كتبت صحيفة الجارديان البريطانية فى ذكرى مرور عام على اندلاع أحداث الربيع العربى أن ثورات هذا العام أوجدت صوتا لجيل من الشباب أطلق عليه "جيل تائه" غير مدرك لحقيقة الاوضاع فى بلاده. وأوضحت الصحيفة - فى سياق تعليق أوردته على موقعها على شبكة الانترنت – أنه على الرغم من أن كل ثورة أو انتفاضة شهدهاالعام الحالي جاءت نتيجة ظروفها وأسبابها الخاصة الا أن أنها جميعها أتت لتعبر عن صيحة جماعية لجيل كامل من الشباب استشعر أنه فى مواجهة مستقبل أسوأ بكثير عما واجهه الآباء. ورأت الصحيفة البريطانية أن ثورة شباب الوطن العربي أضحت ثورة عالمية فبعد انطلاق الشرارة الاولى لاحداث الربيع العربى من تونس بعد أن أشعل الشاب التونسي محمد بو عزيزى النيران فى نفسه أخذت الاحداث فى الانتشار على نطاق منطقة البحر المتوسط لتعبر الى كل من مصر وليبيا وما بعد ذلك الى كل من اليونان واسبانيا وتجتاح عواصم أوروبية عدة فيما بعد. الا أن الصحيفة استبعدت من جانبها أن يكون "الحرمان المادى" أو الظروف الاقتصادية السيئة هى الاسباب الكامنة وراء تمرد جيل من الشباب ، معتبرة أن الرغبة فى التعبير عن مخاوف عميقة ازاء ما سيحمله المستقبل لهم هى الدافع الابرز وراء اندلاع أقوى الثورات الشبابية منذ ستتينيات القرن الماضى. وأشارت الصحيفة فى هذا الصدد الى ما جاء على لسان جيسى لاجريكا أحد ابرز القيادات الشبابية لتظاهرات وول ستريت "لا يمكننا انتظار وعود سياسية فنحن من سيصنع التغيير بانفسنا". ومضت الصحيفة تقول إنه في ظل القدرة على بناء روابط أفقية فيما بينهم من خلال تطويع وسائل التكنولوجية ، قرر جيل كامل من الشباب التمرد على الخطوات المرسومة لهم تحت سطوة الاستبداد والقهر والتعسف ليبدوا عزما قويا وتكاتفا صلبا فى محاولاتهم الجسورة للاطاحة بالانظمة المستبدة فى بلادهم. ونوهت الصحيفة الى أن الثورات فى منطقة الشرق الاوسط هى خير مثال على ذلك ،حيث لا تزل حادثة بوعزيزى تمثل الوقود الذى يشعل فتيل الغضب فى عواصم عربية عدة تملىء المتظاهرين اصرارا لخروج فى تظاهراتهم و الاشتباك مع قوات الامن . وقالت الجارديان انه من اللافت جدا كيف صنعت كلا من تونس و مصر ثورتهما كل ذات طابعها الخاص فلم يعد الغرب بعد الان باكورة الديمقراطية لدول الشرق الاوسط بل وقد يصح القول بان العكس بات صحيحا مدللة على ذلك بقول ديفيد اوزبرون من حركة "احتلوا بورتلاند" "من كان ليعتقد بان تسبب حادثة بوعزيزي بتتوالى الاحداث على هذا النحو مشيرا الى ان العديد من الغربين وجدوا فى الثورات العربية لاسيما الثورة المصرية مصدر الهام كبير لهم يدفهم الى المضى قدما فى تحركاتهم." وأضاف اوزبورن "انه كان درب من دروب المستحيل الاعتقاد بان مبارك لن يكون رئيس لمصر بعد مرور بضع اسابيع فقط على اندلاع الثورة فى بلاده الا ان الشباب قد برهن على ان مصر بدون مبارك امر ممكن وليس مستحيل .مشيرا الى ان ميدان التحرير قد اكد ان الديمقراطية اضحت قوة ثورية." واختتمت الصحيفة البريطانية بالاشارة الى قول ليلى شرف إحدى الناشطات فى مجال حقوق الانسان فى الاردن خلال كلمة لها أمام مجموعة من الشباب فى العاصمة اللبنانية بيروت "لقد تغيرت قواعد اللعبة الآن والكرة فى ملعبكم الان .. فانها مجرد صافرة البداية.