اعتبر الأمين العام للأمم المتحدة بان كى مون أن الزخم من أجل التغيير بات بالفعل قوة لا يمكن صدها ، فقد اعتمدت بالفعل بلدان عدة ، بينها إندونيسيا وكوريا الجنوبية وجنوب أفريقيا وكمبوديا استراتيجيات "النمو الأخضر" التي تستخدم الموارد الطبيعية المحدودة بشكل أكثر كفاءة، وتخلق فرص العمل وتروج للتنمية المنخفضة الكربون ، كما أن أذربيجان والأردن وأرمينيا وأوكرانيا والسنغال وكينيا وماليزيا ومصر والمكسيك ونيبال تطبق تقنيات جديدة للنمو الأخضر في مجموعة متنوعة من الصناعات ، بدءا بالزراعة وانتهاء بالسياحة. وأضاف بان كي مون أن الصين تعهدت بأن تلبي نسبة 16 في المائة من احتياجاتها من الطاقة من المصادر المتجددة بحلول عام 2020 و تعتزم أن تستثمر أكثر من 450 مليار دولار في إعادة تدوير النفايات والتقنيات النظيفة في إطار خطتها الخمسية الحالية ، وفي البرازيل يعمل في إدارة النفايات وإعادة التدوير أكثر من نصف مليون شخص يعيش معظمهم على هامش المجتمع ، وبدأت الهند في إطار القانون الوطني لضمان فرص العمل في الريف الذي اعتمدته مؤخرا، تدفع لمواطنيها أموالا لتحسين إدارة الموارد الطبيعية، كالغابات والمياه العذبة. وأشار بان كى مون الى أنه أينما نظرنا نرى السلطات الوطنية والمحلية آخذة في اعتماد مبادئ وممارسات من شأنها، أن تساعد في نقلنا من بوادر خراب بيئي وتفاوت اجتماعي متنام إلى حقبة جديدة من النمو المستدام الشامل والمتوازن.توقع أمين عام الأممالمتحدة بان كى مون نجاح مؤتمر الأممالمتحدة للتنمية المستدامة "ريو+20" المقرر عقده الأسبوع القادم في مدينة ريو دي جانيرو بالبرازيل ، بحضور قادة دول العالم ، رغم أن المفاوضات بشأن القضايا المدرجة على جدول أعماله كانت شاقة. وأقر بان كى مون فى مقال له اليوم الخميس بعنوان "حركة عالمية من أجل التغيير" ، أن أوجه الخلاف تفوق ما اتفق عليه حتى الآن في تفاصيل "الوثيقة الختامية" التي ستصدر عن المؤتمر ، بيد أن ذلك لن يكون المقياس الفصل، لأن الاهم من ذلك هو ما أنجزه مؤتمر ريو بالفعل، من إطلاقه حركة عالمية من أجل التغيير. واعتبر بان كى مون أن "ريو+20" هو محطة رئيسية على طريق طويل، حيث أدرج مؤتمر قمة الأرض الشهير لعام 1992، التنمية المستدامة في جدول الأعمال العالمي ، فبات لدينا اليوم فهم أوسع وأكثر دقة لحتمية تحقيق توازن أفضل بين احتياجات التنمية وتزايد عدد سكان العالم بما يتيح للجميع الإستفادة من ثمار الازدهار والنمو الاقتصادي القوي من جهة، وضرورة الحفاظ على أكثر موارد كوكبنا قيمة، كالأراضي والهواء والماء، من جهة أخرى. وتوقع بان كى مون أن يصل إلى ريو أكثر من 100 من رؤساء الدول والحكومات لينضموا إلى ما يقدر بنحو 25 ألف مشارك، ليرسموا معا خريطة للمضى قدما إلى الأمام. ودعا بان كى مون الى العمل على خلق نموذجا جديدا لاقتصاد القرن الحادي والعشرين يقوض أسطورة تحقيق مكاسب النمو على حساب خسائر البيئة، وبالعكس. وقال أمين عام الاممالمتحدة إنه شيئا فشيئا بتنا نفهم أنه باتباع سياسات عامة ذكية، يمكن للحكومات أن تنمي اقتصاداتها وتخفف من حدة الفقر وتخلق فرص عمل لائقة وتسرع في وتيرة التقدم الاجتماعي بطريقة تراعي ما تخنزنه الأرض من موارد طبيعية مستنفدة