رواية ممتلئة بالألم والدموع ومتشحة بالكآبة وترتدي ثوب الأحزان، هي تلك الرواية التي أصدرتها دار العبيكان للطباعة والنشر، وهي رواية سفينة الموت لمؤلفها محمد آل مشوط، وتحكي تفاصيل غرق العبارة المشؤومة، وتقدّم دراما للحدث تستمر منذ اللحظات السابقة لغرقها وحتى غرقها بالكامل. وفي رواية سفينة الموت يحكي الصحفي السعودي محمد آل مشوط بأسلوب شيق تفاصيل عاشها بنفسه خلال غرق العبارة، ويذكر آل مشوط أن سبب خروج الرواية للنور في هذه الفترة هو ثورة 25 يناير حيث سقط نظام مبارك وهو ما جعل الكثير من الوثائق التي لم يكن من الممكن أن تظهر في أثناء وجوده-تظهر على السطح لتكشف الكثير من وقائع غرق العبارة مبررًا ذلك بأن مالك العبارة ممدوح إسماعيل هو أحد رموز النظام السابق، ويقدّم الكاتب وصفًا مفصلاً لغرق العبارة وما عاشه على متنها، وكذلك لحظات احتراقها وسقوطه في الماء بين الناجين ومن فارقوا الحياة ليعيش القارئ داخل الحدث وكأنه يشاهده ويعرف تسلسل الأحداث وكأنه أحد ركاب السلام 98. ويفجّر آل مشوط مفاجأة داخل روايته حيث يذكر تفاصيل لقائه بالرئيس المخلوع حسني مبارك قبل غرق العبارة وكذلك اتصاله به بعد نجاته من الحادث، كما ألقى الكاتب الضوء على حادثة هروب القبطان وتركه السفينة لتغرق وحدها. آل مشوط يقدّم قصة واقعية عاشها بذاته في قالب قصصي يقدّم التسلية في نفس الوقت الذي يثير مشاعر الألم والرثاء في النفس. يُذكر أن عبارة السلام 98 اختفت في 2 فبراير 2006 على بعد 57 ميلاً من مدينة الغردقة المصرية على ساحل البحر الأحمر وأشارت التقارير الأولية عن بعض الناجين من الحادثة إلى أن حريقًا نشب في غرفة محرك السفينة وانتشر اللهيب بسرعة فائقة، وانتشرت العديد من الفرضيات حول أسباب الغرق، وقد تضاربت الأقوال حول مكان اشتعال النيران، حيث قالت مصادر إن النيران اشتعلت في غرفة المحركات بينما قالت مصادر أخرى إن النيران اشتعلت في المخزن وتمت مكافحتها ومن ثم اشتعلت مرة أخرى، وقد تمت المكافحة باستخدام مضخات تقوم بسحب مياه البحر عبر الخراطيم إلى داخل السفينة وكانت مضخات تنشيف السفينة التي تقوم بسحب المياه من داخل السفينة إلى خارجها لا تعمل- كما هو مبين في تسجيل الصوت لطاقم الملاحين في غرفة القيادة الذي انتشر بشدة- وأدى ذلك إلى اختلال توازن السفينة بسبب تجمع مياه المكافحة على جنب واحد مما أدى إلى انقلابها ومن ثم غرقها، وبعد مرور 6 سنوات على حادث غرق العبارة السلام 98 تأتي رواية سفينة الموت لتروي التفاصيل بشهادة شاهد عيان على الأحداث.