عيد الفصح يتحول إلى ملحمة في حب مصر ... و المسلم و القبطي "إيد واحدة" في مواجهة شبح الفتنة ... أقام الأقباط مساء أمس السبت، قداس عيد القيامة المجيد، وسط اجراءات أمنية مكثفة، في أولى أعيادهم منذ ثلاثين عامًا بدون "مبارك"، الذي اعتاد على إرسال رسائل التهنئة لقيادات الكنيسة المختلفة في يوم عيدهم . مبارك ونظامه قد رحلوا، وبقيت مصر فوق الصغائر، ضد الفتنة .. وبقي المصري و القبطي "إيد واحدة" ، حيث شهدت عدد من كنائس مصر أمس، وصباح اليوم، تجمعات من قبل المسلمين، كي يشاركوا إخوانهم الأقباط أولى أعيادهم بعد القضاء على النظام القمعي المستبد، الذي ظل طيلة ثلاثين عامًا يخشى نار الفتنة، وكانت الاتهامات الموجهة له دومًا أنه من يؤججها، ويتخذها كي يلهي الشعب عن مشكلات سياسية معينة، والدليل على ذلك هي المستندات التي تم تسريبها بشأن تورط وزير الداخلية الأسبق، حبيب العادلي، في أحداث كنيسة القديسين الشهيرة. كنيسة السيدة العذراء بالزيتون، تزينت منذ أمس الأول، وشهدت حضورًا مكثفًا من قبل الأباط تبركًا وتيمنًا بالطاهرة مريم، حيث تم الاستعداد للعيد عبر المصابيح الملونة، والصور و الرسومات المضيئة على مبنى الكنيسة، والتي تحمل معظمها صور ورسومات خاصة بالسيدة مريم العذراء. و تحول الاحتفال بعيد القيامة المجيد في عدد من الكنائس المصرية إلى ملحمة في حب الوطن، فباتت ثورة 25 يناير ومستقبل مصر محور حديث الكثيرين من الأقباط و المسلمين المشاركين لهم في الكنائس. وعلى صعيد آخر، ذكرت شهود عيان من محافظة قنا في اتصال تليفوني أجرته "أموال الغد" معهم أن الحركات الاحتجاجية و الاعتصامات المنددة بالمحافظ الجديد "عماد شحاته ميخائيل بولس" مستمرة حتى في عيد القيامة، وأن عدد من الأقباط قد تركوا قداس الأمس لمواصلة مساعيهم الجادة بشأن إسقاط المحافظ . وقال الشهود أن الحديث عن وجود "فتنة" في محافظة قنا أو احتقانا بين المسلمين هناك والمسيحين، أمر عار من الصحة، نظرًا لأن الأٌباط انضموا أيضًا للمظاهرات، والاحتجاجات، وتم تبادل التهنئة بعيدهم الأول بعد سقوط مبارك، فتحولت تلك الوقفات أمس وصباح اليوم إلى وقفة من أجل الوطن لا فرق فيها بين مسلم ولا مسيحي ، وبات العيد عيدًا مصريًا خالصُا. ويعتبر عيد القيامة (أو أحد القيامة كما يطلق عليه) أهم الاعياد الدينية في المسيحية وغالبًا ما يكون بين أوائل شهر أبريل إلى أوائل شهر مايو من كل عام، وفيه يحتفل المسيحيين بقيامة السيد المسيح من بين الاموات بعد موته على الصليب، ويسبق الاحتفال بعيد القيامة أسبوع الآلام (وهو أسبوع تغمره الصلوات والعبادات الخاصة).