تفاوتت نتائج الفرق العربية في الجولة الثانية من منافسات دوري ابطال اسيا لكرة القدم التي شهدت حضورا سعوديا لافتا بثبات مستوى اهلي جدة وعودة التوازن الى الهلال، وسقو ط العين الاماراتي اول بطل للمسابقة في المطب الايراني الذي نجح الغرافة القطري في تخطيه ببراعة. وللعرب علاقة قوية مع هذه البطولة بحلتها الجديدة فاحتكروا القابها الثلاثة الاولى، عبر العين في 2003، والاتحاد السعودي في 2004 و2005، قبل ان تنتقل السيطرة الى شرق آسيا بواسطة الفرق الكورية الجنوبية واليابانية، لكن السد القطري اعادها عام 2011 الى الغرب على حساب شونبوك الكوري. افلت اللقب من الفرق العربية، وتحديدا السعودية مرتين وذلك لمصلحة فريقين من كوريا الجنوبية، الاولى عام 2009 حين خسر الاتحاد امام بوهانغ ستيلرز (1-2)، والثانية في 2012 بسقوط الاهلي امام اولسان (صفر-3). يغيب الاتحاد عن البطولة القارية هذا العام نتيجة تواضع نتائجه المحلية في الموسم الماضي، لكن فرق الاهلي والهلال والشباب تمثل الفرق السعودية الباحثة عن اضافة لقب جديد الى سجلاتها. الاهلي الذي قدم عروضا قوية في النسخة الماضية أهلته للوصول الى المباراة النهائية قبل ان يسقط امام اولسان بثلاثية لعب عامل الخبرة دورا كبيرا فيها، بدأ على المنوال ذاته هذا العام فحصد العلامة الكاملة حتى الان بجمعه ست نقاط من فوزين على الغرافة في الجولة الاولى، وامس على مضيفه النصر الاماراتي في الثانية، ليؤكد انه عاقد العزم هذه المرة ايضا على الوصول الى الادوار المتقدمة، لا بل للمنافسة على اللقب بعد ان اكتسب لاعبوه الخبرة الضرورية لخوض غمار البطولة. ويدين الاهلي بفوزه الثاني الى هدافه العماني الدولي عماد الحوسني الذي خطف هدفين وكان بامكانه اضافة الثالث، والذي يقدم مع البرازيلي فيكتور سيموس مستويات تضع الاهلي في مصاف الفرق المرشحة بقوة للقب. مدرب اهلي جدة، الصربي الكسندر ايليتش، الذي خلف التشيكي كاريل ياروليم قبل نحو اسبوعين علق على الفوز قائلا "عانينا من بعض المشكلات رغم الفوز، حيث ارتكبنا أخطاء كثيرة يجب أن نعالجها في المستقبل"، مضيفا "قدم اللاعبون مستوى جيدا وقاتلوا للعودة في المباراة واستحقوا الفوز". وتابع "مشكلتنا الرئيسية هي إهدار العديد من الفرص خلال الشوط الثاني". مدرب النصر، الايطالي والتر زينحا، اعتبر ان فريقه كان يستحق التعادل بقوله "كنا نستحق التعادل خاصة وأننا قدمنا مستوى جيدا ولعبنا بروح قتالية رغم النقص العددي"، وتابع "أتمنى أن نكون محظوظين في المباريات المقبلة، وأنا واثق من أن اللاعبين سيستعيدون توازنهم، فأعتقد أننا لا زلنا قادرين على المنافسة من أجل الفوز بإحدى بطاقتي التأهل عن المجموعة". التحول الابرز كان في الرياض حيث نفض الهلال عنه غبار الخسارة القاسية امام مضيفه العين في الجولة الاولى بثلاثة اهداف مقابل هدف، وتغلب على الريان القطري بنتيجة مماثلة وضعته على الطريق الصحيح في المنافسة ليس فقط على احدى بطاقتي التأهل الى الدور الثاني، بل الى ابعد من ذلك. وليس هذا فقط، بل ان المباراة كشفت استعادة نجميه ياسر القحطاني (سجل هدفين) ومحمد الشلهوب (سجل هدفا) بعضا من بريقهما السابق، فكانا على الموعد لاعادة الفريق الى توازنه في الوقت المناسب. وابدى مدرب الهلال، الكرواتي زلاتكو داليتش، ارتياحه لاداء الفريق امس قائلا "قدمنا مباراة رائعة توجت بتحقيق نتيجة جيدة، لقد طبق اللاعبون تعليماتي جيدا خاصة في الشوط الثاني". واضاف "انا راض عن مستوى اللاعبين رغم انهم اهدروا العديد من الفرص، فنحن نمتلك هجوما جيدا لكن يجب ان نعمل اكثر على الجانب الدفاعي". اما الاوروحوياني دييغو اغويري مدرب الريان فاعتبر ان فريقه "لم يكن محظوظا امام الهلال"، مشيرا الى ان "يجب ان يقاتل الريان حتى النهاية لان فرصته الان ليست كبيرة". وعاد الشباب السعودي من ابو ظبي بتعادل مع الجزيرة بهدف لكل منهما، بعد ان كان تغلب على القطري بهدفين لهدف في الجولة الاولى، ويتساوى باربع نقاط مع تراكتور سازي تبريز الايراني في المجموعة الاولى. العين الذي كان اول من دون اسمه في سجلات البطولة بنظامها الجديد باحرازه اللقب عام 2003 لم يكن في قمته امام الاستقلال الايراني بسقوطه بهدفين نظيفين على ملعب ازادي الشهير في طهران. كان اداء العين عاديا خصوصا في الشوط الثاني امس، وبدا تراجع مستوى بعض لاعبيه وهبوط معدل لياقتهم البدنية اضحا وفي مقدمتهم صانع الالعاب الموهوب الدولي عمر عبد الرحمن، افضل لاعب في "خليجي 21"، والذي يتردد انه محط اهتمام العديد من الاندية الاوروبية العريقة. لكن العين اصطدم بفريق ايراني قوي نال ثناء مدرب الفريق الاماراتي، الروماني كوزمين اولاريو، الذي قال ""اذا لعب الاستقلال بمثل هذا المستوى في باقي المباريات فإنه سيحرز اللقب". وتابع "هذه الخسارة صعبة، حيث قدمنا كرة قدم جميلة ولكن الاستقلال لعب بصورة رائعة وحقق النتيجة المطلوبة". الشباب، الممثل الرابع للامارات، خسر امام ضيفه باختاكور الاوزبكي بهدف للاشيىء ضمن المجموعة الاولى التي يتذيلها من دون اي نقطة حتى الان. الغرافة القطري حقق في المقابل نتيجة جيدة بفوزه على ضيفه سيباهان اصفهان الايراني بثلاثة اهداف مقابل هدف عوض بها خسارته امام اهلي جدة في الجولة الاولى. مدرب الغرافة حبيب الصادق اشاد بعودة فريقه الى اجواء المباراة بعد تأخره قائلا "رغم أننا تأخرنا في النتيجة بوقت مبكر، فان اللاعبين أظهروا تصميما جيدا على الفوز"، مضيفا "قدمنا مستوى جيدا، حيث كنا نسعى للتسجيل، وفي ذات الوقت أوقفنا الفريق المنافس من بلوغ مرمانا". واضاف "استراتيجيتنا تقوم على تحقيق الفوز في المباريات التي تقام على أرضنا وهذا ما فعلناه، وهذه النتيجة ستمنحنا دفعة في المستقبل". وفضلا عن الغرافة والريان والجيش، يمثل قطر ايضا في البطولة فريق لخويا بطل الدوري المحلي في الموسمين الماضيين، والذي عاد من الدمام بتعادل سلبي مع الاتفاق السعودي في المجموعة الثانية التي يحتل فيها المركز الثاني خلف باختاكور بعد ان كان اسقط الشباب الاماراتي في الجولة الاولى.