بدأت شركة النفط البريطانية الهولندية "رويال شل"، العمل في بناء سفينة "بريليود" العملاقة في مصنع جيوج للسفن في كوريا الجنوبية. ويعتبر هذا المصنع من المصانع القليلة عالمياً القادرة على استيعاب بريليود التي حين يتم بناؤها ستكون أكبر محطة بحرية طافية في العالم - أطول من أربعة ملاعب كرة قدم وتزيح من الماء ستة أمثال ما تزيحه أكبر حاملة طائرات في العالم، وفقا لصحيفة "الاتحاد". تهدف شل من هذا المشروع إلى استغلال حقول الغاز البحرية المتناثرة ونقل الغاز المتزايد الطلب عليه إلى عملاء دون الحاجة إلى عمليات المعالجة في محطات ساحلية قبل التصدير. يشترك في بناء سفينة بريليود شركتا تكنيب وسامسونج للصناعات الثقيلة، ومن المخطط سحبها وإرساؤها في حوض براوز الذي يبعد 200 كيلو متر عن ساحل استراليا الجنوب غربي. وابتداءً من عام 2017 ينتظر أن توفر السفينة الغاز الطبيعي بكمية تساوي أكثر مما تحتاجه هونج كونج حالياً من الغاز. من المخطط أن تكون شل أول شركة تقدم محطة غاز طبيعي مسال عائمة وتحرص الشركة على الاستفادة من ميزة هذه المبادرة السباقة في هذا المجال. غير أن هناك شركات نفط كبرى أخرى تسعى إلى تطوير محطات الغاز الطبيعي المسال العائمة لتلبي طلباً على هذا الوقود يتوقع أن يتزايد عالمياً، والذي يجب أولاً تبريده تحت درجة حرارة - 162 درجة مئوية ما يسمح بنقله اقتصادياً في ناقلات بحرية مخصصة لهذا الغرض. وكانت شركة اكسون موبل المنافسة قد قدمت أيضاً طلباً في شهر أبريل بتطوير حقل غاز سكاربورو في حوض كرنارفون قبالة ساحل أستراليا الجنوب غربي باستخدام محطة غاز طبيعي مسال عائمة. من المخطط أن تكون محطة إكسون البالغ طولها 495 متراً أطول من ارتفاع مبنى الإمباير ستيت في نيويورك. ورغم أنها ستكون أطول من بريليود بسبعة أمتار، إلا أنها ستعتبر أكبر محطة بحرية في العالم. ولن يتخذ قرار استثمار نهائي من قبل إكسون وشريكها بي إتش بي بيليتون إلا في عام 2014 على أحسن تقدير. غير أنه إن تم هذا المشروع فمن المخطط أن ينتج ما يتراوح بين ستة ملايين وسبعة ملايين طن غاز طبيعي مسال سنوياً مقارنة مع 3.6 مليون طن غاز إضافة إلى 1.7 مليون طن من الغاز البترولي السائل والمكثفات الغازية، المنتظر أن تنتجها بريليود. وفقا للعربية نت ". ولا تزال التعقيدات الهندسية لتطوير وتشغيل وحدات محطة الغاز الطبيعي المسال العائمة خاضعة للتجارب، حيث صممت بريليود على سبيل المثال بحيث تستوعب ربع المساحة التي تشغلها محطات الغاز الطبيعي المسال الساحلية. كما صممت بحيث تتحمل الأمواج العالية والإجهادات التي يسببها إعصار من الفئة الخامسة على هيكلها وسوائلها المخزنة. وقال نيل جيلمور مدير عام محطات الغاز الطبيعي المسال في شل: «لم يسبق صنع هذا من قبل». وأضاف: «كان علينا البحث عن طرق لملاءمة تقنيتنا مع الأحوال البحرية». ورغم تعقيدات بريليود وتكاليفها التي تقدر ابتداءً بحوالي 11.5 مليار دولار قابلة للزيادة، تشير كل من شل واكسون إلى ما يمكن أن توفره من نفقات وتقلله من التأثير البيئي مقارنة بمحطات التسييل الساحلية. فحسب شل تتجنب المحطة البحرية ضرورة وجود منصات انضغاط وخطوط أنابيب طويلة بالإضافة إلى الاستغناء عن عمليات توسيع وتمهيد وبناء المراسي لاستيعاب ناقلات الغاز الطبيعي المسال البحرية - فضلاً عن تجنب الارتباك الذي يسببه بناء محطات تسييل ساحلية. كما أن محطات الغاز الطبيعي المسال العائمة التي ينفق معظم استثمار تصنيعها في اقتصادات ذات أجور منخفضة بعيداً عن وجهات السفن، يمكن أيضا أن تساعد على التغلب على تضخم التكاليف الذي أضر بتطوير بعض مشاريع الغاز الطبيعي المسال الأسترالية الأخرى في السنوات القليلة الماضية. ولذلك فإن نجاح تنفيذ مشروع بريليود على يد شل سيكون بمثابة حافز لشركة شل ذاتها ولمنافسيها على التحول إلى محطات إنتاج الغاز الطبيعي المسال العائمة في عدد من المواقع المقترحة الأخرى قبالة سواحل أستراليا وغيرها من الدول بما يشمل أندونيسيا وتيمور الشرقية والبرازيل وموزمبيق.