استعادت روسيا قدرتها على تصدير الحبوب وشغلت المرتبة الثالثة في تجارة الحبوب العالمية. جاء ذلك على لسان رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين في برنامج "الحوار مع بوتين. مواصلة" الذي نظمته يوم 15 ديسمبر/كانون الاول القنوات التلفزيونية والإذاعات الروسية الكبرى. وقال بوتين:" قمنا العام الجاري باستعادة قدرتنا على تصدير الحبوب، ونشغل اليوم المرتبة الثالثة في تجارة الحبوب العالمية، الامر الذي لم يسبقه مثيل. وبحسب قوله فان مصر هي احدى البلدان الكبرى المشترية للحبوب الروسية. واعاد بوتين الى الاذهان ان هذا الانجاز تحقق بفضل العمل المتفاني ومواهب المزارعين والدعم الذي قدمته الدولة لهم. واضاف بوتين ان روسيا استعادت قدرتها التصديرية بعد الحظر الذي فرض عام 2010 على تصدير الحبوب والذي تم إلغاؤه فيما بعد. يذكر ان مصر تعتبر من اكبر البلدان المستوردة للقمح. وكانت في السنوات الاخيرة تشتري نصف ما تحتاج اليه من الحبوب في روسيا. وتقول وزارة الاقتصاد والتنمية الروسية ان صادرات الحبوب الروسية الى مصر بلغت عام 2011 قيمة 4.8 مليون طن. واتفقت مصر مع روسيا في اغسطس/آب عام 2011 على توريد 180 ألف طن من القمح. نمو الاقتصاد الروسي أعلن فلاديمير بوتين ان الاقتصاد الروسي سينمو بحسب نتائج عام 2011 بنسبة 4.2% - 4.5% . وتم تخفيض التنبؤات الرسمية فيما يتعلق بنمو الناتج المحلي الاجمالي والذي قدمته وزارة الاقتصاد والتنمية من نسبة 4.2% الى نسبة 4.1%. وقام صندوق النقد الدولي في ديسمبر/كانون الاول بتخفيض هذا المؤشر بالنسبة الى روسيا حتى 4.1%.، وذلك وفقا لما نشره "روسيا اليوم". وأشار رئيس الحكومة الروسية الى ان من المتوقع ان يبلغ نمو الاقتصاد الاوروبي في العام الجاري بمستوى 1% - 1.2% . ويمكن الا تشهد معظم الدول الاوروبية نموا. وبعضها يشهد نموا سلبيا. وقال:"لا يسرنا هذا الامر اطلاقا، علما انه يمكن ان يؤثر علينا". وقال بوتين ايضا ان التضخم المالي في روسيا الاتحادية يمكن ان يبلغ مستوى نحو 6%. وبحسب قوله فان ذلك يعتبر رقما قياسيا يمكن مقارنته مع مستوى بلدان اوروبية مثل بريطانيا. وقال:" يعتبر هذا المؤشر مؤشرا جيدا جدا لروسيا، لكننا يجب ان نحافظ على النزعة الرامية الى خفض التضخم المالي". يذكران التنبؤ الرسمي للتضخم في العام الجاري يعادل نسبة 6.5% - 7%. وقالت ألفيرا نبيؤولينا وزيرة الاقتصاد والتنمية الروسية ان التضخم المالي قد يكون دون المستوى الاعلى للمؤشر المذكور. بوتين يأمل ان تتفق روسيا وبيلاروس وكازاخستان على عملة واحدة وتشكل اتحاد اوراسيا يرى بوتين انه من المهم تطويرعمليات التكامل على الساحة السوفيتية السابقة وبالدرجة الاولى توطيد الشراكة بين روسيا وبيلاروس وكازاخستان. ويأمل بوتين بان تنتقل روسيا وبيلوروس وكازاخستان مستقبلا الى عملة موحدة. ووقع رؤساء روسيا وبيلاروس وكازاخستان دميتري مدفيديف ونور سلطان نزاربايف والكسندر لوكاشينكو في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي بيان التكامل الاقتصادي الاوراسي بصفته "خارطة طريق" تهدف الى اعلان الاتحاد الاقتصادي الاوراسي. علما ان رئيس كازاخستان نور سلطان نزاربايف هو الذي طرح عام 1994 فكرة الاتحاد الاوراسي. وكتب فلاديمير بوتين في مقال نشرتها صحيفة "ازفيستيا" الروسية في مطلع اكتوبر/تشرين الاول الماضي ان الاتحاد الجمركي والفضاء الاقتصادي الموحد اللذين اعلنتهما روسيا وبيلاروس وكازاخستان سيشكلان اساسا للاتحاد الاوراسي. وقال بوتين:" لم نبلغ لحد الان مستوى التكامل الذي بلغه الاتحاد الاوروبي. لكننا نبحث امكاناتنا المستقبلية للانتقال الى تشكيل الاتحاد الاوراسي بعد تشغيل الفضاء الاقتصادي الموحد. واعتقد ان عملية المحادثات وحلول الوسط المتفق عليها ستسمح لنا ببلوغ هذا الهدف. وآمل بان نوافق على تفعيل عملة واحدة وسياسة اقتصادية كبيرة الابعاد. واضاف بوتين قائلا:" قد شهدنا تقدما ملموسا في هذا المسار حيث يعتبر الاتحاد الجمركي والفضاء الاقتصادي الموحد اتحادين للتكامل الذي يختلف نوعه ومستواه وعمقه عما هو عليه سابقا، اذ انه يعتبر تكاملا حقيقيا توصل الى مستوى تسليم بعض الوظائف الى هيئة مشتركة تجمع بين الدول القومية. ويعتبر هذا الامر امرا هاما. وهو ليس انبعاثا للاتحاد السوفيتي بل انه يهدف الى رفع قدرتنا على المنافسة في الاقتصاد العالمي واعطاء دفعة جديدة للتطور وضمان مستوى معيشي اعلى مما كان للمواطنين مع شرط الحفاظ على استقلال الدول السياسي. وسنمضي قدما على هذا الطريق". وبحسب قوله فان هذه العملية هي عملية معقدة تهدف الى بلوغ حلول وسط اثناء المحادثات.