صرح الدكتور خالد عزب، مدير إدارة المشروعات الخاصة بمكتبة الإسكندرية، أن هناك مشروع سيبدأ لتوثيق جمعيه المهندسين المصريين ويهدف إلى فهرسة مقتنيات الجمعية وكذلك توثيق مبنى الجمعية، إضافة إلى إعداد مقترح لإنشاء متحف عن تاريخ الهندسة والمهندسين المصريين. وقال أيمن منصور، نائب مدير إدارة المشروعات الخاصة، إن الإدارة بدأت في الحصر الأولي لمقتنيات الجمعية التي تتضمن نسخة كاملة من كتاب وصف مصر ووثائق نادرة عن تاريخ الجمعية ومجموعة كتب فرنسية وانجليزية تعد من نوادر المطبوعات في مصر، فضلاً عن رسومات هندسية نادرة لمشروعات نفذت في مصر في القرن العشرين. وأضاف أن الجمعية أسست في يوم 3 ديسمبر 1920م، وهو اليوم الذي انعقدت فيه أولى جلسات مجلس إدارة الجمعية. وأوضح أن تاريخ الجمعية هو جزء أصيل من تاريخ مصر، مبينًا أنه على مر السنوات العديدة التي انقضت منذ تأسيس الجمعية، كانت ولا تزال عضوًا بارزًا وحيويًا في الساحة الوطنية، وتعتبر مواقفها المرموقة في شتى المناسبات القومية ترجمة صادقة للأهداف السامية التي أنشئت من أجلها، وعملاً دائبًا لتحقيق هذه الأهداف. ويعد الغرض الأسمى الذي أنشئت من أجله الجمعية هو العمل في الميدان العلمي والثقافي للهندسة عن طريق مباشرة الدراسات والبحوث الهندسية والعلمية والتطبيقية، وتشجيعها ونشرها بما يحقق التقدم العلمي الهندسي في مختلف التخصصات، وتنظيم الندوات في مختلف الفنون الهندسية، ومباشرة النشر العلمي وإصدار ما يتطلبه ذلك من مجلات وإصدارات أخرى، وتشجيع التأليف والأبحاث، ونشر المحاضرات والرسائل في مختلف فروع الهندسة، وعقد المؤتمرات الهندسية في مصر، والاشتراك فيما يعقد منها بالخارج، والاتصال بالجمعيات والهيئات الهندسية الأجنبية بغرض التعاون العلمي وتبادل البحوث، وإنشاء مكتبة تحوي الكتب والمجلات الهندسية الهامة. ودأبت الجمعية منذ تأسيسها على تحقيق هذه الأهداف، فحتى قبل تأسيس دارها بالقاهرة، كانت الجمعية تعقد اجتماعاتها وندواتها وتقدم دراساتها العلمية في دار الجامعة المصرية، وفي المعهد العلمي المصري، وفي الجمعية الجغرافية، وغيرها من القاعات الهامة. ويحرص مجلس إدارة الجمعية على أن يخصص جانباً هامًا من اجتماعاته لمناقشة المشروعات الهندسية الوطنية، كما أن الجمعية تفتح أبوابها للخبراء المصريين وللأساتذة الأجانب كي يدلوا بآرائهم ويعرضوا ما لديهم من وجهات نظر في مختلف الأنشطة الهندسية والصناعية. جدير بالذكر أن الجمعية تؤدي رسالتها الثقافية متعاونة مع جمعياتها التخصصية في مختلف فروع الهندسة؛ وفي مقدمتها جمعية المهندسين المدنيين، وجمعية مهندسي الري، وجمعية المهندسين الميكانيكيين، وجمعية مهندسي الكهرباء والإلكترونيات، وجمعية المهندسين المعماريين، وجمعية التخطيط، وجمعية الهندسة الإدارية، وجمعية المهندسين الكيميائيين، وجمعية مهندسي المناجم والبترول. وتقوم الجمعيات الهندسية التخصصية بتأدية رسالتها على الوجه الأكمل بالتنسيق مع الجمعية الام، و بما يحقق الأغراض المرجوة والأهداف المنشودة. وعلى سبيل المثال، عقدت الجمعية الأم والجمعيات التخصصية في عام 1994 حوالي 30 حلقة دراسية، و19 ندوة علمية و8 لقاءات لمناقشة القضايا القومية، ومؤتمراً دوليًا (المؤتمر الدولي الخامس للخرسانة المسلحة في الدول النامية)، كما تصدر مجلة جمعية المهندسين المصرية، ومجلة جمعية المهندسين الميكانيكيين، ونشرة جمعية المهندسين المدنيين، ونشرة جمعية المهندسين الكيميائيين. ويعد من أهم ثمار هذه الأنشطة خلق جيل من المهندسين المصريين الذين يعتبروا بكل المقاييس أنداداً لزملائهم المهندسين في الدول المتقدمة، بل ويتفوقون عليهم في بعض المجالات، لأنهم يعملون أحيانا في ظروف قاسية وبالغة الصعوبة مما يضيف إلى خبراتهم الهندسية صلابة العود والإصرار على مجابهة كافة المشكلات والتحديات والإيمان بتحقق الهدف مع العزيمة والإصرار.