ألقت الأحداث الساخنة في ميدان التحرير وبعض ميادين أم الدنيا ، بظلالها على كرة القدم المصرية على الرغم من توقف مسابقة الدوري الممتاز بسبب مشاركة المنتخب الأوليمبي في بطولة الأمم الإفريقية للفرق الأوليمبية المؤهلة لدورة لندن الأوليمبية 2012، كانت معارك الكر والفر بعيدة عن الملاعب وأماكن إقامة المعسكرات ، لكن الخوف سيطر على الأجهزة الفنية من تعرض أي من اللاعبين أو الإداريين للخطر أثناء ذهابهم وعودتهم في الطريق، وهو ما أجبر بعضهم علي إلغاء المعسكرات التى كان مقررا إقامتها خارج القاهرة، وتأجيل بعض المباريات الودية أو الإعتذار عن عدم خوضها حرصا علي سلامة أرواحهم . ففي محافظة الإسماعيلية كانت الأوضاع مشتعلة ، وهو ما أجبر الجهاز الفني للإسماعيلي بقيادة محمد جابر إلي إتخاذ قرارا بإلغاء مباراة الدراويش الودية أمام بتروجيت والتى كانت مقرره الخميس الماضي ، بعد تأزم الموقف الأمني لدرجة وصلت إلي قيام مجهولين بإشعال النار داخل نادي السكة الحديد للمرة الثانية علي التوالي ، وكأن سوء الحظ يلاحق االدراويش فقد كانت مباراة الإسماعيلي أمام الداخلية مهددة بالإلغاء لأنها كانت مقامة في ملعب الشرطة بالعباسية، وكانت هناك مخاوف من حدوث احتكاكات بجوار الملعب ، لأنه يتبع لوزارة الداخلية، لكن تم إنقاذ الموقف بنقل المباراة إلي الملعب الفرعي لإستاد القاهرة. ولم يكن فاروق جعفر المدير الفني لطلائع الجيش ، أسعد حظا من سابقه حيث وقع في مأزق عندما وجد نفسه - فجأة - مطالبا بإيجاد بديل لمعسكر الإسكندرية الملغي، والذى كان من المفترض أن يواجه خلاله فريق سموحة في لقاءين وديين بالإضافة إلي 4 مباريات أخري ، وحالت الأوضاع الأمنية السيئة في الإسكندرية دون حدوث ذلك ،خاصة في منطقة سموحة المشتعلة ، مما أجبر جعفر علي تأجيل السفر ثم إلغاء المعسكر بعد ذلك ، وتعويضا له قرر جعفر إقامة خمس مباريات ودية أمام البنك الأهلي والمقاولون العرب والشرطة والأهلي وبتروجيت. بينما تدارك شوقي غريب المدير الفني لفريق سموحة ، الموقف سريعا بعد إلغاء مباراتى الجيش التى كان يعتمد عليهما كمحطة مهمة في الإعداد أثناء فترة التوقف، واتخذ قرارا بالسفر إلي القاهرة ولعب مباراة ودية أمام الشرطة ، مع تجهيز بديل بالاتفاق مع أحد أندية الدوري الممتاز إذا تعثرت رحلة الفريق إلي فلسطين لمواجهة المنتخب العربي الشقيق وديا. وعلى الرغم من عدم تعرض فريق وادي دجلة لأية أضرار بسبب الانفلات الأمني إلا أن المدير الفني البلجيكي والتر ميوس أبدي قلقه من احتمال تأجيل الدوري الممتاز لأجل غير مسمي نتيجة الأوضاع الأمنية غير المستقرة، وأبدى تخوفه من أن الأحداث التي تمر بها مصر حالياً قد تدفع اتحاد الكرة لاتخاذ قرارا بتأجيل مباريات الدوري مرة أخري أسوة بأحداث يناير، مؤكداً أن قرارا مثل هذا سيعيد جميع الفرق لنقطة الصفر. من جانبه فكر أنور سلامة المدير الفني لفريق الجونة ، إنهاء معسكر الفريق المقام في مدينة 6 أكتوبر والعودة إلي الغردقة حيث الهدوء لاستكمال فترة الإعداد أثناء فترة توقف الدوري ، لكنه فى نهاية الأمراستقر علي البقاء في القاهرة لأن السفر بعيدا عن العاصمة يعني عدم القدرة علي خوض مزيد من المباريات الودية نظرا لبعد ملعب الجونة المتواجد في الغردقة عن باقي المحافظات ، وبالتالى يتعذر على أى فريق أن يسافر لإقامة مباراة ودية مع الجونة. ولم يكن الأهلى أفضل حظا من الأندية الأخرى خاصة وأن ملعب التتش بالجزيرة قريب جدا من ميدان التحرير، بالإضافة إلى أن معظم اللاعبين يمرون على الميدان أثناء ذهابهم وعودتهم من التدريبات، لكن المدير الفنى مانويل جوزية شجع اللاعبين على الحضور وإستكمال البرنامج التدريبى للفريق واستغلال فترة توقف الدورى فى إقامة عدد من المباريات الودية يتم خلالها الدفع ببعض العناصر الشابة بجانب عودة المصابين وخاصة محمد بركات الذى غاب عن الملاعب قرابة ثلاثة شهور.