كشفت عمدة باريس آن هيدالغو مجددًا، عن خطة تحويل جادة الشانزيليزيه الشهيرة إلى حديقة استثنائية، والتي ستتكلف 250 مليون يورو، وذلك بعد أن فقد الشارع الذي يعد أحد أهم معالم العاصمة الفرنسية بريقه خلال الثلاثين عامًا الماضية. ووِفقًا للخطة، التي كشف عنها لأول مرة عام 2019، سيتم تحويل كيلومترين من الشارع الواقع في وسط باريس إلى "حديقة استثنائية". ورحبت "لجنة الشانزليزيه" بإعلان عمدة باريس، وقالت في بيان: "الباريسيون تخلوا تدريجيًّا عن الشانزليزيه، كما تعرضت المنطقة للعديد من الأزمات المتتالية: السترات الصفراء والإضرابات والوضع الاقتصادي". وعقدت اللجنة مشاورات عامة حول ما يجب القيام به، وتشمل الخطط تقليص المساحة المخصصة السيارات بمقدار النصف، وتحويل الطرق إلى مناطق خضراء للمشاة، وإنشاء "أنفاق من الأشجار" لتحسين جودة الهواء. وتشمل الخطط أيضا إعادة تصميم "بلاس دي لا كونكورد" الشهير، أكبر ساحة في باريس، في الطرف الجنوبي الشرقي من الشارع، الذي وصفه مجلس المدينة بأنه "أولوية البلدية". وأفادت صحيفة "لي جورنال دو ديمانش"، نقلًا عن هيدالغو، بأن المشروع جزء من عدة مشاريع تهدف إلى تطوير المدينة، قبل وبعد عام 2024، بما في ذلك تحويل المنطقة المحيطة ببرج إيفل إلى حديقة كذلك. ويشير اسم الشانزليزيه إلى الجنة اليونانية الأسطورية "حقول الإليزيه"، وقام أندريه لو نوتر بستاني لويس الرابع عشر، بتصميم المتنزه الواسع الذي تصطف على جانبيه أشجار الدردار، وكان يطلق عليه "غراند كورس". وتم تغيير اسمه إلى الشانزليزيه عام 1709 مع توسيع مساحته، وبحلول نهاية القرن أصبح مكانًا شهيرًا للنزهة. وللمكان قيمة معنوية ووطنية، فقد احتفل الفرنسيون بالتحرر من الاحتلال النازي في الشانزليزيه عام 1944. ويشتهر الشانزيليزيه اليوم بمقاهيه ومتاجره الفاخرة، ومحلات بيع السيارات الراقية، وتعد الإيجارات التجارية به من بين أعلى المعدلات في العالم، كما يقام فيه العرض العسكري السنوي في يوم الباستيل. وقال المهندس المعماري فيليب تشيامباريتا، الذي وضعت شركته خطط التغيير، إن من بين 100 ألف من المشاة في الشارع كل يوم كان هناك 72 بالمئة من السياح، و22 بالمئة من الذين يعملون هناك. وأضاف أن الطريق السريع المكون من 8 حارات يستخدمه ما معدله 3 آلاف مركبة في الساعة، مما يجعله أكثر تلوثا من طريق بيريفيريك الدائري المزدحم حول العاصمة الفرنسية. وأشار تشيامباريتا إلى إن الشانزليزيه "لخّص المشاكل التي تواجهها المدن في جميع أنحاء العالم، كالتلوث ومواقف السيارات والنزعة الاستهلاكية، ويحتاج إلى إعادة تطوير ليكون صديقا للبيئة ومرغوبًا وشاملًا".