اتهم مرشحو الرئاسة الفرنسية وعدد من الأحزاب المعارضة الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي بافتعال وبتدبير حملة الاعتقالات التي تشمل الأوساط الإسلامية المتشددة لصالح الحملة الانتخابية التي يخوضها للفوز بولاية أخرى على رأس قصر الأليزيه. وقال مرشح الوسط فرنسوا بايرو إن هذا النوع من الحملات البوليسية تحت إشراف قضائي لا ينبغي أن يجرى كما أعتقد بشكل دعائي وفي إطار استعراضي"، مضيفا أن "الامن والاخراج الاستعراضي امران مختلفان"." فيما اعتبر فرنسوا هولاند مرشح الحزب الاشتراكى اليسارى في الانتخابات والأوفر حظا -بحسب نتائج استطلاعات الرأى- أنه كان "يتعين" على الدولة أو ربما كانت تستطيع فعل المزيد قبل هذا الوقت بدون أن يتهم ساركوزي باستغلال هذه المسالة سياسيا في خضم الحملة الانتخابية الحالية. بدورها، قالت رئيسة الحزب الاشتراكي مارتين اوبري "أنا مع الحزم وليس مع الاستعراض ومازلت اشعر بالصدمة لرؤية القنوات التلفزيونية تقوم بتغطية عمليات توقيف الإسلاميين المتطرفين". ومنذ أحداث تولوز ومونتوبان التي ارتكبها محمد مراح وأدت إلى مقتل سبعة أشخاص من بينهم ثلاثة أطفال اتخذت الحملة الانتخابية للرئيس الفرنسي المنتهية ولايته بعدا جديدا يغلبه الطابع الأمنى. حيث عقد ساركوزي مقارنة بين الصدمة التي اثارها اغتيال هؤلاء الضحايا السبعة في فرنسا وبين احداث 11 سبتمبر 2001 في الولاياتالمتحدة معلنا انه لن يتسامح على الاطلاق حيال الاسلاميين المتطرفين الذين يرتكبون اعمال عنف فيما يظهر من أحاديثه واللقاءت الإعلامية على انه الحامى والمدافع عن أمن وأمان الفرنسيين. وتواصل أجهزة الأمن الفرنسية حملة اعتقالات جديدة في الاوساط الاسلامية حيث قامت صباح اليوم بحملة جديدة هي الثانية منذ قضية الجرائم التي ارتكبها الجهادي الشاب محمد مراح وراح ضحيتها عسكريون واطفال يهود بين 11 و19 مارس الماضي في منطقة تولوز . وفي الوقت نفسه وجهت التهمة الى 13 اسلاميا متشددا، اوقفوا الجمعة في فرنسا، بتشكيل عصابة اجرامية على علاقة بمنظمة ارهابية واودع تسعة منهم الحبس. ومن بين هؤلاء الاسلاميين زعيم جموعة سلفية صغيرة تطلق على نفسها اسم "فرسان العزة" يدعى محمد اشملان عثر لديه على اسلحة. ويشتبه في ان هذه الجماعة فكرت في خطف قاضي يهودي في ليون (وسط شرق البلاد). وشن الرئيس الفرنسي أمس الثلاثاء حربا على اتحاد المنظمات الاسلامية في فرنسا والمقرب من الاخوان المسلمين هو احدى المنظمات الاسلامية الاساسية في البلاد التي تضم اكبر جالية مسلمة في اوروبا . وبعد منع عدد من مدعوي الاتحاد من دخول الاراضي الفرنسية للمشاركة في مؤتمره ال29 السنوي في لوبورجيه في ضواحي باريس الذي يفتتح اعماله بعد غد الجمعة على غرار الشيخ ايوسف القرضاوي،..وجه ساركوزي تحذيرا الى الاتحاد من مغبة صدور كلام يحرض على العنف خلال هذا المؤتمر. وقال ساركوزي في رسالة مفتوحة الى الاتحاد "لن اسمح ان تصدر دعوات الى العنف والكراهية ومعاداة السامية خلال مؤتمر عام يعقد على الاراضي الفرنسية، وهي امور تعتبر تعديات لا تحتمل على الكرامة البشرية والمبادىء الجمهورية".