في إطار زيارة رسمية لمصر تجريها لأول مرة، تبدأ أودرى أزولاي رئيس منظمة الاممالمتحدة للتربية والعلوم والثقافة "اليونسكو"، يرافقها د. خالد العناني، وزير السياحة والآثار، زيارة ميدانية إلى الإسكندرية، اليوم الأحد، لتفقد عدد من المواقع الأثرية المفتوحة للزيارة في المحافظة. وتأتي زيارة أزولاي عقب مشاركتها في الاحتفال بنقل المومياوات الملكية من المتحف المصري في القاهرة إلى المتحف القومي للحضارة المصرية، مساء أمس، ومن المقرر أن تستمر زيارتها الأممية إلى مصر حتى غداً الاثنين وهي أول زيارة رسمية إلى البلاد. وأوضح د. مصطفى وزيري، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، إن الزيارة تشمل تفقد مشروع الترميم ودرء الخطورة في المعبد اليهودى (الياهو هانبى)، المسجل في عداد الآثار الإسلامية والقبطية واليهودية بالإسكندرية بالقرار رقم 16 لسنة 1987، الذي خضع لمشروع ترميم ودرء خطورة بتكلفة 68 مليون جنيه. كما تشمل تفقد مشروع حماية قلعة قايتباي الذى تنفذه حاليا الهيئة المصرية العامة لحماية الشواطئ بتكلفة تبلغ 267 مليون جنيه، وجرى انتهاء حوالي 80% من الأعمال الجارية. ومن جانبه، قال الدكتور حسام عبد الباسط، مدير عام الآثار الإسلامية والقبطية واليهودية في الإسكندرية والساحل الشمالي، إن المعبد اليهودى يضم 28 عمودًا من الأعمدة الضخمة شاهقة الارتفاع ومقسم لخمس أروقة أكبرها أوسطها والطابق الثاني يشغله مصلي السيدات وهيكل المعبد مشيد من الرخام ينتصفها الدولاب المقدس، ويغلق عليه ضلفتين من الخشب عليها كتابات محتواها الوصايا العشر لموسى عليه السلام، كما يحمل بداخلة أسفار التوراة وعددها 63 سفرا ويتوج الهيكل سياج خشبي يتدلى منة قناديل من الفضة، وبالمعبد صفوف من المقاعد الخشبية مخصصة لجلوس المصلين وتحمل أسماء لعدد من الأشخاص ويشغل الحوائط عدد من النوافذ غطيت بزجاج معشق ملون، وأثناء الترميم اكتشف أساسات جدران وشواهد أثرية للمعبد القديم والذي يرجع لسنة 1385. وأُجريت لأعمال على يد خبراء الترميم بالوزارة ومن ميزانية الدولة، حيث جرى ترميم 25 شمعدانات و15 نجفة والمذبح والمصلى والأسفار ولفائف التوراة، فضلًا عن الزخارف والعناصر الخشبية والنحاسية ونظم الإضاءة والتأمين والإنذار، مشيرا إلى أن مشروع الترميم ودرء الخطورة شمل الأعمال التدعيم الإنشائي للمبني والترميم المعماري والدقيق للواجهات الرئيسية والحوائط المزخرفة، حسبما ذكر وأضاف عبدالباسط في تصريح صحفي له. وتبلغ المساحة الإجمالية للمعبد 4200 متر، مكون من طابقين، طابق للرجال والثاني للسيدات، ويحتوي على مكتبة مركزية قيمة يعود تاريخها إلى القرن الخامس عشر من الميلاد، كما يضم صفوفاً من المقاعد الخشبية تسع 700 شخص، وصناديق من الرخام مخصصة لجمع التبرعات وعدد من المكاتب الخدمية الخاصة بالطائفة اليهودية. يتمثل الهدف من الزيارة، في الاحتفاء بتراث البلاد الذي يكتنز ثراء تاريخياً عريقاً، ودعم الجهود الرامية إلى صونه والحفاظ عليه، ولا سيما لمواجهة التحديات التي تضم التنمية الحضرية وتطوير قطاع السياحة على نحو مستدام. يُذكر أنه تم افتتاح معبد "إلياهو هانبي" اليهودي، في يناير من العام الماضي، بعد الانتهاء من أعمال ترميمه وتطويره التي استمرت لما يقرب من العامين، والذي يُعد ويعد من أقدم وأشهر المعابد اليهودية في مصر، وشيدته الجالية اليهودية في مصر عام 1354م، وتعرض إلى التدمير أثناء الحملة الفرنسية على مصر بقيادة نابليون بونابرت، وأعيد بناؤه مرة أخرى سنة 1850م في عهد الوالي عباس حلمي الأول، ومن بعدها أعيد بناؤه أكثر من مرة، آخرها بعد الحرب العالمية الأولى.