أجمع خبراء التامين أن ما يشهده القطاع في الأونة الأخيرة من تخارج بعض المساهمين، واقبال مساهمين عرب وأجانب بشركات التأمين التكافلي، جاء نتيجة للنظرة المستقبلية لهذا القطاع. واكدوا ان المساهمين الأجانب لديهم القدرة الفنية التي تؤهلهم لذلك، بينما يحتاج المساهمين المصريين إلى استثمارات قصيرة الأجل، مثل ادوات الدين العام، والتي تسهم في حصولهم على عائد لحظي، . جاء ذلك عقب استحواذ شركة طوكيو مارين على 90% من هيكل المساهمين بشركتي نايل جنرال تكافل، ونايل فاملي، بجانب استحواذ شركة الدلتا اللبنانية على شركة سوليدرتي للتامين التكافلي، بجانب تغير هيكل المساهمين بشركة المصرية للتأمين التكافلي حياة. قال أحمد عارفين، العضو المنتدب بشركة المصرية للتأمين التكافلي – ممتلكات، ان المساهمين الأجانب لديهم النظرة المستقبلية الشاملة للقطاع خلال الفترة المقبلة، بخلاف ما يراه المساهمين المصريين بسوق التأمين المصري، لافتاً إلى أن السبب في ذلك يرجع إلى أن المساهمين الأجانب لديهم الخبرة الفنية بسوق التأمين، بينما المساهمين المصريين، اغلبيتهم من المؤسسات المصرفية مثل البنوك، والتي تقل خبرتها بقطاع التأمين، مما يجعلها تتخارج منه دون دراية بالعائد المستقبلي بهذا القطاع. أوضح أن المساهمين المصريين يبحثون عن عائد مرتفع بصورة سريعة، ونظراً لقيامهم بدفع مبالغ بسيطة، فهو يرى انها لا جدوى منها، وبالتالي فإنهم يتخارجوا بالسوق المصري، لافتاً إلى أن سوق التأمين التكافلي من المنتظر ان يشهد نمواً خلال الفترة المقبلة، مستغرباً لما قام به المساهمين بشركة المصرية للتأمين التكافلي حياة، من بيع أسهمهم بالشركة مؤخراً، بالرغم من تحقيق الشركة نمواً ملحوظاً بالنتائج. بينما أشار محمد الغطريفي، رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب بشركة البحر الأحمر للوساطة التأمينية، إلى أن ظاهرة تهرب المساهمين المصريين من شركات التأمين التكافلي في الأونة الأخيرة، غير مبررة سوى بعدم تطرق هؤلاء المساهمين لما سيشهده القطاع خلال الفترة المقبلة، منوهاً أن التامين التكافلي يشهد في الوقت الراهن نمواً ملحوظاً، ادى إلى انجذاب المساهمين الأجانب، وخاصة العرب، إليه في الأونة الاخيرة، خاصة مع صعود التيار الإسلامي على الساحة السياسية والإقتصادية بالسوق المصري، مطالبا رجال الأعمال المصريين المساهمة في إنشاء شركة تأمين تكافلي مصرية. وأوضح أن السوق المصري شهد في الأونة الأخيرة تخارج مجموعة الخرافي، من شركة نايل جنرال تكافل، وكذلك استحواذ شركة الدلتا اللبنانية على شركة سوليدرتي للتأمين التكافلي، وكذلك استحواذ مجموعة الخرافي على شركة الدلتا للتأمين، موضحا أن السوق ليس بحاجة إلى تزايد شركات التأمين به خلال الفترة المقبلة، مندهشاَ من تكابل المساهمين على الاستحواذ على هذه الشركات، منوهاً لحاجة سوق التأمين بالسوق المصري إلى زيادة نمو الوعي التأميني لدى العملاء، بما يحقق ازهار بنتائج اعمال شركات التأمين، وتساهم في زيادة عدد العملائه، بما يؤهله لاستقبال شركات جديدة. ومن الناحية الاستثمارية أوضح السيد بيومي، رئيس قطاع الاستثمار فى الشركة المصرية للتأمين التكافلى "ممتلكات"، أن هيكل المساهمين بشركات التأمين يضم اغلبيته المؤسسات المصرية المصرفية من البنوك، ومن المعروف أن هذه المؤسسات تنظر للأجل القصير، مما يجعلها تستثمر أموالها في ادوات الدين العام من عطاءات وأذون خزانة وسندات حكومية، والتي تجاوزت فيه البنوك خلال الأونة الأخيرة، لهذا تم تخفيض التصنيف الإئتماني للبنوك المصرية، مشيراً إلى أن هذه البنوك تبحث عن العائد اللحظي لها، وهذا يتعارض مع الاستثمار بشركات التأمين، حيث ان شركات التأمينات العامة والممتلكات تحتاج إلى ما بين 5 – 7 سنوات، لتحقق ارباح للمساهمين، بينما تحتاج شركات تأمينات الحياة إلى ما بين 7 – 10، لتحقيق ذلك، مشيراً ان هذه الفترة خاصة بتحقيق مخصصات فنية.