"الربيع البرازيلى" يُهدد حلم السامبا فى استضافة مونديال 2014

باتت المظاهرات المليونية، التى تشهدها البرازيل فى الوقت الحالى، احتجاجاً على تدهور الأوضاع الاجتماعية، وزيادة الضرائب على أسعار تذاكر وسائل المواصلات العامة، وسوء الخدمات على مستوى الصحة والتعليم، بالإضافة إلى التكاليف الباهظة التى تتكبدها خزينة الدولة، للانتهاء من تشييد المنشآت الرياضية، قبل استضافة المونديال، تشكل مأزقاً كبيراً للدولة المستضيفة لبطولة كأس العالم المقرر إقامتها العام المقبل.
ونجحت المظاهرات والاحتجاجات التى عمت أكثر من 100 مدينة برازيلية، وأسفرت عن سقوط العشرات ما بين قتيل وجريح، فضلاً عن اعتقال المئات من النشطاء، فى خطف الأضواء من منافسات بطولة كأس العالم للقارات المقامة حالياً، والتى تشكل اختباراً حقيقياً وتحدياً خطيراً لبلاد السامبا، قبل تنظيم الحدث الكروى الأول فى العالم.
ويرى الشعب البرازيلى، أن الدولة تنفق الأموال على البنية التحتية الرياضية، لاستضافة كأس العالم، فى الوقت الذى تتجاهل فيه مطالبهم بتحسين الخدمات المتهالكة فى البلاد، وأبرزها الصحة، ولعل الأنباء التى ترددت حول إمكانية إيقاف منافسات البطولة، لتدهور الأوضاع الأمنية، واقتراب المظاهرات من الملاعب المستضيفة للمباريات، قبل أن يسارع الاتحاد الدولى بنفى تلك الأنباء، يدق ناقوس الخطر، حول إمكانية إقامة النسخة المقبلة من المونديال بالبرازيل.
يأتى هذا فى الوقت الذى أطلت فيه أجهزة الشرطة الخاصة بولاية "ميناس جيرايس" البرازيلية، تحذيراً شديد اللهجة للسائحين، بشأن مخاطر قد يتعرضون لها، فى ظل توالى اندلاع أعمال الشغب.
إستمرار الاحتجاجات، وتصاعد أعمال العنف فى البرازيل، قد يدفع الفيفا فى وقت ما، لسحب تنظيم المونديال من الدولة الواقعة فى قارة أمريكا الجنوبية، لاسيما وأن الاتحاد الدولى يضع سلامة المنتخبات المشاركة واللاعبين فى المقام الأول، خاصة وأن تقارير إعلامية قد أشارت فى وقت سابق إلى رغبة المنتخب الإيطالى فى الانسحاب من منافسات كأس العالم للقارات، حرصاً على سلامة أسرهم، قبل أن ينفى الاتحاد الدولى هذا الأمر أيضاً.
ويشكل الأمن عاملاً جديداً ضمن العوامل التى سبق وأن هدد الفيفا على إثرها بسحب تنظيم المونديال من البرازيل، مثل التأخر فى الانتهاء من تشييد الملاعب والمنشآت الرياضية اللازمة لاستضافة البطولة.
كما أن هذه الأحداث قد تدفع البرازيل للاعتذار عن استضافة المونديال، مثلما فعلت كولومبيا عام 1986، عندما منحت اللجنة التنفيذية للاتحاد الدولى، كولومبيا شرف تنظيم المونديال فى التاسع من يونيو عام 1974، وعلى الرغم من ذلك فقد انسحبت كولومبيا من التنظيم بسبب مشاكل مالية كانت تعانى منها الدولة.