احتلت منطقة جنوب شرق آسيا في مركز الصدارة باعتبارها الوجهة الأولى والمفضلة للمغتربين لزيادة ثرواتهم وتحقيق الأرباح ، وذلك وفقاً لنتائج تقريرHSBC للخدمات المصرفية للمغتربين (HSBC Expat) الأخير حول الاستطلاع العالمي لآراء العملاء المغتربين (Expat Explorer Survey) ، والذي يعد أضخم استطلاع عالمي لآراء المغتربين. وأظهر الاستطلاع أن سنغافورة اعتلت قائمة الدول الاقتصادية المفضلة لدى المغتربين خلال العام الجاري ، والتي يتم من خلالها تصنيف الدول بالاعتماد على عدد من العوامل مثل مستويات الأجور ، والدخل المتاح والقدرة على شراء المقتنيات الثمينة وادخارها. وضمت قائمة العشر الاوائل أربع دول إضافية في المنطقة وهي تايلاند في المرتبة الثالثة، وهونغ كونغ في المرتبة الرابعة ، والصين في المرتبة السابعة وفيتنام في المرتبة العاشرة. وعلى الرغم من الأوضاع الاقتصادية العالمية المتقلبة ، فإن المغتربون في مناطق جنوب شرق آسيا يواصلون الاستفادة من فرص زيادة الأرباح ، حيث يوجد في سنغافورة أكبر نسبة من الرعايا المغتربين الأثرياء أكثر من أي بلد آخر. ويحقق 54٪ من المغتربين المقيمين في سنغافورة والذين شاركوا في الاستطلاع أرباحاً تزيد عن 200 ألف دولار سنوياً ، مقارنة بالمعدل الوسطي للاستطلاع العالمي والذي يبلغ 7٪ فقط. وعلاوةً على ذلك، فإن 80٪ من المغتربون المقيمون في سنغافورة شهدوا زيادةً في دخلهم الشخصي المتاح منذ انتقالهم إليها الامر الذي ينعكس في زيادة الأرباح عبر البلدان الآسيوية الأخرى ، حيث يستفيد المغتربون في هونغ كونغ والبالغ نسبتهم 79٪ ، وماليزيا بنسبة 72٪ والصين 69٪ من الزيادة في الدخل الشخصي منذ بداية انتقالهم إلى البلاد. ويعتبر استطلاع HSBC ، الذي يشهد عامه الخامس خلال 2012 ، هو أضخم استطلاع عالمي لآراء المغتربين ، حيث شمل آراء نحو 5339 مغترباً من 100 دولة تقريباً في جميع أنحاء العالم ، مما يجعله الاستطلاع الأكبر والأوسع منذ بداية اطلاقه وحتى الآن ، كما تعكس النتائج آراء المشاركين في الاستطلاع الذين يقيمون ويعملون في الخارج. وبالتعليق على نتائج الاستطلاع، قال دين بلاكبيرن، رئيس HSBC للخدمات المصرفية للعملاء المغتربين "يوفر الاستطلاع العالمي لآراء المغتربين (The Expat Explorer Survey) قدراً كبيراً من المعلومات والمصادرة ذات القيمة بالنسبة لمجتمع المغتربين، وخاصةً بالنسبة لأولئك الذين يتابعون توجهات حركة الهجرة وفرص تحقيق المكاسب من بلد إلى آخر. وتابع قائلاً "وبينما تحافظ مناطق جنوب شرق آسيا على مكانتها التاريخية كخيار مفضل لأولئك المغتربون الذين يسعون إلى تحسين نوعية حياتهم المعيشية، فنحن نرى أيضاً زيادة مطردة في مستويات ثروات المغتربين المتوجهة إلى المنطقة ، ويشير هذين العاملين معاً إلى أن المنطقة تتحول بسرعة لتصبح الوجهة المفضلة بالنسبة للمغتربين من كافة النواحي." المغتربون في منطقة الشرق الأوسط يظهرون مستويات عالية من الرضى وعلى الرغم من التوقعات القوية ، فإن الكثير من المغتربين في منطقة الشرق الأوسط يخططون للإقامة فيها على المدى القصير فقط حيث أظهرت آراء المغتربون في منطقة الشرق الأوسط مستويات عالية من الرضى بشأن أوضاعهم الاقتصادية بنسب تصل الي 90٪ في عُمان ، 89٪ في قطر ، 83٪ المملكة العربية السعودية ، 77% في الإمارات العربية المتحدة ، و68% في الكويت بالمقارنة مع المغتربين على مستوى العالم 59٪. وأفاد العديد بأن أوضاعهم المالية قد تحسنت على نحو أفضل ، بينما أفاد ثلثي المغتربين تقريباً عن تحسن عالي في مستويات دخلهم الشخصي المتاح منذ انتقالهم إلى بلدهم الحالي ، مقارنة بنسبة 52٪ فقط من المغتربين على مستوى العالم. وعلى الرغم من التوقعات المستقبلية الإيجابية ، فإن العديد من المغتربين يسعون بشكل كبير لمغادرة المنطقة ، حيث أن ثلث المغتربين تقريباً 34٪ في المملكة العربية السعودية ، 30٪ في قطر و29٪ في عُمان يسعون لإيجاد الفرصة المناسبة لمغادرة بلد إقامتهم الحالي للانتقال إلى بلد آخر أو للعودة إلى أوطانهم، مقابل 13٪ من المغتربين على مستوى العالم. ومع ذلك، فإن الرغبة بالمغادرة لا يبدو أنها تشير إلى عدم رضى المغتربين عن أوضاعهم الاقتصادية الراهنة ،وبدلاً من ذلك، فقد أظهر الاستطلاع بأن العديد من المغتربين الذين يتوجهون إلى المنطقة يحافظون على انتمائهم وارتباطهم بأوطانهم أكثر بكثير من المغتربين الآخرين بشكل عام بنسب تصل الي90٪ من المغتربين في قطر ، 90% في المملكة العربية السعودية ، 88٪ في الإمارات العربية المتحدة ، 87٪ في البحرين و77% في سلطنة عُمان ، وهذا يشير إلى أن العديد من المغتربين يسعون دائماً للانتقال إلى المنطقة لفترة محددة من الزمن ، وذلك بهدف الاستفادة من فرص تحقيق مستويات دخل عالية ، قبل انتقالهم إلى بلد آخر أو العودة إلى أوطانهم. المغتربون الأوروبيون في منطقة اليورو يفضلون البقاء والصمود في وجه العاصفة الاقتصادية أفاد المغتربون في مختلف أنحاء أوروبا بأنهم يشعرون بالتأثيرات السلبية للأزمة الاقتصادية العاتية التي تتعرض لها منطقة اليورو ، إلا أن أولئك الموجودون في إسبانيا يشعرون بتلك التأثيرات بشكل أكثر حدة. ومن المرجح أن أكثر من ثلث المغتربين المقيمين في إسبانيا 39٪ يرون بأن بلادهم تمضي في الاتجاه الخطأ مقارنة بالمتوسط العالمي الذي يقدر بنحو 19٪ وأكثر من نصف المغتربين 58٪ أفادوا بأن أوضاع البلد الذي يقيمون فيه تزداد سوءاً بالنسبة للمغتربين. وحتى إن لم تكن تلك التوجهات واضحة كما هي في إسبانيا ، فإن الشعور بأن الأوضاع الاقتصادية للبلاد آخذة بالسوء كمكان للعيش والعمل بالنسبة للمغتربين ينعكس بشكل مماثل في العديد من الدول الأوروبية الأخرى بما فيها المملكة المتحدة بنسبة 44٪ ، وهولندا 43٪ وفرنسا 33٪. أما بالنسبة لشعور المغتربين بالرضى والارتياح تجاه الأوضاع الاقتصادية السائدة في منطقة اليورو فهو لا يزال غير واضح بالمثل ، ففي حين أن أولئك المغتربين المقيمين في إسبانيا هم الأكثر ترجيحاً لإظهار عدم الرضى تجاه الأوضاع الاقتصادية الحالية للبلاد ، فإن المغتربون المقيمون في المملكة المتحدة وفرنسا من المرجح أيضاً أن يكونوا غير راضين عن الأوضاع الاقتصادية المحلية الحالية للبلاد. وعلى الرغم من الشعور بالتشاؤم تجاه الظروف الاقتصادية الحالية ، فقد أثبت المغتربون المقيمون في أوروبا بأنهم أكثر مرونةً وتحملاً لمشاكل منطقة اليورو بشكل عام ، وفي حين أن 13٪ من المغتربون على مستوى العالم يسعون بشكل جدي لإيجاد الفرصة المناسبة لمغادرة بلد إقامتهم الحالي ، فإن 74% من المغتربين المقيمين في إسبانيا لايسعون للمغادرة. كذلك أظهر المغتربون المقيمون في المملكة المتحدة وفرنسا نسباً مماثلة، حيث أبدى 71٪ و 69٪ من المغتربين على التوالي نيتهم بالبقاء (مقارنة ب 62٪ من المغتربين على مستوى العالم). وفيما يتعلق بالمغتربين المقيمين في ألمانيا فإن توجهاتهم تبدو مخالفة لتوجهات المغتربين في البلدان الأوروبية الأخرى ، فهناك 91٪ من المغتربين في ألمانيا يرون بأن الأوضاع الاقتصادية في بلادهم إما أنها آخذة بالتحسن نحو الأفضل أو أنها ستبقى على ما هي عليه ، مع وجود عدد مماثل من المغتربين الذين أبدوا رضاهم تجاه الأوضاع الاقتصادية الحالية 86٪ ، وعلاوةً على ذلك ، فإن غالبية المغتربين المقيمين في ألمانيا 61٪ يرون أن الأمور تتجه عموماً في الاتجاه الصحيح (مقارنة ب 37٪ من المغتربين على مستوى العالم) ويربطون ذلك بالاستقرار السياسي القوي في البلاد (67٪ مقابل 35٪ على مستوى العالم). وأضاف دين بلاكبيرن قائلاً: "على الرغم من بعض الضغوط التي يتعرض لها المغتربون في جميع أنحاء العالم ، فإن المغتربون المثقفون من الناحية المالية يقومون باتخاذ الاحتياطات اللازمة للتخلص من حالات عدم اليقين ، وهم أكثر قدرة على اكتشاف الفرص المناسبة لمساعدتهم في الصمود في وجه الأزمات والمضي قدماً في تعزيز وبناء مستقبلهم المهني." واضاف "وهذه هي السنة الخامسة التي نقوم فيها بإجراء استطلاع آراء المغتربين ولا تزال نوعية وعمق النتائج التي يتم استخلاصها من هذا الاستطلاع تشكل مصدراً هاماً للمعلومات بالنسبة لمجتمع المغتربين ، فإلى جانب كونه وسيلة تفاعلية للتواصل مع العملاء عن طريق الإنترنت ومصدراً موثوقاً ذو قيمة بالنسبة للمغتربين ، فهو يوفر لنا أيضاً رؤية واضحة ومتبصرة تساعدنا كمؤسسة في تقديم المشورة لأولئك العملاء الذين يسعون لتنمية وحماية ثرواتهم بينما يقيمون أو يعملون في الخارج ، وتسعى HSBC للخدمات المصرفية للمغتربين لتقديم المساعدة إلى عملائنا لتحقيق الاستفادة القصوى من كل الفرصة الجديدة المتاحة لهم أثناء عملهم أو إقامتهم في الخارج. "