أخيرا أصبح " لنائل زيارا" وظيفة ثابتة في مجال البناء بفضل تهريب الاسمنت من خلال شبكة من الإنفاق بين قطاع غزة و مصر، تمثل خط إمداد تحت الأرض يعزز القطاع الذي تحاصره إسرائيل ويخلق فرص عمل . وزيارا البالغ من العمر 30 عاما عاطل عن العمل منذ أربع سنوات. وقال ل "رويترز" وهو يعمل "أنا أعيش حياة صعبة مع زوجتي وأربعة أطفال في منزل مستأجر". وأضاف زيارا الذي يحصل على 19 دولارا يوميا "قبل ستة أو سبعة أشهر استعدت عملي عندما بدأت الإمدادات تتدفق مرة أخرى وفقا لما نشرته العربية نت . ويقول تقرير للأمم المتحدة إن طفرة البناء أنعشت اقتصاد غزة المصاب بالشلل بفضل مئات الأنفاق تحت المنطقة الحدودية. وتسمح إسرائيل بدخول مواد البناء إلى غزة لاستخدام وكالات الإغاثة الدولية، بما في ذلك بناء المنازل والمدارس. وسمحت مؤخرا باستيراد كميات محدودة من أجل إعادة بناء بعض المصانع التي دمرت في أكبر هجوم عسكري شنته على غزة في عام 2009. وينقص قطاع غزة نحو 70 ألف وحدة سكنية. توفر احتياجاتهم وقال تقرير الأممالمتحدة انه في ظل اقتصاد عاني من كساد شديد خلال معظم فترات العقد الماضي فقد أحدثت التطورات في النصف الاول من عام 2011 انفراجا طفيفا. وأضاف التقرير "زادت العمالة بأكثر من 47 ألف وظيفة في النصف الاول من عام 2011 بمعدل 24.7%، ليصل عدد الوظائف لما يقدر بنحو 237 ألفا و 475 وظيفة. تراجع معدل البطالة الضخم الى 32.9 في المئة نزولا من 45.2%، في النصف الثاني من عام 2010 ". ويقول سكان غزة ان الانفاق مكنتهم من جلب جميع احتياجاتهم "من الإبرة الى الصاروخ". ويواصل النشاط السري الازدهار رغم عشرات الوفيات الناجمة عن الغارات الجوية الاسرائيلية أو تهدم الانفاق ويفوق الان بكثير الواردات القادمة برا من اسرائيل التي تدخل الى غزة من خلال معابر رسمية تخضع لرقابة مشددة. وقال كريس جانيس المتحدث باسم وكالة غوث وتشغيل الفلسطينيين (الاونروا) التابعة للأمم المتحدة "على الرغم من تخفيف القيود المفروضة في الحصار الاسرائيلي فان القيود المشددة على المعابر بين اسرائيل وغزة تشكل عاملا هاما وراء نمو اقتصاد الانفاق". رصف طرق جديدة وتظهر تقديرات الاممالمتحدة لواردات مواد البناء في سبتمبر ايلول أن 46 الفا و500 طن في الاجمال وصلت عن طريق معبر كرم أبو سالم من اسرائيل الى قطاع غزة في حين وصل 90 الف طن من خلال الانفاق. ووصل حوالي 9195 طنا من الاسمنت عبر معبر كرم أبو سالم في مقابل 90 الفا من خلال الانفاق. وبالنسبة لقضبان الصلب فقد دخل 1418 طنا عبر معبر كرم أبو سالم مقابل 15000 عن طريق الانفاق. وتقول الاونروا ان معدل البطالة في غزة لا يزال واحدا من أعلى المعدلات في العالم وان "وقف الفقر المتفاقم والاعتماد على المساعدات بين الناس العاديين في غزة امر غير مرجح." ويقدر عدد الفلسطينيين الذين يعيشون في الجيب الساحلي الضيق بنحو 1.7 مليون نسمة. وتقول إدارة حماس التي تسيطر على القطاع، ان العديد من المصانع التي أغلقت أبوابها في عام 2007 عندما شددت اسرائيل حصارها. وقال المقاول ماجد صابرا الذي يشرف على فريق يتألف من 10 افراد في موقع للبناء "كلما زاد البناء كلما زاد عدد الناس الذين سينضمون الى قوة العمل." وتفرض اسرائيل قيودا على واردات البناء الى غزة مثل الاسمنت والصلب. ويعتبر البناء مستمر في كل شارع. ورصفت الحركة طرق جديدة والبعض الاخر قيد الانشاء وتم افتتاح مراكز تسوق متواضعة باستخدام أموال خاصة واموال من حماس. ضرورة حرية التصدير وأقرت الاونروا "بتوسع النشاط بفضل اقتصاد الأنفاق" لكنها تقول إن وضع حوالي نصف مليون لاجئ فلسطيني في القطاع لا يزال مبعث قلق. ويقول مسؤولون في الاممالمتحدة ومسؤولون فلسطينيون ان غزة لن تشهد تقدما حقيقيا بدون حرية التصدير. وتسمح اسرائيل بصادرات محدودة من غزة في ذروة موسم قطف الازهار والفراولة التي يتم شحنها طازجة الى أوروبا. ولتدفق مواد البناء أثر اجتماعي أيضا. وقال صابرا البالغ من العمر 42 عاما "لقد بنيت بعض المنازل لأشخاص تأجل زواجهم لانهم لم يستطيعوا بناء منزل أو توسيع البناء على منازل عائلاتهم". ويسعى حسام بريكة، وهو رجل أعمال، هو وإخوته لبناء منزل كبير للم شملهم تحت سقف واحد كما جرت العادة بين سكان غزة. وقال بريكة الذي يستورد المنتجات الغذائية والمشروبات الغازية عبر اسرائيل "حتى الان ما زال كل شقيق يعيش في منطقة مختلفة في غزة. منزل عائلي واحد أمر مختلف. العلاقات العائلية تصبح أشد قوة".