميين في سيناء الذين كثفوا من هجماتهم في اليومين الأخيرين بشكل لافت. واضاف المصادر أن التعديلات جرت على ما يبدو على المادة الرابعة من الاتفاقية أي فيما يتعلق بالشق الأمني بين الجانبين، وهي المادة المقيدة للانتشار العسكري المصري في سيناء، بما سيتيح للجيش المصري الفرصة كاملة لفرض سيطرته على المنطقة التي تغلغل فيها الإرهابيون والخارجون عن القانون. وينص اتفاق السلام بين اسرائيل ومصر الموقع في 1979 على الحد من الوجود العسكري المصري في سيناء. ويسمح تعليق العمل بالاتفاقية، الذي لا يعرف ما إذا كان سينتهي بمجرد القضاء على المتشددين ام سيتواصل بعد ذلك، للجيش المصري بحرية حركة أكبر في منطقة سيناء وفرض سيطرته الامنية عليها بالكاملة. وتحد بنود اتفاقية كامب ديفيد بصيغتها الأولى من تواجد مصر العسكري في شبه الجزيرة، مما أثر على أمن واستقرار المنطقة وقوى من نسق النشاطات الإرهابية، على حد ما يقوله مراقبون. وقالت اسرائيل إنها تعتمد على الجيش المصري لاحتواء المجموعات الاسلامية في سيناء وضمان استقرار البلاد بعد إزاحة الاسلامي محمد مرسي أول رئيس مدني لمصر. وسمح الجيش الاسرائيلي قبل اكثر من اسبوع للجيش المصري بنشر تعزيزات عسكرية مصرية في سيناء. وقال ان "النشاط العسكري المصري في سيناء يتم بالتنسيق مع المسؤولين الامنيين الاسرائيليين من اجل التصدي للتهديدات الامنية في سيناء والتي تستهدف مصر واسرائيل في آن واحد". واكدت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الاسبوع الماضي أن "التعاون الامني" بين البلدين تعزز منذ أن عزل مرسي. وقالت إنه بعد ساعات فقط على ازاحة مرسي "وصل ممثل رسمي اسرائيلي سرا الى القاهرة لعقد لقاءات مع مسؤولين في الاجهزة الامنية والاستخبارات المصرية"، وهو ما سمح للجيش المصري بأن يتحرك بكامل الحرية. وقال شهود عيان في المنطقة إن طائرة مروحية تابعة للجيش المصري حلقت في الصباح الباكر من يوم الجمعة على علو منخفض فوق أحياء خان يونس ورفح، المجاورتين للحدود الفلسطينية - المصرية جنوب قطاع غزة، بالتزامن مع حملة لتدمير الأنفاق. ووفقا للشهود فقد قدمت المروحية من منطقة الحدود الفلسطينية - المصرية جنوب محافظة رفح، وحلقت على علوٍ منخفض حوالي الساعة ال 2:30 فجرا (بالتوقيت المحلي)، وجابت معظم أحياء المحافظتين لقرابة ساعة، قبل أن تغادر وتعود لتحلق فوق الأراضي المصرية. واشار مصدر أمني في غزة من جهته إلى أن "الطائرة قدمت من المنطقة الشرقية للحدود مع مصر ودخلت أجواء رفح وحلقت لنحو نصف ساعة، قبل أن تغادر لتحلق فوق أجواء خان يونس مرورا بالشريط الساحلي، دون أن تعترضها الطائرات الإسرائيلية كما حدث بمرات سابقة عندما كانت تدخل أية طائرة مصرية لأجواء القطاع". وأضاف أن تحليق الطائرة تزامن مع قيام الجيش المصري بشن حملة عسكرية كبيرة على منطقة الأنفاق الحدودية مع قطاع غزة. وتم ضبط العديد منها وإغلاقها، فيما شن حملة على المخازن التي تحتوي على البضائع المعدة للتهريب برفح المصرية. والجمعة، قال مصدر عسكري مصري إن الجيش قرر المضي قدما في خطة تطهير "جبل الحلال" في سيناء الذي يؤوي "عصابات مسلحة وإرهابيين". وأوضح المصدر الذي رفض أن يذكر اسمه، أن تلك المواجهة سيشارك فيها سلاحا المدفعية والطيران من أجل "حسم المعركة سريعا". ولفت إلى أن الجيش المصري سيمهل المسلحين فرصة لتسليم أنفسهم قبل أن يدك بؤرهم بعد أن يطلب إنزال النساء والأطفال من الجبال والكهوف حتى لا يتضرروا من العمليات العسكرية. وكانت المواجهة بين الجيش والمسلحين في سيناء دخلت مرحلة خطيرة بعد "عملية نوعية" أقدم فيها المسلحون على محاولة اغتيال قائد الجيش الثاني اللواء أحمد وصفي الأربعاء.