قام وفد هولندي رفيع المستوى برئاسة صاحبة الجلالة الملكة بياتريكس ملكة هولندا، وصاحب السمو الملكي أمير الأورانج، وصاحبة السمو الملكي الأميرة ماكسيما، اليوم بزيارة إلى مصدر، مبادرة أبوظبي الاستراتيجية ومتعددة الأوجه لتطوير ونشر وتسويق حلول الطاقة المتجددة والتقنيات النظيفة. وناقش الوفد، سبل توطيد العلاقات الاقتصادية في مجالات التجارة والتعاون التكنولوجي من خلال عدد من استراتيجيات العمل المشترك بما يعود بالمنفعة المشتركة على البلدين. وكان في استقبال الوفد معالي الشيخة لبنى بنت خالد القاسمي، وزيرة التجارة الخارجية؛ والدكتور سلطان أحمد الجابر، الرئيس التنفيذي لشركة "مصدر". وتناول النقاش آفاق التنمية الاقتصادية، وخاصة في مجالات البنى التحتية والاستدامة، والسياسات البيئية، وفرص تطوير التجارة، بالإضافة إلى سياسات تطوير الموانئ. وترأس المباحثات من الجانب الإماراتي معالي الشيخة لبنى القاسمي، ومن الجانب الهولندي معالي السيد مكسيم فيرهاغن، وزير الشؤون الاقتصادية والزراعة والابتكار في هولندا. وقالت معالي الشيخة لبنى القاسمي: "يضيف لقاء اليوم مزيداً من الأهمية على العلاقات الثنائية التاريخية بين البلدين، لاسيما وأن العلاقات التجارية كانت من أهم العوامل في العلاقة بين دولة الإمارات العربية المتحدةوهولندا، التي تمتلك علاقات تاريخية مع العالم العربي تمتد لأكثر من ثلاثة قرون، واليوم، يواصل الطرفان العمل على توطيد هذه العلاقات. وكلنا ثقة بأن النقاشات التي جرت اليوم سيكون لها فوائد مهمة وبعيدة المدى لكلا البلدين". وتتجلى العلاقات التاريخية بين البلدين من خلال التبادل التجاري والثقافي والأكاديمي بينهما، بالإضافة إلى العدد الكبير من الشركات والمقيمين الهولنديين الذين يعملون في دولة الإمارات. وبالإضافة إلى ذلك، قامت دولة الإمارات في عام 2002 بافتتاح سفارة لها في الهايغ، مقر الحكومة الهولندية، وشهد عام 2008، افتتاح وكالة الاستثنمار الخارجي الهولندي في دولة الإمارات. من جانبه، قال الدكتور سلطان أحمد الجابر، الرئيس التنفيذي ل "مصدر": "يسرنا أن نرحب بالعائلة المالكة الهولندية في مصدر، حيث تشكل هذه الزيارة فرصة لتسليط الضوء على التقدم الذي تحققه دولة الإمارات العربية المتحدة في ظل قيادتنا الرشيدة، فضلاً عن استعراض التقدم الذي أحرزناه في "مصدر" والشراكات التي تربطنا بأبرز الجهات العالمية، وكذلك استكشاف مجالات جديدة للتعاون المشترك بين البلدين". وترتبط مصدر بعلاقات تعاون مع شركة "2getthere" الهولندية التي نفذت نظام النقل الشخصي السريع في مدينة مصدر، وهو المشروع الرائد والمتميز الذي يشكل جزءاً من نظام النقل المستدام في المدينة. وأضاف الدكتور سلطان أحمد الجابر: "نتطلع إلى مواصلة التعاون مع الشركات الهولندية في مثل هذه المشاريع المبتكرة للمساعدة في تسريع تطوير ونشر حلول الطاقة المتجددة والتقنيات النظيفة". وتحتل هولندا المركز الرابع في أوروبا من حيث إنتاج الطاقة من الرياح، حيث قامت في البداية بإنشاء محطات الرياح على اليابسة، ولكن منذ عام 2006، بدأ تركيبها في البحر أيضاً في مختلف أنحاء هولندا. وكان في استقبال أصحاب السمو الملكي والوفد المرافق، عدد من المسؤولين التنفيذيين في مصدر، بمن فيهم فرانك ووترز، مدير إدارة "مصدر للطاقة"؛ والدكتور فريد موفنزاده، رئيس "معهد مصدر". وكانت هولندا قد أعلنت العام الماضي أنها ستحدد سياستها للطاقة المتجددة بحيث تتماشى مع الهدف الملزم للاتحاد الأوروبي قي تحقيق نسبة 14% من الطاقة المتجددة عام 2020 مع التركيز على الجدوى الاقتصادية. وتعتمد خطة الدعم، التي تسمى "SDE+" على خبراتها الواسعة في تحفيز الطاقة المتجددة والتي تمتد لأكثر من 15 عاماً. وبدأت زيارة الوفد الملكي بلمحة عامة حول مدينة مصدر من خلال النموذج المصغر، وتلا ذلك جولة في واحدة من مركبات نظام النقل الشخصي السريع. ولدى وصولهم إلى محطة النقل الشخصي السريع في معهد مصدر، قام الضيوف بجولة في الحرم الجامعي للمعهد الذي يعد أول جامعة بحثية للدراسات العليا المتخصصة بإيجاد حلول للتحديات المستقبلية المتعلقة بالطاقة والتنمية المستدامة. وتعتبر مباني المعهد من أكثر المباني التي تراعي شروط الاستدامة في العالم. كما قام الوفد بالتوقيع على سجل كبار الزوار قبل التوجه إلى غرفة الاجتماعات. وتتبع "مصدر" منهجية شاملة ومتكاملة تغطي كافة مراحل وجوانب قطاع الطاقة المتجددة، بما في ذلك الأبحاث والتعليم، والاستثمار في التقنيات النظيفة، وتنفيذ مشاريع الطاقة المتجددة وخفض الانبعاثات الكربونية، وبناء مدينة مصدر التي تسعى ان تكون واحدة من أكثر المدن استدامة في العالم. وجاءت هذه الزيارة قبيل القمة العالمية لطاقة المستقبل، الاجتماع العالمي السنوي الذي يهدف إلى دعم تطوير ونشر حلول الطاقة المتجددة وتعزيز كفاءة الطاقة، وإدارة المياه، وذلك بمشاركة كبار قادة السياسة والأعمال والتمويل والأوساط الأكاديمية للدفع قدماً بعمليات الابتكار وفرص الاستثمار والتجارة استجابة للحاجة المتزايدة للطاقة المستدامة. وستعقد الدورة الخامسة من القمة العالمية لطاقة المستقبل في الفترة 16 - 19 يناير 2012 في مركز أبوظبي الوطني للمعارض (أدنيك).