قال المهندس عبد الله غراب وزير البترول إن مصر تستورد 12 ألف طن يوميا من السولار لتعويض الفارق بين الإنتاج والاستهلاك من السولار، مشيرا إلى أن الأزمة ليست في الإنتاج وإنما في التداول . أضاف غراب - في كلمته أمام نواب مجلس الشعب في جلسته المسائية اليوم الثلاثاء - أن مصر تنتج 22 ألف طن من السولار يوميا، وتستهلك 34 ألف طن، مشيرا إلى أنه لوحظ وجود شكاوى في عدة محافظات بشأن نقص السولار والبنزين. وقال إن مصر فيها 3 آلاف محطة وقود وبالنسبة للبنزين فهناك 3 أنواع هي (80 و90 و92) وبالنسبة للنوع الأول وهو 80 على سبيل المثال فالمخطط الإنتاجي كان هو 8 آلاف طن يوميا ويتم ضخ 8 آلاف و400 طن، بينما لوحظ النقص في بنزين (90) خصوصا في القاهرة الكبرى وكان المخطط هو إنتاج ألفي طن يوميا وما يتم ضخه نحو 5ر1 ألف طن ويتم تعويضه بالكميات الإضافية مما يجعل المواطن يشعر بالمشكلة. وأوضح أن التدافع على محطات الوقود يؤدي إلى الشعور بالنقص، لافتا إلى أن تفريغ عربة الوقود يستغرق نحو ساعة أو أكثر وهذا ما شاهدته على سبيل المثال في طابور بمدينة نصر. وقال إن مصر على أبواب موسم الحصاد في شهري أبريل ومايو وبالتالي هناك تجهيزات مختلفة من السحب على السولار في الأقاليم والمحافظات أكثر. ولفت إلى أن وزارة البترول لا تعمل بصورة مستقلة بل هي جزء من الحكومة، مشيرا إلى أنه من 3 أيام حصلت الوزارة على مبالغ مالية من الحكومة لتأمين الكميات الإضافية بقيمة 150 مليون دولار. وأشار إلى أنه في ميناء الدخيلة سيتم تفريغ 25 ألف طن من السولار المستورد يوم 24 مارس الجاري وفي اليوم التالي سيتم تفريغ 25 ألف طن أخرى في ميناء السويس. وتعهد الوزير بأنه لو حدث نقص في إنتاج البنزين أو السولار كمنتج فإنه لن يقوم بإخفاء ذلك، مؤكدا أن الأزمة في توصيل الوقود للمحطات وفي التداول من المحطة للمواطن التداول فقط، وضرب مثلا بمحافظة سوهاج فحين علم بوجود مشكلة في السولار تم توفير 200 طن على الحصة المقررة اليوم وهناك 200 طن أخرى ستضخ. وكان الدكتور سعد الكتاتني رئيس المجلس قد أشار إلى أن المواطن يشعر بأزمة الوقود في كل المحافظات وليس في محافظة واحدة. من جانبهم، أعرب نواب مجلس الشعب عن رفضهم لبيان المهندس عبد الله غراب وزير البترول حول حلول الحكومة لأزمة البنزين والسولار. وقال النائب الدكتور شعبان عبد العزيز إن إحباط الناس من مجلس الشعب يتزايد حيث لا يقدم الحلول للمشكلات اليومية للمواطنين. وبدوره، أشار النائب محمد منيب إلى أن السولار يباع في السوق السوداء وهذا معناه أنه موجود وبالتالي المشكلة إما في التوزيع أو الرقابة على التوزيع. وتساءل النائب يونس صابر حسن عن المسئول عن تراجع حجم السولار لمحافظة قنا إلى 250 طنا بينما استهلاك المحافظة يصل بين 700 إلى ألف طن. واعتبر النائب محمد عبد الرحمن أن نقص السولار يهدد محصول القمح في هذه الفترة، إذا لم يتم ريه عن طريق الجرارات التي تعمل بالسولار، وقال إن من وصفهم بأعداء مصر يسعون إلى الإضرار بهذا المحصول الذي زاد إنتاجه 8 مرات عما قبل الثورة. وأشار النائب خالد الديب إلى أنه وزملاؤه من النواب نظموا لجانا شعبية في الشوارع لحل مشكلة الأنابيب والخبز وتركوا مهامهم الرئيسية الرقابية والتشريعية، وكأنهم أصحاب المشكلة، مطالبا بإقالة الحكومة. ورد الوزير على مناقشات النواب بقوله إن الأزمة الحالية في الوقود سيتم تداركها بالكميات الإضافية لتداولها، والحل النهائي بالصورة القانونية السليمة يستلزم تعديلات تشريعية لتأمين التداول. ووجه الدكتور سعد الكتاتني رئيس مجلس الشعب، سؤالا للوزير، عما سوف يجيب عنه النواب العائدون غدا للناخبين في دوائرهم، وأضاف مخاطبا الوزير: الحكومة تعلم بالأزمة منذ فترة، فماذا يفعل المواطن في مواجهة هذه الأزمات؟. واختتم الكتاتني بقوله "أرى في عيون النواب أن المجلس يرفض هذه الحلول ويطالب الحكومة بحلول سريعة لحل الأزمة التي يعاني منها المواطنون في جميع المحافظات"، فصفق النواب إعرابا عن موافقتهم. ثم رفع الكتاتني الجلسة المسائية على أن تعقد غدا في الثانية عشرة والنصف من بعد ظهر غد الأربعاء.