انطلقت أمس فى العاصمة الليبية طرابلس فعاليات القمة الافريقية - الأوروبية الثالثة التى عقدت تحت شعار (الاستثمار والنمو الاقتصادى وخلق وظائف العمل)) وتختتم اعمالها اليوم. دعا الاخ القائد معمر القذافى فى كلمته فى افتتاح القمة إلى بدء عهد جديد من التعاون والصداقة بين الدول الافريقية والأوروبية من أجل السلام والتنمية قائلا إن القارتين هما العمود الفقرى للعالم وقوة أساسية سيكون لهما تأثير كبير إذا اتفقا فى أحداث العالم على كافة الأصعدة. أضاف ان السنوات الماضية شهدت العديد من القرارات والاتفاقيات ولكنها حتى الآن حبر على ورق ونتمنى أن نراها واقعا ملموسا. استعرض القذافى تاريخ التعاون بين الجانبين منذ عام 63 الذى شهد توقيع اتفاقية ياوندى وماتلاها من عملية برشلونة التى ماتت بعد 10 سنوات ثم الاتحاد من أجل المتوسط الذى وصفه بأنه ولد ميتا واستنكر اهتمام أوروبا بالجانب السياسى فى التعاون دون الجانب الاقتصادى. شن القذافى هجوما حادا على المؤسسات الدولية مثل الأممالمتحدة والبنك والصندوق الدوليين ومنظمة التجارة العالمية وقال إنها من أشكال الاستعمار الجديد ولم يستفد منها العالم الثالث وطالب بالغاء منظمة التجارة العالمية التى ولدت للقضاء على الصناعات الوطنية للدول وفتح الباب على مصراعيه أمام المنتجات (التافهة). قال إن الصندوق والبنك الدوليين يمارسان املاءات ضد مصلحة الشعوب وهى منظمات دولية فاشلة لم تستفد منها افريقيا وينبغى أن تنجح فى مواجهة هذه التحديات وضمان حق كل دولة فى اتخاذ الإجراءات الحمائية لصناعاتها بعيدا عن كابوس منظمة التجارة العالمية. قال ايف لوترم رئيس وزراء بلجيكا رئيس الاتحاد الأوروبى فى كلمته إن القمة تحدد آفاق الشراكة للمستقبل معا على أساس جداول وبرامج محددة مع المجتمع المدنى موضحا أن قمة القاهرة 2000 ولشبونة 2007 وضعتا مؤشرات لالتزام افريقيا وأوروبا لتدشين مسارات جديدة للتعاون لكننا نواجه تحديات منها النزاعات المسلحة التى تدمر التقدم فى الدول والإرهاب والفقر الذى يحرم الملايين من انجازات التقدم. طالب الجميع بالعمل معا لفتح آفاق مستقبلية فى التعاون مشددا على أهمية تعزيز الحكم الرشيد فى افريقيا ومواجهة الفساد وتشجيع الاستثمار والعمل على زيادة النمو الاقتصادى وتوفير فرص العمل وتسهيل حركة التجارة مشيرا إلى أن افريقيا تمثل 20% من سكان العالم وغنية بالثروات.