بدأت اليوم الاثنين مناقشات بين الأطراف الرئيسية المعنية بالانتخابات وخبراء العمليات الانتخابية من تونس ومصر وليبيا، وذلك في المنتدى الإقليمي الذى يناقش على مدى ثلاثة أيام مبادىء الإدارة الانتخابية المستقلة والمستدامة. ويضم المنتدى ممثلين عن مؤسسات حكومية ومشرعين ومفوضين سابقين وحاليين من الهيئات المختلفة المعنية بإدارة العمليات الانتخابية، وبالإضافة إلى أكاديميين وسياسيين وقادة الرأي وممثلين عن المجتمع المدني من البلدان الثلاثة. ويقام هذا المنتدى بالقاهرة تحت عنوان (المعايير الدولية لهيئات إدارة الانتخابات - الخبرات العالمية المقارنة)، وينظمه كل من المركز الإقليمي لبرنامج الأممالمتحدة الإنمائي في القاهرة، ومشاريع دعم الانتخابات التابعة للبرنامج في مصر وتونس وليبيا والمؤسسة الدولية للنظم الانتخابية بمصر. وصرح كارلوس فالينزويلا كبير المستشارين الفنيين ببرنامج الأممالمتحدة الإنمائي بأن البرنامج يتفهم أن إدارة الانتخابات يجب أن تتمتع بحساسية تجاه السياق الفريد الذي تمر به أى بلد تشهد انتخابات، وأكد على وجوب احترام حقيقة أن الإصلاحات الانتخابية هي بالأساس عملية محلية، وأنها تكون أكثر نجاحا عندما تأتي ثمرة لبناء توافق شامل في الآراء بين الأطراف المعنية الوطنية. وأضاف "أنه رغم ذلك فقد أنتجت خبرات إدارة الانتخابات في جميع أنحاء العالم ثروة تراكمية من المعرفة الفنية والتي من الممكن أن تكون مفيدة ومثمرة للأطراف المعنية بالمشاركة في إدارة الانتخابات في بلدانها، خاصة في فترات التحولات السياسية، كما نشهد الآن في العديد من البلدان العربية". وقد تناول اليوم الأول من المنتدى موضوع الحاجة إلى هيئات مستقلة ودائمة لإدارة الانتخابات، بالإضافة إلى أدوار هذه الهيئات، وتم استعراض نماذج إدارة الانتخابات الحالية في تونس ومصر وليبيا، بالإضافة إلى موضوع الإجراءات الضامنة للاستقلال والحيادية، من خلال عرض خبرات من كوستاريكا والهند والمكسيك وجنوب أفريقيا، مع الأخذ فى الاعتبار أن الاستقلال والحيادية يمثلان مبدأين من خمسة مبادىء أساسية لأية هيئة فاعلة في إدارة الانتخابات وفقا ل( ا ش ا ). وعلى مدى الأيام التالية من أعمال المنتدى، سيقوم المشاركون بدراسة المبادىء الثلاثة الأخرى وهي الشفافية والاحترافية والاستدامة، من خلال تجارب من كوستاريكا وأستراليا والمكسيك وجنوب أفريقيا واليمن، واستعراض دراسات حالة من الأردن والمجر، والنظر في فوائد إنشاء شبكات تواصل إقليمية بين هيئات إدارة الانتخابات ومناقشة أهمية كافة الخبرات التي قدمت بالنسبة إلى السياقات الحالية في تونس ومصر وليبيا. ومن جانبه، أشار الدكتور أشرف عبد الوهاب القائم بأعمال وزير الدولة للتنمية الإدارية إلى أنه بالتعلم من تجربتنا في تنفيذ انتخابات تشريعية ناجحة في مصر، فإننا نؤمن بالحاجة لتأسيس كيان دائم وشفاف ومستقل لإدارة العملية الانتخابية برمتها وتعزيز الابتكار من أجل الديمقراطية. وبدوره، قال انطونيو سبينيلى مدير فرع المؤسسة الدولية للنظم الانتخابية في مصر "إنه لا شك أن التعاون الفني وتبادل الخبرات بين هيئات إدارة الانتخابات من العوامل التي تضمن مستويات أعلى من المصداقية للانتخابات المستقبلية". وأشار إلى أنه تحقيقا لذلك، يتيح المنتدى فرصة مهمة للتواصل والتعاون، وحشد مجموعة واسعة من الأطراف المعنية بالانتخابات في المنطقة والخبراء المعروفين دوليا في إدارة الانتخابات من مختلف أنحاء العالم لمقارنة الخبرات القطرية ومناقشة فرص تبادل الخبرات المختلفة