قال صندوق النقد الدولي يوم الثلاثاء ان أزمة ديون منطقة اليورو تتفاقم وتؤثر سلبا على الاقتصاد العالمي وخفض بشدة توقعاته للنمو العالمي داعيا الى تطبيق سياسات لاستعادة الثقة. وخفض الصندوق توقعاته للنمو العالمي في 2012 الى 3.3 % من 4% قبل ثلاثة أشهر قائلا ان التوقعات تدهورت في معظم المناطق. وتوقع ان يرتفع النمو العالمي الى 3.9 % في 2013. وقال الصندوق الذي مقره واشنطن ان النشاط الاقتصادي يتباطأ لكنه لا ينهار. لكنه حذر من أن النمو العالمي قد ينخفض نقطتين مئويتين تقريبا عن المستوى المتوقع حاليا اذا سمح زعماء أوروبا بتفاقم الازمة وفقا لرويترز . ولاول مرة منذ بداية أزمة الديون قبل عامين قال صندوق النقد انه يتوقع انزلاق منطقة اليورو -التي تضم 17 دولة- الى ركود خفيف في 2012 مع توقع انكماش الناتج الاقتصادي حوالي 0.5 %. وقال الصندوق في أحدث تقرير لتوقعاته الاقتصادية العالمية "التعافي الاقتصادي مهدد بالضغوط المتزايدة في منطقة اليورو وعوامل هشاشة في مناطق أخرى." وأضاف قائلا "التحدي الاكثر الحاحا للسياسات هو استعادة الثقة ووضع حد للازمة في منطقة اليورو عن طريق دعم النمو ومواصلة التكيف واحتواء خفض الاقتراض وتقديم مزيد من السيولة والتيسير النقدي." وأبقى صندوق النقد توقعاته لنمو الاقتصاد الامريكي في 2012 مستقرة عند 1.8 % لكنه خفض توقعاته لنمو الاقتصاد الياباني الى 1.7 % من 2.3 % في سبتمبر. وقال ان النشاط الاقتصادي في الاقتصادات المتقدمة سينمو 1.5 % في المتوسط في 2012 و2013 وهو معدل أبطأ من أن يحدث تأثيرا كبيرا في نسب البطالة المرتفعة. وذكر الصندوق أن من المرجح ألا تسلم الولاياتالمتحدة والاقتصادات المتقدمة من التداعيات اذا تفاقمت أزمة أوروبا. وانهارت المحادثات بين حملة السندات اليونانية من القطاع الخاص وبين الحكومة اليونانية مما زاد من مخاطر عجز أثينا عن سداد الديون وهو ما قد يسبب أزمة أعمق. وحثت رئيسة صندوق النقد كريستين لاجارد أوروبا على تعزيز صناديق الانقاذ لاقامة عازل يحول دون انتشار الازمة المالية. وقال الصندوق "الولاياتالمتحدة والاقتصادات المتقدمة الاخرى معرضة لتداعيات تفاقم محتمل لازمة منطقة اليورو ولديها تحديات داخلية، منها التغلب على العوائق السياسية." وتوقع الصندوق تباطؤا حادا في وتيرة النمو في الاقتصادات الناشئة والنامية وحثها على أن تركز سياساتها على تحفيز الاقتصاد. وخفض توقعاته لنمو الاقتصادات الناشئة في 2012 الى 5.4 % من 6.1 % في سبتمبر. كما خفض توقعاته للنمو في الصين الى 8.2 % من 9%. وأضاف أن من المتوقع ان يتعافى النمو في الصين الى 8.8 %في 2013. وخفض الصندوق توقعاته للنمو في الاقتصادات الناشئة في اسيا بوجه عام الى 7.3 %من 8% وقال الصندوق ان النمو في الشرق الاوسط وشمال افريقيا سيتسارع بدعم من التعافي في ليبيا بعد الحرب التي استمرت تسعة أشهر وانتهت بمقتل معمر القذافي في أكتوبر . وقال صندوق النقد ان من المرجح ألا تتراجع أسعار النفط العالمية الا قليلا في 2012 رغم تباطؤ النمو العالمي. وأضاف أنه لم يغير توقعاته لسعر النفط منذ سبتمبر حين توقع 100 دولار للبرميل. وتوقع الصندوق ان تتراجع أسعار السلع الاولية عدا النفط بنسبة 14 % هذا العام وقال ان أسعار معظم هذه السلع تواجه ضغوطا. وفي افريقيا من المرجح أن يقتصر التباطؤ العالمي على جنوب افريقيا وأن تنمو المنطقة بأكملها حوالي 5.5 بالمئة هذا العام. وقال صندوق النقد ان التباطؤ سيكون أشد وطأة على منطقة وسط وشرق أوروبا التي لها علاقات تجارية قوية مع اقتصادات منطقة اليورو. وخفض الصندوق توقعاته للنمو في المنطقة في 2012 الى 1.1 بالمئة من 2.7 % في السابق. وقال ان النمو من المتوقع ان يرتفع الى 4ر 2 % في العام القادم